حمل المحتجون شعارات تدافع عن الزواج الطبيعي نظم عشرات الآلاف من المحتجين مسيرة مناهضة لزواج المثليين في العاصمة الفرنسية باريس وسط وجود أمني مكثف. ونظم المحتجون مسيرتهم اعتراضا على قانون وقعه مؤخرا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اثار جدلا محتدما في المجتمع الفرنسي. في حين حذر مسؤولون من احتمالات تسلل بعض التيارات المتشددة العنيفة الى المسيرة التي تميزت بسلميتها إلى الآن. وألقت الشرطة الفرنسية القبض على 50 محتجا تسببوا في إغلاق طريق الشانزليزيه في العاصمة. وتعتبر فرنسا الدولة الاوروبية التاسعة والرابعة عشرة على مستوى العالم التي تبيح زواج المثليين. غير أن الشعب الفرنسي منقسم بشدة بشأن القضية، حيث شهد يوم الثلاثاء انتحار أحد المؤرخين الذين ينتمون الى اليمين المتشدد في كاتدرائية نوتردام بعد أن ترك رسائل ندد فيها بزواج المثليين. نشطاء الألتراس وقالت الشرطة الفرنسية إن حوالي 150 ألف محتج شاركوا في المسيرة في وسط باريس، غير أن منظمي الاحتجاج قالوا إن العدد اقترب من المليون. وأرتدى احد المتظاهرين ملابس سوداء وقناعا للرئيس هولاند ورفع منجلا في حين وقف خلف نعش ممدد بداخله دمية ترمز الى فرنسا. وسار المحتجون مصطفين من مناطق عديدة إلى المدينة متجهين صوب مجمع الانفاليد التاريخي. وقاد أحد صفوف مواكب المسيرة جان فرانسوا كوبيه، زعيم حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" المحافظ. في حين رحبت الناشطة البارزة فيرجيني تيلين من محطة سكك حديد باريس، بوصول المحتجين إلى العاصمة من شتى أرجاء البلاد، لكنها لم تشارك في المسيرة مستشهدة بتهديدات الجماعات اليمينية المتشددة. كما انتشر نحو 4500 شخص للحيلولة دون وقوع أي اعمال عنف خلال المسيرة. أثار مشروع قانون زواج المثليين انقساما حادا في فرنسا. وكان وزير الداخلية الفرنسي مانويل فال قد حذر في وقت سابق من احتمال تسلل النشطاء المتشددين الذي يطلق عليهم الألتراس الى المظاهرة. وتعد المسيرة أول تظاهرة كبيرة منذ توقيع الرئيس الفرنسي على القانون في الثامن عشر من مايو/أيار الجاري. "احتيال على الله" قال جاك مايار، أحد اعضاء حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية في البرلمان، لبي بي سي إن القانون مرره الحزب الحاكم "قسرا" وحزبه سيراجع هذا القانون إذا أعيد انتخابه. وأضاف مايار "ثمة فجوة كبيرة بين هذه الحكومة والمواطنين بشأن قضية زواج المثليين". وقال "هذا شئ لا نقبله بسبب مصير الأطفال، إن هؤلاء الاشخاص يحتالون على الله، لأنهم يريدون الزواج، لكنهم لن يتوقفوا عند هذه المرحلة. بل سيتبنون أطفالا وسوف يربون الأطفال في محيط أسر لا يوجد فيها أب أو أم." وكان من بين المشاركين أيضا في المسيرة مرين لوبين، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتشددة. وكان من المتوقع مشاركة أعضاء حركة متشددة جديدة تدعى حركة (الربيع الفرنسي)، وهي التي هددت وزارة الداخلية الفرنسية بحلها نتيجة تصريحاتها التحريضية. وبحلول مساء يوم السبت ربط عدد من المحتجين أنفسهم في حواجز معدنية وضعوها في وسط طريق الشانزليزيه، في حين أطلق البعض قنابل الدخان قبل أن تتحرك الشرطة وتلقي القبض عليهم دون الحاق الضرر بهم. وقال هوف سكوفيلد، مراسل بي بي سي إن معارضة زواج المثليين أصبحت تضم مزيجا من كافة الاطياف الاخرى المعارضة للحكومة والتي تأتي من اليمين فضلا عن كون المناخ في البلاد بات مضطربا. وكان هولاند قد قال وقت التوقيع على القانون "لقد اتخذت (القرار)، والآن حان الوقت لاحترام قانون الجمهورية".