لا يزال المدنيون يفرون من سرت ذكرت تقارير أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل زار مدينة سرت المحاصرة. وقالت وكالة رويترز للأنباء إن مقاتلي المجلس الانتقالي حيوا عبد الجليل بإطلاق النار في الهواء احتفالا بزيارته. وتعد سرت معقل الزعيم الليبي السابق، العقيد معمر القذافي وهي أحد آخر المعاقل التي كان يسيطر عليها أنصاره. واستطاع مقاتلو المجلس الانتقالي محاصرة أنصار القذافي في منطقة محدودة من المدينة لكنهم يواجهون مقاومة شرسة. وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنهم تفاجأوا بسبب "مواصلة أنصار القذافي القتال بتصميم كبير." وقال المجلس الانتقالي إن في حال سقوط مدينة سرت، فإنهم سيعلنون رسميا أن ليبيا تحررت من حكم نظام القذافي. وقال كبير العسكريين في الناتو الأدميرال دي باولا إن أنصار القذافي يتصرفون وكأنهم "وحش جريح حوصر في مكان معزول". وأضاف قائلا إنه "تفاجأ بقدرتهم على المقاومة" لكن لا خيار لهم سوى "القتال حتى النهاية". وقال الناطق باسم الناتو رولاند لافوا إن قوات المجلس الانتقالي تحكم السيطرة الآن على معظم أجزاء سرت ونجحت في قطع خطوط الإمداد عن أنصار القذافي. وأضاف قائلا "ليس من المنطقي مواصلتهم القتال. الوضع قد يصنف بأنه مفاجئ من الناحية العسكرية والسياسية لأنهم لا يستطيعون تغيير النتيجة النهائية لهذا النزاع ولا التحكم في مساره". وقال مراسل بي بي سي، واير دايفس، الموجود في مشارف سرت إن هدوء جبهة القتال صباح الثلاثاء سمح لمئات السكان بالفرار من المدينة. وقالت امرأة ليبية كانت تسافر على متن سيارة رفقة سبعة من أبنائها لوكالة رويترز "هناك انفجارات في كل الأوقات. ليس هناك ماء أو شيء آخر". وقال رجل لوكالة الأنباء الفرنسية إن 35 شخصا كانوا يختبئون في منزله معظمهم نساء ظلوا يقتاتون على الخبز والأرز خلال الشهرين الماضيين". وأضاف قائلا "قوات القذافي كانت تمنعنا من المغادرة بإفراغ عجلات السيارات المركونة من الهواء حتى لا تتحرك وترغمنا على العودة من حيث جئنا". ويقول مراسل بي بي سي إن السيارات المغادرة تفتش بدقة عند نقاط التفتيش للاشتباه في أن أنصار القذافي قد يحاولون التخفي في ملابس المدنيين بهدف الهروب من المدينة. المعتصم سكان سرت يخشون من مذبحة يظنون ان قوات المجلس قد تنفذها ومن جهة أخرى، قالت قوات المجلس الانتقالي ان احد ابناء القذافي، المعتصم، محاصر في احد احياء المدينة لكنه محمي من جيوب مقاومين من كتائب القذافي ما زالوا في المدينة. وقال مسؤولون في المجلس الانتقالي ان القذافي نفسه ليس موجودا في المدينة، وانه ربما صار بعيدا في عمق الصحراء جنوبي البلاد. وما زال العشرات من المدنيين يقاتلون الى جانب من تبقى من عناصر كتائب القذافي في بعض احياء سرت معتقدين انهم سيتعرضون الى مذبحة على يد قوات المجلس بعد السيطرة على المدينة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 75 ألفا. في هذه الاثناء يشتكي بعض المسؤولين في المجلس الانتقالي من تباطؤ وصول المساعدات الطارئة بسبب الاجراءات الروتينية المعقدة والطويلة، على الرغم من زيادة حجم صندوق المساعدات ليصل الى 500 مليون دولار. ويواصل خبراء بريطانيون تقديم خبراتهم في تفكيك عدد من صواريخ ارض/جو كانت في حوزة قوات تابعة للنظام الليبي