خاض الجيش الشعبي حربا ضارية مع الخرطوم لأكثر من عقدين من الومان دعت دولة جنوب السودان المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة السودان من أجل احترام سيادتها وعدم التعدي على حدودها. وقال فيليب اغوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان في مقابلة مع بي بي سي "نطلب من المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة جمهورية السودان لاحترام سيادة جنوب السودان وسلامة أراضيه". وتأتي تصريحات اغوير على خلفية اتهامات لقوات سودانية بعبور الحدود إلى دولة جنوب السودان والاشتباك مع جيشها. وأضاف اغوير إنه ليس من الممكن التسامح مع هذا الحادث وأن قوات جمهورية السودان سترغم على الرحيل. واتهم اغوير القوات السودانية باستخدام المدفعية بعيدة المدى مما أدى إلى فرار ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص من مناطقهم. الحدود والنفط وأضاف "طالبنا الخرطوم بالانسحاب الفوري من جاو (بلدة حدودية)، كما طالبناهم بوقف الأعمال العدائية التي يمكن أن تجر البلدين إلى حافة الاقتتال". وكان الجيش السوداني خاض حربا ضد المتمردين الجنوبيين السابقين لأكثر من عقدين من الزمان (1983-2005)، قبل أن تحصل الحركة الشعبية لتحرير السودان على حق تقرير المصير بموجب اتفاق السلام الشامل الذي أدى إلى تكوين دولة جنوب السودان. يذكر أن الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان لم ترسم بعد بصورة نهائية على الرغم من اعلان دولة جنوب السودان في يوليو/ تموز الماضي. ولا تزال العديد من النقاط الحدودية مثار خلاف بين الجانبين من أبرزها منطقة ابيي الغنية بالنفط. وإضافة إلى الخلافات الحدودية، لا يزال الجانبان مختلفين بشأن رسوم عبور نفط جنوب السودان إلى جمهورية السودان، حيث يتم تكريره وتصديره من هناك. كما يتبادل الجانبان الاتهامات بشان دعم جماعات متمردة في الدولتين، حيث لا يزال الجيش السوداني يخوض معارك متواصلة مع قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديتين. 41 قتيلا على صعيد متصل، قتل ما لا يقل عن 41 شخصا في اقتتال داخلي في دولة جنوب السودان. وذكر جيمس كوبنال مراسل بي بي سي في جنوب السودان إن الهجمات شنها مسلحون على قرية في ولاية جونغلي التي اشتهرت بالقتال من أجل الحصول على الماشية وعلى خلفيات عرقية. وقال كوال مانيانغ حاكم ولاية جونغلي لبي بي سي إن العديد من القتلى من النساء والأطفال الذين حرقوا وهم أحياء أثناء محاولة الاختباء في أكواخهم. وأضاف مانيانغ أن مجموعتين من الرجال المسلحين أغاروا على قرية جالي، على بعد 65 كيلومترا من مدينة بور عاصمة الولاية، بعد ظهر الاثنين وبداوا في إطلاق النار. والقى الناجون من الهجوم باللوم على مسلحين من قبيلة المورلي وقالوا إنهم نهبوا الابقار بعد نهاية الغارة. "مقياس الثروة" يذكر أن الصراعات القبلية والأوضاع الأمنية في جنوب السودان هي احدى التحديات التي تواجه الدولة الجديدة. وتنشب العديد من تلك الصراعات القبلية من أجل الحصول على الابقار، التي تعتبر مقياسا للثروة في العديد من المجتمعات في جنوب السودان. ومما زاد الأوضاع سوءا أن الحرب الأهلية بين شطري جمهورية السودان في الماضي أدت إلى توفر السلاح بايدي العديد من المدنيين. وكان أكثر من 600 شخص لقوا حتفهم في يوم واحد في اغسطس/ آب الماضي خلال أعنف اشتباكات شهدتها ولاية جونغلي بين قبيلتي المورلي والنوير. وتبذل السلطات وقوات الأممالمتحدة لحفظ السلام والمجموعات الدينية جهودا مكثفة لاقناع القبائل والمجموعات المسلحة بنبذ العنف والاحتكام إلى القانون.