كتبت ناريمان ناجى " سلفي ، إخواني حكومي ، باع القضية ، باع الثورة، اتغير من ساعة المنصب ، بيأخد 250 ألف جنيه في الشهر و أحيانا 25 ألف جنيه ، أصبح لا يقول حقاً ، لو يراجع ما كان يكتبه سيعلم أنه تغير،يعالج الأمور ببرود،مستفز " كل ما سبق اتهامات وجهت في الفترة الأخيرة إلى موكلي الذي لم يوكلني قط للدفاع عنه، بل دوماً يمنعني حتى لا ألقى هجوما لكنني أخبرته أمس سواء شاء أم أبى بأنني سأفعلها، لأن في ذلك حقاً و أمانة لا يجب كتمهما.قد يتسأل البعض لماذا سألعب هذا الدور؟ بكل بساطة هذا دور التلميذ الحق عند شدة المعلم الحق و أنا تعلمت الكثير من هذا الرجل علمياً و عملياً و إنسانياً. هو د.معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة و مدير مركز أبحاث دراسات الشرق الأوسط و الإسلام بجامعة وسط ميتشجين، كاتب يومي بجريدة الشروق، مدير مركز الشروق للدراسات الاستراتيجية،و هو المستشار السياسي لرئيس الوزراء د.عصام شرف حتى اللحظة التي أكتب بها مقالتي هذه. لمن يخون أو يتهم أو يشكك، فدكتور معتز يعمل في مجلس الوزراء يوميا ما لا يقل عن عشر ساعات, و أتذكر أن يوم موقعة البالون، أسرع د.معتز بالنزول للتحرير عندما اشتد الضرب...فعلا باع القضية! معرفتي بدكتور معتز جاءت على مراحل،بدأت في اليوم الثالث للثورة بعاموده اليومي بجريدة الشروق الذي استوقفني كثيرا لبساطة عرضه رغم عمق فكره و تعقيد ما يطرحه ، ثم جاء دور الفيس بوك، لاأتذكر صراحة كيف وجدت حسابه،وبعده كان "صباح دريم" و حوار مع د.حسام عيسي حول " نعم و لا للتعديلات الدستورية" ،ثم بدأت أبحث عن فيديوهات للدكتور حتى وجدت رائعته عن " الخطاب الديني " في برنامج و تلك الأيام،لم أجد أبداً من يحلل الخطاب الديني المعاصر بهذه الموضوعية، فقررت التواصل مع د.معتز عن طريق الفيس بوك و للأسف لم يسلم من نقدي و نقاشاتي كالعادة حتى شرفني د.معتز بأول اتصال من امريكا كان يسألني عن رأيي في الوضع في مصر بالإضافة لبعض الأمور الأخرى، و آخر و أهم هذه المراحل بدأ بوصول د.معتز للقاهرة يوم 06 مايو وقتها بدأ التواصل الحي و التعلُم الحي. " سلفي،إخواني" نعم هو يجمع بين هذا و ذاك،لكنه لا ينتمى لأي جماعة منهما.أكثر من 10 سنوات قضاها في أمريكا إلا أنه لازال متمسكا بفكره و ثقافته و هويته الإسلاميين.يحمل نفس سمة الإخوان من التواجد الدائم بين الناس كأنه واحد منهم،متواضع تواضع العلماء،ففي أول مكالمة بيننا، كنت أٌقول له " الناس حاطة على حضرتك أمل كبير" فكان رده " أنا!!!" و بما أن في الإعادة إفادة، أعيد القول بأنه ليس سلفي أو إخواني و الدليل أيضا انتقاده للجماعتين في أكثر من مقالة منها على سبيل المثال " هل جديد الإخوان كقديمهم؟" "بيأخد 250 ألف جنيه . " كل ما أخذه د.معتز هو يو اس بي فوادفون شحن 100 جنيه،و لم يعد شحنها.د.