الجريدة (خاص) : كتب عمرو حسين عزيزى الدكتور عصام شرف، أعلم أنك تعرضت لإمتحان عنيف هذا الأسبوع، و بما إنك دكتور و عالم و لا أشك أبداً فى ذكاءك فقد إندهشت بشدة من إجاباتك. وجه الدهشة لو يكن فى صحة و خطأ الإجابات، وجه الدهشة إن حضرتك كنت فى لجنة الممتحنين و شفت بعينك نفس الإمتحان و شفت بعينك إن اللى جاوب إجابات من نفس النوعية سقط و كمان مش حينفع بعيد السنة. و من باب حرصى على حضرتك و إقتناعى بصدق نواياك قررت أديلك برشام صغير لو مشيت عليه مش بس حتنجح، لأ حتجيب مجموع كمان... 1. ميعاد الإمتحان محدد مسبقاً و كل مصر بما فيهم أنت عارفينه. فالتحرك لتحقيق المطالب قبل الموعد المحدد يمكنه أن يوفر جهدك و جهد الثوار و يجنبنا كلنا المتاعب و المشاكل. كلنا نعلم المطالب و أنت أولنا، و كلنا نعرف أن التصعيد من جانب الثوار يقابله إستجابات جزئية من جانب الحكومة و المجلس العسكرى. لازم يعنى البلد تولع علشان تستجيب، فيها إيه لما تسمع من بدرى و تعمل على الإستجابة بشفافية؟ 2. طيب ما علينا، ما سمعتش و ما إستجبتش و وقعت الفأس فى الرأس و جاء يوم الجمعة و تجمع الثوار فى الميدان، ممكن تنزل تسمع منهم و ترمى الكورة فى ملعبهم و تطلب منهم توحيد المطالب حيث أن المعتصمين نفسهم منقسمين لألف رأى و ليهم مليون مطلب. يجب أن تبدى إهتمام من اللحظة الأولى و لا تترك الأمور تتطور أكثر. ربما لو فعلت ذلك لإنفض التجمع عند المغرب و وفرنا جهد و تصعيد أكبر. 3. تطنيش المتظاهرين تماماً يحول أغلبهم تلقائياً لمعتصمين و يصعد الأمور. قد تظن أن يوم أو يومين فترة قليلة لبحث المطالب و إعداد الرد، و لكن يوم كامل فى غضب و هتافات فى الشمس بالنسبة للمتظاهرين ليس بالفترة القليلة. و لا ينبغى أن يقابل بالتجاهل مهما حدث. أنت نسيت يناير ولا إيه؟؟؟ 4. طيب وقعت الفأس فى الرأس و تظاهر الثوار ثم إعتصم المتظاهرون و أصبح بين يديك قائمة كاملة بمطالب المعتصمين. ما ينفعش أبداً إمتحان من 10 أسئلة تجاوب فيه على سؤالين و تعتقد إنك حتنجح. لو فيه 10 مطالب يبقى الناس منتظرة 10 ردود (ملحوظة: و ال10 ردود تكون على نفس ال10 مطالب، مش ردين على المطالب و 8 كلام جميل، المطالب مكانش فيها سؤال إنشاء). 5. الإجابات النموذجية تكون فى شكل من إتنين: إما قرارات حاسمة و فورية و لا تقبل التأويل و فيها إستجابة لمطالب الثورة العادلة. و إما إجابة على مطالب قد تأخذ بعض الوقت، و فى هذه الحالة هناك يا دكتور ما يسمى بالجدول الزمنى، فلو وعدت الثوار مثلاً بالإستجابة مصحوبة بجدول زمنى سيهدأ الثوار و يقدرون إهتمامك و أيضاً سيستطيعون تقييم أداءك بطريقة موضوعية. 6. عندما يعتصم الناس و يثوروا لا داعى لإستفزازهم بقرارات من نوعية تعيين وزير إعلام. يعنى أنت تضيف للمطالب مطالب جديدة كنت فى غنى عنها. و حتى فى حالة ضرورة وجود وزير لتطهير الإعلام، هو ده وقته؟؟ 7. عند إذاعة بيانك للرد على المعتصمين و حياة أغلى حاجة عندك يا شيخ بلاش موضوع إذاعة البيان "بعد قليل". بعد قليل دى بتفكرنا بذكريات سيئة، بالإضافة إنها بترفع حالة التأهب و ترفع سقف الطموحات حتى يأتى وقت الإذاعة فيصيب الناس الإحباط. و إن كنت لا بد فاعلاً فأرجو إن "بعد قليل" لا تتعدى 5 دقائق. أكتر من كده يبقى إستحمل رد الفعل بعد الخطاب بقى. 8. دايما فى أى إمتحان سؤال مهم لو حليته حتنجح بغض النظر عن باقى الإمتحان، و لو سبته يبقى حتسقط حتسقط مهما حاولت فى باقى الأسئلة. سؤالنا كلنا ليك يا رئيس الوزراء: مبارك بيعمل إيه فى شرم الشيخ؟ و إيه سر الأنباء المتضاربة عن وجود طبيب ألمانى معاه ثم نفى المستشفى الألمانى؟ و إيه سر توقف قلبه شوية و بعدين عودته تانى؟ و لماذا لا يعامل كأى متهم و ينقل للسجن أو مستشفى السجن؟ و ليه مفيش صور ليه فى الجرايد؟ و إيه الوضع لما السؤال ده يسألهولك المستشار السياسى الخاص بيك أمام كل الناس على صفحات الجرايد؟ من الآخر إيه اللى يضمننا إنه لسه فى مصر؟ حنستنى لما الثوار يقتحموا المستشفى فى شرم الشيخ و ناس تموت؟ لو إنتقل مبارك علنا فى سيارة ترحيلات لمستشفى سجن طرة أوعدك إن الناس حتنضف التحرير و الميادين و تحتفل و تمشى و أنت حتنجح و بتقدير كبير ! 9. قبل إصدار أى قرار خاص بالداخلية من نفسك يا ريت تستشير وزير الداخلية الأول، أو على الأقل تديله خبر ! 10. و أخيراً لو حسيت إنك مش قادر تلبى مطالب المعتصمين أو توعدهم بحل، يمكن يكون الحل خارج عن حدود إختصاصاتك أو إنك بتواجه من الناحية الأخرى بضغوط، لو ده حصل فإنحاز للمصريين و للثوار و للثورة اللى أنت كنت و أحسبك ما زلت تنتمى لها. إعمل اللى أنت وعدت إنك تعمله يوم ما إتوليت الوزارة، و ساعتها برضه أوعدك إن الناس حتحترمك و ترفعك على الأعناق و برضه حتنجح و بتقدير...