أثار قرار شبكة قنوات "سي.بي.سي" الفضائية وقف بث الحلقة الثانية من برنامج الإعلامي الساخر باسم يوسف "البرنامج" ردود أفعال واسعة، ما بين مؤيد لإلغاء الحلقة وضرورة تعديل مسار البرنامج، وما بين معارض لتقييد حرية الفكر والإبداع، بحسب قول الطرفين. ومن المؤيدين لإلغاء الحلقة عضو مجلس الشعب السابق، مصطفى بكري، الذي أكدأن القرار رد فعل طبيعي على "الابتذال والإساءة المتعمدة لقيم المجتمع ورموزه"، وأبرزهم المؤسسة العسكرية والفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي. وأكمل بكري، عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، أن "أمثال هذا الأراجوز لايعرفون حدود الحرية والمسئولية، لقد التف حوله الكثيرون عندما سخر من مرسي الكريه، ولكنهم أعلنوا غضبتهم عليه عندما تعمّد الإساءة للسيسي وللمؤسسة العسكرية". وافقه الرأي مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، الذي طالب بتوجيه تحية للقناة وعبّر عن أمنياته أن يتم تصحيح مسار "البرنامج" ليستمر عرضه بعد ذلك. وأضاف عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك: "لا يجب أن ننزعج من أمور وأحكام اتخذت في إطار قانوني وليس سياسي، وإذا كان وقف البرنامج لمخالفته شروط التعاقد المتفق عليها، فيجب علينا أن نحيي القائمين على اتخاذ مثل هذا القرار". أما الإعلامي محمود سعد فقد أعلن استيائه الشديد من القرار، وأكد خلال برنامجه "آخر النهار" على فضائية "النهار"، قائلًا: "زعلت جدًا إن حلقة باسم وقفت"، مضيفًا: "تحميل الحلقة الممنوعة من العرض على يوتيوب هيشوفها ملايين ومن غير إعلانات". وعبّر عن قلقه وعدم التأكد من سياسة القناة، ولكنه مع ذلك شدد على أن وقف برنامج كبير وضخم ومؤثر والشعب المصري كله يبتفرج عليه "حاجة مش سهلة"، وأضاف: "باسم قدم لنا على مدار سنة نقدًا رائعًا وجميلاً وممتعًا، وتيجي حلقة ماتعجبش الناس نقوم ندبحه، مفترض نقول له تجنب المشكلة وواصل، والراجل مضحكش على حد وقال البرنامج للكبار فقط". ووافقه الرأي مؤسس "التيار الشعبي المصري"، حسام مؤنس، فقد أعلن رفضه الظهور على قناة "سي.بي.سي"، بعد إيقاف "البرنامج" قائلًا: "مع كل الاحترام للإعلاميين ومقدمي البرامج بقناة cbc، أعلن موقفي شخصيًا برفض أي ظهور على شاشة القناة بعد موقفها بمنع برنامج الإعلامي باسم يوسف، كما أدعو لمقاطعة جماعية للظهور على شاشة cbc، لحين مراجعة موقفها". كذلك اتفق مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب السابق، على أن "سي. بي. سي" خسرت بإيقافها برنامج باسم، وخسرت حرية الرأي والتعبير وخسر من مارسوا الضغوط لإيقاف البرنامج والخاسر الأول السلطة في مصر ومؤسساتها، بحسب قوله. وأضاف عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: "لم يفهم بعضهم أن زمن الحظر على الإعلام قد انتهى، وأن ما تمنعه في مكان سيخرج لك من ألف مكان آخر، استمروا في الغباء وتعرية أنفسكم بأنفسكم". المحامي الإسلامي منتصر الزيات، أكد على أن العقد المبرم بين يوسف و قناة "سي. بي. سي"، لا يقيد حرية اختيار فريق العمل للموضوعات المطروحة في الحلقة، نافيًا إخلال طاقم العمل بأي بند من بنود عقده مع القناة. وأشار، في مداخلة هاتفية لبرنامج |خطوط عريضة" على قناة "MBC مصر"، إلى أن البيان الصحفي الذي صدر عن القناة ما هو إلا علة لتبرير موقفهم لمنع عرض الحلقة، بحسب تصريحه. ومن جهة أخرى، رفض فريق عمل "البرنامج" التعليق على قرار الشبكة، وامتنعوا عن الرد على اتصالات الصحفيين، ولكن خالد منصور، المعروف بشخصية "جماهير" في برنامج "البرنامج"، لم يلتزم الصمت وأكد أن الحلقة لا يوجد بها شيء خارج حتى يتم رفض إذاعتها. وكتب عبر صفحته الشخصية على موقع فيس بوك: "حلقة اليوم، التي تم منع عرضها كانت فقرة لانتقاد بعض الشخصيات، الذين كانوا في الحلقة الأولى، والفقرة الثانية عن قناة الجزيرة والإعلام، ولا يوجد شيء خارج حتى يتم رفض إذاعة الحلقة". يُذكر أن الإعلامي المصري يواجه انتقادات جماهيرية حادة فور إذاعة حلقته الأولى من الموسم الثالث؛ حيث تناول فيها بأسلوب ساخر انتقادات للفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وكذلك الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.