رفض الدكتور ابراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي، تحديد سقف زمني متوقع للخلاص من تنظيم "داعش"، موضحا أن الساحة مفتوحة على كل الإحتمالات رغم كل المكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية والإنتصارات المتتالية للقوات العراقية مدعومة برجال الحشد الشعبي وأبناء العشائر . وقال الجعفري، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم، الأربعاء، على هامش الزيارة التي يقوم بها حاليا لمصر، أن العراق مازال بحاجة إلى التحالف الدولي رغم كل ما تحقق من إنتصارات على أيدي العراقيين، وأن الطائفية المصطنعة ذابت بسبب إلتحام مكونات الشعب العراقي في مقاومة تمدد داعش وهو ما رسم صورة حقيقية وغير مشوهة عن العلاقة بين العراقيين رغم كل ما يتم ترويجه بشأن الطائفية والعرقية . ودعا الجعفري، جامعة الدول العربية، إلى توحيد المواقف باتجاه اتخاذ إجراءات تحول دون تمدد تنظيم داعش في دول المنطقة، معربا عن إعتقاده بأن الدعوة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة رغم وجاهتها، إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد من التنسيق والدراسة بسبب التعقيد الذي ينتاب المشهد العربي حاليا . وأكد إن العراق يسعى إلى تمتين العلاقات مع الأشقاء العرب وتدارس الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والتطورات المتسارعة في المنطقة ، وأن استراتيجية العراق في هذا الصدد مبنية على أساس المصالح والمخاطر المشتركة ، وأن "منبر القاهرة يمثل فرصة كبيرة لتثبيت تلك الإستراتيجية في التعامل مع دول العالم سواء بالتحرك على مستوى العالم العربي أو على مستوى بقية دول العالم لطرح تلك الرؤية في مواجهة الأخطار باعتبار أن العراق له باع طويل في مواجهة الإرهاب ". وتنفذ القوات الأمنية العراقية حاليا عمليات أمنية موسعة في محافظة صلاح الدين أدت إلى تحريرعدد من المدن تمهيدا لتحرير مدينة تكريت "مركز المحافظة" من سيطرة تنظيم داعش . وحول المشاركة الإيرانية في القتال ضد داعش وما أثارته من انتقادات ومخاوف ، أوضح الجعفري أن العراق لا يرفض أي دعم أو مشاركة من أي دولة بالعالم ، وأن إيران كانت أول من قدم يد العون مع تأخر الدعم الدولي ، مؤكدا أنه لا توجد قوات ايرانية على الارض العراقية . وشدد وزير الخارجية العراقي على أن بلاده لا تساوم على سيادتها الوطنية ، وأن التعاون في مجال مقاومة داعش يتوقف عند حدود الطلب العراقي . وحول علاقة العراق مع إيران وموقفه من تصريحات مستشار الرئيس حسن روحاني "علي يونسي" عن إمبراطورية إيرانية عاصمتها بغداد، شدد الجعفري على أن العراق يتمتع بسيادة كاملة، ولم ولن يسمح لأحد بأن يتدخل في سيادته وشؤونه الداخلية ، وأنه تم التعامل مع تلك التصريحات وفق السياقات الدبلوماسية . وتابع "عندما يثبت لدينا ما يمس بسيادتنا، فلن نتسامح أبدا مع أي دولة، سواء كانت إيران أو غيرها " . ونفى وزير العراقي أية نية لقبول تواجد قوات برية من أي دولة ، مؤكدا أن مهمة التحالف الدولي تتوقف عند الإسناد الجوي وتوفير الغطاء الملائم لعمليات الجيش العراقي والحشد الشعبي وبناء على موافقة عراقية على كل طلعة جوية . وحول العلاقات العراقية المصرية وسبل دعمها وتطويرها ، أشار الجعفري إلى أن العراق يتبنى سياسة توسيع وتطبيع وتطوير العلاقات مع كافة الأشقاء العرب بعد سنوات من القطيعة والشقاق ، أما الحالة المصرية فإنها تأتي إتساقا مع التاريخ المشترك والحضارة التي تمتلكها البلدان العريقان ، مؤكدا حرص العراق حكومة وشعبا على الوصول بالعلاقة مع مصر إلى أعلى مستوياتها . وقال أن العراق سوف يشارك بوفد رفيع المستوى من المسئولين ورجال الأعمال في المؤتمر الإقتصادي بشرم الشيخ ، معتبرا أن هذا المؤتمر يمكن أن يكون نقطة إنطلاق كبيرة للإستثمارات المشتركة بين بغدادوالقاهرة . ودعا الجعفري المستثمرين المصريين إلى المشاركة في إعادة إعمار العراق ، موضحا أن الفرص الإستثمارية حاليا متوافرة بشكل مغري رغم الظروف الأمنية ، وأن المستثمرين ورجال الأعمال العراقيين تواقون للقدوم إلى مصر وإقامة مشروعات عملاقة بها .