معتز عُرِض عليه -و لايزال- تقدير مادي لمجهوده...لكنه يقابل العرض بالرفض،لأنه في رأيه أن هذا واجبه، فالواجب بلا مقابل. " باع القضية ، باع الثورة، اتغير من ساعة المنصب" أي منصب! د.معتز مستشار سياسي لرئيس الوزراء، يعني لا منصب ولا نفوذ ، فالمستشار دوره أن يساعد صانع و متخذ القرار بتوسيع دائرة البدائل المتاحة أمامه و بطرح سلبيات البدائل المتاحة حتى يكون صانع القرار على علم بما هو مقدم عليه "فالقرار ليس في يده".أما القضية التي باعها و الثورة التي خانها:هل هناك شخص ما يبيع قضية ما و يبذل كل يوم فيها و من أجلها كل وقته وكل طاقته مع غياب حافز مادي أو حتى تقدير؟ هل هناك شخص يخون ثورة ما فيترك ماله و حاله ( في أمريكا) من أجل استكمال هذه الثورة؟ لمن يخون أو يتهم أو يشكك، فدكتور معتز يعمل في مجلس الوزراء يوميا ما لا يقل عن عشر ساعات, و أتذكر أن يوم موقعة البالون، أسرع د.معتز بالنزول للتحرير عندما اشتد الضرب...فعلا باع القضية! "أصبح لا يقول حقاً ، لو يراجع ما كان يكتبه سيعلم أنه تغير" قبل وصوله لمصر، كان د.معتز متابع للأمور بعين المصري الثائر الدارس للعلوم السياسية (مجموعة معلومات من نفس النوع) و مع عمله كمستشار سياسي أصبح له رؤية مختلفة (معلومات أخري)،و بما أن السياسة هي التوفيق و ليس المفاضلة ،فما يقوم به د.معتز هو التوفيق بين مطالب الثورة و عمل الحكومة في إطار سياسي سليم ليقدم لنا في النهاية ماهو "ما يخدم مصر". "يعالج الأمور ببرود،مستفز" بالمناسبة من المهارات التي يتميز بها د.معتز هو القدر على تفكيك المشكلة و حلها, وبمناسبة بروده الذي يستفز البعض كما قال ا.بلال فضل في أحد مقالاته،فهو ليس كذلك بل هو هدوء العالم و الفاهم، هذا الرجل درس ل17 عاما COMPARATIVE POLITICS، وقد درس وقرأ نفس الوضع في أوضاع سياسية أخرى، يعني هذا المشهد من الفيلم ليس جديداً عليه، فهو حسب علمه يستيطع أن يرى ما هو قادم بإذن الله. سيتهمني البعض بانحيازي و تحيزي لدكتور معتز، لكن ليعلم الجميع أنني انتقده و أنقاشه و أجادله بل و أهاجمه أحياناً. و أخيرا ، رسالة و إعتذار لطريفين، أولا أعتذر إليكم لطول المقالة، لكن في الحق يجب ألا نكمم الأفواه و الأقلام, فهذة كانت شهادة أعلمها و حق لا يمكن أن أكتمه.و أوصيكم بأن ننقد هذا الرجل ولا نقتله، فهو دائما يقول " قوموني إذا أعوججت", فلنسانده في الحق، لأننا نحتاج فكره كثيراً ونحتاج أجندته " الدين و الوطن " و ثانيا، كلمتي ل" د.معتز " بطل المقالة :"تعلمت من حضرتك الكثير سياسيا و فكريا و دينيا، تعلمت منك عمليا الكثير من امتصاص غضب لحل مشكلات ، لإدارة أزمات وسرعة تفكير و تخطيط، و إنسانيا أنت معلم بحق و أعتذر إليك لأنني كتبت هذه المقالة رغماً عنك و الاستشهادات أعلم جيداً أنك لم و لن يفضل روايتها, لكنه قبل أي شئ" حقك يا معتز ".