أعلن مسئول سابق بأركان وزارة الدفاع الأوكرانية أن الحكومة الأوكرانية اضطرت إلى رفض اقتراح كندا تسليم طائرات مقاتلة مستعملة أمريكية الصنع إلى القوات الجوية الأوكرانية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن وكالة أنباء سبوتنك الروسية، أن ليونيد بولياكوف، النائب السابق لوزير الدفاع الأوكراني، كشف أن أوكرانيا رفضت تسلّم طائرات مقاتلة قاذفة مستعملة كندية من طراز "اف-18". وقال، في تصريح للتلفزيون الأوكراني، إن الحكومة الأوكرانية رفضت اقتناء طائرات قديمة سُحبت من الخدمة في كندا، لأسباب مالية، موضحا أن مَن يستخدم الطائرة "اف-18" يضطر إلى تغطية نفقات استخدام آلاف الخبراء الذين يخدمون كل طيار يطير على هذه الطائرة. كما يتطلب استخدام الطائرات الأمريكية الصنع إعادة تأهيل الطيارين الأوكرانيين الذين تدربوا على استخدام الطائرات السوفيتية. وأبدت كندا الاستعداد لتسليم نحو 20 طائرة من طراز "اف-18" إلى أوكرانيا في الصيف الماضي. جدير بالذكر أن الرئيس الأوكراني، بوروشينكو، الذي زار الولاياتالمتحدة في سبتمبر الماضي، عبر للكونجرس الأمريكي عن رجائه أن تمد الولاياتالمتحدة بلاده بالأسلحة القتالية. وعلى صعيد متصل أعلن الرئيس الأوكراني أن جيش بلاده استعاد عافيته وأصبح قادرا على صد "عدوان واسع"، فيما اعتبر خبراء متخصصين في شئون الجيش الأوكراني أن ذلك التصريح هو تهويش متعمد. وكان بوروشينكو قد أعلن مؤخرا استعداد بلاده لصد "عدوان واسع" يُفترض أن "تشنّه روسيا" لأن الجيش الذي تملكه أوكرانيا اليوم غير الجيش الذي كانت تملكه من قبل. وكان الجيش الأوكراني قد مني بالهزائم وهو يحاول تنفيذ أوامر القيادة الجديدة في أوكرانيا التي استخدمت الجيش لإستعادة السيطرة على الدونباس، المنطقة التي تطالب بالإستقلال عن الحكومة المركزية في كييف بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق السابق فيكتور يانوكوفيتش في نهاية فبراير2014. يذكر أن خسائر القوات الأوكرانية التي خاضت وماتزال تخوض الحرب في الدونباس بلغت حتى الآن 1703 قتلى، وتدمير أو فقدان 124 دبابة و378 آلية مدرعة على اختلاف أنواعها، و88 مدفعا، و20 راجمة صواريخ، و12 طائرة و11 مروحية. وتعتبر تلك الخسائر كبيرة، ويمكنها أن تفقد أي جيش أوروبي القدرة على القتال لو واجه نصفها، غير أن أوكرانيا حصلت من الإتحاد السوفيتي على كميات هائلة من الآليات العسكرية حتى أن قواتها المسلحة ماتزال تملك، مثلا، 3 آلاف مدفع وراجمة صواريخ. وتقوم المصانع الأوكرانية الآن ب"إنعاش" ما ليس صالحا من تلك الآليات، لكن عمليات الصيانة هذه تؤدي إلى زيادة الكمية لا النوعية في حين لا تنتج أوكرانيا شيئا جديدا يمكن أن يزيد النوعية. وبالنسبة للخسائر في الأرواح لا بد من الإشارة إلى أن الحرب "أي حرب" تحصد أرواح أفضل كوادر الجيش. وإزاء كل ذلك لا يمكن لنوعية الجيش الأوكراني إلا أن تتدهور، ويقول الخبير العسكري الروسي ألكسندر خرامتشيخين إن هذا الجيش يستطيع في ظروف محددة أن يسحق مَن يتصدون له في الدونباس من المتطوعين، مستفيدا من تفوقه الكمي وملقياً جثث جنوده عليهم، ولكنه لا يستطيع أن يواجه أي جيش نظامي عصري.