أشارت دارسة جديدة لمؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية جارتنر إلى وجوب اتخاذ المدراء التنفيذيين للمعلومات للقرارات المناسبة التي ستحدد طبيعة علاقة أقسام تقنية المعلومات بتقنيات الشركات الرقمية الصاعدة، بما فيها إنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد والتقنيات القابلة للارتداء والرجال الآليين. وفي هذا السياق قال هونغ لي هونغ، نائب رئيس وزميل مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية "جارتنر": "تتم الاستعانة بشركات تقنية المعلومات من أجل تمكين وتعزيز دور "مكاتب الدعم" وتقنيات البنى التحتية. بينما تقوم تقنيات الشركات الرقمية بدعم "المكاتب الإدارية" والعمليات التشغيلية، بالإضافة إلى التقنيات الصاعدة التي قد لا تشكل بطبيعتها جزءً من جدول أعمال أقسام تقنية المعلومات. ونتيجة لذلك، فإن بعض المدراء التنفيذيين للمعلومات سيكتفون بلعب دور داعم فيما يتعلق بنشر استخدام التقنيات الرقمية، بينما ستقوم العمليات التشغيلية والأقسام الأخرى في الشركة باستلام زمام المبادرة".
رغم ذلك، سيقوم البعض الآخر من المدراء التنفيذيين للمعلومات باستلام دور ريادي في هذا القطاع، وتوسيع مهاراته ومعرفته التجارية، فضلاً عن تعزيز دور قسم تقنية المعلومات في الشركة، لينتقل من مجرد كونه قسم مركزي قائم على تقنية المعلومات فقط، لقسم يدعم بشكل كامل الشركات الرقمية.
ويتابع السيد لي هونغ حديثه قائلاً: "بغض النظر عن الدور الذي سيلعبه المدراء التنفيذيين للمعلومات في نهاية المطاف، فإننا نعتقد أنه يجب عليهم الإدلاء بآرائهم، والمساهمة في عملية الابتكار، وفي اختبار الحالات العملية لهذه التقنيات في مراحلها المبكرة".
"كما تسعى العديد من الشركات للاستعانة بتقنيات الشركات الرقمية كمصدر مستقبلي للحصول على الميزة التنافسية، وهناك الكثير من القضايا على المحك التي لا تبقي المدراء التنفيذيين للمعلومات على هامش المسؤولية في الشركات، ومنها مكانة وقيمة الشركة والاستثمار في التقنيات الحديثة".
هذا وقد قامت مؤسسة "جارتنر" بتحديد ستة مجالات صاعدة من المحتمل اعتمادها من قبل الشركات الرقمية، والتي يتوجب على المدراء التنفيذيين للمعلومات أخذها بعين الاعتبار.
إنترنت الأشياء تعتبر معظم الطرفيات الموصولة إلى شبكة الشركة، بالنسبة للكثير من المؤسسات، من الأشياء (على سبيل المثال الآلات وأجهزة استشعار البناء)، وليست كأجهزة الكمبيوتر أو أجهزة الهواتف المحمولة. ومن وجهة نظر القيمة التجارية، فإن تقنية إنترنت الأشياء قادرة على تحقيق تحسينات رئيسية في مستوى الإنتاجية، وجني إيرادات من مصادر جديدة (تتوقع مؤسسة "جارتنر" أن تبلغ مساهمتها بحوالي 9 تريليون دولار من إجمالي العملية الإنتاجية بحلول العام 2020).
وحسب ما جاء ف دراسة مؤسسة "جارتنر"، ستقوم تقنية إنترنت الأشياء بخلق توتر سياسي ما بين العمليات التشغيلية، وتطوير المنتجات، وتقنية المعلومات. فتقنية إنترنت الأشياء القائمة على تلبية احتياجات المستهلك (مثل وصله بجميع وظائف المنزل) مازالت محدودة الانتشار بين المستهلكين، وبالتالي بإمكان المدراء التنفيذيين للمعلومات الاستعانة بها من أجل تعزيز النتائج الإيجابية، والمساهمة في عملية اختيار التقنيات المفيدة للشركة. وتملك تقنية إنترنت الأشياء القائمة على تلبية الاحتياجات الصناعية بدورها العديد من الفرص الاستثمارية، ولكن يتوجب على المدراء التنفيذيين للمعلومات البدء باستثمار هذه التقنيات، لأنه من المرجح أن تكون هذه التقنيات مستثمرة من قبل خلال السنوات الماضية، أو حتى العقود السابقة، وذلك على يد الشركات الهندسية والتشغيلية. وسيحتاج المدراء التنفيذيين للمعلومات إلى إدارة هذه التحديات السياسية بحرص وعناية، مع التخطيط للموارد والمهارات التي سيحتاجون إليها من اجل توسيع رقعة المشاريع التشغيلية والتقنية.
الطباعة ثلاثية الأبعاد تمتلك تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد إمكانيات هائلة، وقدرات تحويلية لا يجب على المدراء التنفيذيين للمعلومات التقليل من شأنها، وفقاً لما جاء في دراسة مؤسسة "جارتنر". فعلى أقل تقدير ستحافظ تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على استقطابها للأسواق المتخصصة في التصنيع، بالإضافة إلى شريحة الهواة من المستهلكين. ومن بين القدرات التحويلية الأكثر أهمية لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تأثيرها المباشر على مسار التجارة العالمية. فعلى سبيل المثال، بإمكان منتجات تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد إلغاء الحاجة لاستيراد أو استخدام أي عنصر من سلسلة التوريد.
لذا، يتوجب على المدراء التنفيذيين اتخاذ موقف حاسم حول مدى إمكانية (أو عدم إمكانية) استخدام القدرات التحويلية لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاعاتهم ومشاريعهم وشركاتهم، وربطها بالقضايا المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، على سبيل المثال.