السابق، حسب وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس. كما ذكر حلف شمال الاطلسي (الناتو) انه نفذ 89 طلعة جوية الاثنين فوق ليبيا، منها 24 طلعة في شكل غارات لتحديد وضرب اهداف، منها مخازن ذخيرة ومواقف عربات عسكرية، ومستودعات صواريخ في محيط منطقة بني وليد. "إعلان الاستقلال" واثارت معركة سرت التي استغرقت وقتا طويلا مخاوف من ان تخلف اعدادا كبيرة من الضحايا وسط المدنيين مما قد يترك جراحا قد لا تندمل يصعب معها على المجلس الانتقالي ان يوحد البلاد تحت رايته. ونقلت وكالة رويترز للانباء عن قائد ميداني تابع للمجلس قوله ان قوات القذافي محاصرة في منطقتين صغيرتين بالقرب من البحر مساحتهما حوالي 2 كيلو متر مربع. واضاف " اننا نتعامل معهم الان بالاسلحة الخفيفة لان هناك عائلات ما زالت بالداخل". ووصفت احدى السيدات الهاربات من اعمال القتال اثر توقفها في احدى نقاط التفتيش بان اطلاق النيران مستمر طوال الليل والنهار. وقالت انه" لا توجد كهرباء ولا مياه . لاشيء. لا توجد مجاورة سكنية لم تتأثر باعمال القتال". ورغم ما يقوله قادة قوات المجلس الانتقالي من استخدامهم للاسلحة الخفيفة الا انه شوهدت الدبابات التابعة لهم تدك قوات القذافي من داخل شوارع المدينة، اضافة الى استخدام الشاحنات المحملة بالاسلحة الثقيلة. وسبق للمجلس الانتقالي ان قال إنه سيعلن " الاستقلال" بعد سقوط مدينة سرت حتى ولو لم يتم اعتقال القذافي. ويعتقد أن نجل القذافي المعتصم مختبئ في مدينة سرت بينما يختبئ نجله الآخر سيف الإسلام في بني وليد المحاصرة من كافة الاتجاهات. وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس إن قواته وصلت إلى وسط سرت ويقومون بتمشيط المدينة بحثا عن القناصة. وأضاف ان البلدة الوحيدة التي ما زالت قوات القذافي تسيطر عليها وهي بلدة بني وليد تخضع لحصار من كل الجهات تقريبا. وأعرب عن أمله بأن يتم "تحرير" البلدتين بنهاية الأسبوع الجاري. مطار طرابلس على صعيد متصل، اعلن المجلس الانتقالي تسلمه مطار طرابلس من مجموعة من المقاتلين في إطار مساعيه لتعزيز سيطرته على المنشآت الاستراتيجية. وقال عبد الجليل أمام مجموعة من الصحفيين إن مجموعات مسلحة أخرى ستبدأ في القريب العاجل تسليم منشآت رئيسية إلى السلطات المدنية في البلاد. وظل مطار طرابلس تحت سيطرة مختار الأخضر، وهو قائد وحدة عسكرية قدمت من مدينة الزنتان وتجمعت في العاصمة الليبية للمساعدة على الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في اغسطس/ آب الماضي. وقال عبد الجليل في تصريحات من داخل المطار "بعد أن حرروا هذا الموقع الهام، هاهم يسلمونه إلى الفنيين الذين سيعملون على تنظيم الرحلات الجوية". لكن تسيير الرحلات لم يبدا بعد في مطار طرابلس. وتستخدم الخطوط الجوية التركية، التي بدأت عملها مؤخرا في ليبيا، وشركات الطيران المحلية مطارا عسكريا في طرابلس إلى حين بدء العمل في مطار طرابلس. وأكد عبد الجليل أن المقاتلين "تعهدوا بتسليم موقع كل أسبوع وفقا لتوجيهات المجلس الوطني، وذلك من أجل مصلحة البلاد". يذكر أن التوتر تزايد مؤخرا بين القوات العسكرية القادمة من خارج طرابلس والمجلس العسكري برئاسة القيادي الإسلامي عبد الحكيم بلحاج. وطالب بلحاج الوحدات المسلحة الأخرى بسحب الاسلحة الثقيلة خارج العاصمة طرابلس.