يواجه رئيس الحكومة اليونانية جورج باباندريو صعوبات جدية في سعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتمكن من التعامل مع أزمة الديون الخطيرة التي تواجهها البلاد. ويجري باباندريو مشاورات مع رئيس الدولة كارولوس بابولياس حول امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون بامكانها التصديق على صفقة الانقاذ التي اتُفق عليها في الاسبوع الماضي. ولكن المعارضة قالت إنها لن تشترك في ائتلاف جديد يتزعمه باباندريو، وطالبت باجراء انتخابات جديدة. وتأتي هذه التطورات بعد ان نجا حزب باباندريو، حزب باسوك اليساري، بصعوبة في تصويت على الثقة في البرلمان. وقال باباندريو لبابولياس في لقائهما في القصر الرئاسي يوم السبت إن هدفه هو "تشكيل حكومة تعاون فورا، حيث ان غياب التوافق سيقلق شركاءنا الاوروبيين حول استمرار عضويتنا في منطقة اليورو." وكان باباندريو قد خاض صراعا شرسا من اجل البقاء في الاسبوع الماضي، حيث طالب باستقالته حتى نواب من حزبه. وكان باباندريو قد فاجأ شركاءه الاوروبيين في وقت سابق من الاسبوع الجاري وتسبب في فوضى في اسواق المال عندما دعا الى استفتاء الشعب اليوناني حول برنامج الانقاذ الذي وافق عليه الاتحاد الاوروبي بعد مفاوضات شاقة. وسرعان ما تخلى باباندريو عن فكرة الاستفتاء، ولكن مراسل بي بي سي في اثينا مارك لوين يقول إن حظوظه في تزعم الائتلاف الجديد تبدو ضعيفة جدا. وثمة تقارير تقول إن وزير ماليته ايفانجيلوس فينيزيلوس قد يأخذ مكانه كرئيس مؤقت للحكومة. وكان فينيزيلوس قد قال إنه من الممكن اجراء انتخابات جديدة فور الانتهاء من الاجراءات الضرورية لتفعيل برنامج الانقاذ الاوروبي. وكان زعيم حزب الديمقراطية الجديدة المعارض انتونيس ساماراس قد رفض فكرة باباندريو بتشكيل حكومة ائتلافية قائلا إن رئيس الحكومة قد رفض مقترحاته. وقال ساماراس: "إن المسؤولية التي يتحملها ثقيلة جدا، والحل الوحيد هو اجراء انتخابات فورية." وكان تصويت الثقة الذي اجري في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة (اختير التوقيت عمدا ليتوافق مع اغلاق اسواق المال في الولاياتالمتحدة واوروبا) قريبا جدا، ولكن الحكومة تمكنت من حسمه لصالحها في نهاية المطاف ب 153 صوت ل 145. وقال باباندريو اثناء النقاشات التي سبقت التصويت إنه لابد من القبول بصفقة الانقاذ الاوروبية، وانه سيكون من "اللامسؤولية التاريخية" ان تخسرها اليونان. واضاف رئيس الحكومة بأن اجراء انتخابات فورية سيكون "كارثيا" بالنسبة لصفقة الانقاذ، مقترحا كحل وسط تشكيل ائتلاف واسع يقوم باكمالها وتفعيلها. وقال مخاطبا نواب البرلمان: "لذلك، التمس ثقتكم من اجل ضمان امن هذه الأمة." وفي اشارة الى احتمال تنحيه، قال باباندريو إنه لن يسمح لطموحه الشخصي ان يعيق جهود انقاذ البلاد. وقال: "لست مهتما بأي منصب، وآخر ما افكر به هو اعادة انتخابي رئيسا للحكومة." إفلاس وبينما كان النواب يستمعون الى خطاب باباندريو، كان بضعة آلاف من الشيوعيين ومؤيديهم يتظاهرون خارج مقر البرلمان. وقال زعيم كتلة حزب المستشارة انجيلا ميركل في البوندستاغ (البرلمان) الالماني بيتر التماير إن تصويت النواب اليونانيين بالثقة بحكومة باباندريو يعتبر تطورا مهما. وقال التماير: "من المهم ان يتمكنوا من تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الاحزاب. هذا ما يجب عليهم القيام به، وعلى الحكومة الجديدة ان تلتزم بتطبيق بنود صفقة الانقاذ." من جانبه، قال رئيس المفوضية الاوروبية جوسيه مانويل باروسو لبي بي سي يوم الجمعة إنه يتوقع تشكيل حكومة وحدة وطنية في اليونان تتكفل "بحل مشاكل البلاد الاقتصادية." وقال باروسو إنه من مصلحة اليونان البقاء ضمن مجموعة اليورو، واضاف "نريدهم ان يبقوا (داخل منطقة اليورو)، ولكن في نهاية المطاف الامر متروك لهم."