استقطبت مسيرة اتحاد الدفاع الانجليزي في نيوكاسل، ثلاثة اضعاف الرقم المتوقع لا تزال أصداء اعتداء وولتش تهيمن على العناوين الرئيسية للصحف البريطانية التي ألقت الضوء على ما وصفته ب"اخفاقات" استخباراتية و"ارتفاع معدل الكراهية" للمسلمين، وتطرقت الصحف إلى بعض قضايا الشرق الأوسط ومن بينها الأزمة السورية والشأن العراقي. معركة بريطانيا مع التطرف على الصفحة الأولى في الأوبزرفر عنوان رئيسي للصحيفة يقول: "الحكومة الائتلافية تخلت عن معركة جوهرية مع المتطرفين". يقول كاتبا المقال دنيال بوفي وجايمي دوارد إن استراتيجية الحكومة الائتلافية في مواجهة الإسلام المتطرف تتجه نحو الفشل، وفقاً لوزيرة سابقة في حكومة حزب العمال التي أدارت برنامج التصدي للإسلام المتطرف. وفي تصريح أدلت به عقب اعتداء وولتش، قالت وزيرة المجتمعات المحلية السابقة هايزل بليرز للأوبزرفر إن "الأفراد الضعفاء أمام خطب رجال الدين المتطرفين يتم رصدهم في وقت متأخر جداً". ورأت بليزر أن "تخلي حكومة ديفيد كاميرون الحالية عن سياسة الحكومة العمالية بتمويل السلطات المحلية التي بها اقليات تتجاوز نسبتها 5 في المئة، كان خطأ فادحا". وطرحت أسئلة عن كمية المعلومات التي كانت متوفرة لدى جهاز الاستخبارات الداخلية ( إم آي 5) عن المشتبه بهم في تنفيذ اعتداء وولتش الذي استهدف جندياً بريطانياً وأدى إلى مقتله، بعدما قال أبو نصيبة، صديق مايكل أديبولاجو أحد المشتبه بهما ، إن جهاز الاستخبارات حاول تجنيد الأخير في كينيا حيث برزت ادعاءات بأنه تعرض لاعتداء هناك من قبل قوات الأمن. واعتقل ابو نصيبة بعد مقابلة خاصة اجراها معه برنامج "نيوزنايت" على شاشة بي بي سي. كراهية ضد المسلمين وفي مقال آخر في الصحيفة ذاتها حمل عنوان "اتهام متطرفين يمينيين باستخدام قتل الجندي لإثارة الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي". وتقول كاتبة المقال تريسي ماكفيه ان "المجموعات اليمينية المتطرفة متهمة باستغلال وفاة الجندي لي ريغبي للدفع باتجاه عمليات اعتقال مفتعلة، في وقت كثرت التقارير عن ارتكاب حوادث كراهية ضد المسلمين على خلفية الجريمة. وجرت حملة اعتقالات في أنحاء بريطانيا، فيما غرقت الشرطة بشكاوى من تعليقات عنصرية نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. ووفقا للصحيفة، تم الابلاغ عن جدارية غرافيتي مليئة بالتعابير العنصرية، فيما ألقيت قنبلة حارقة على أحد المساجد. واستقطبت مسيرة كانت مقررة قبل اعتداء وولتش نظمها اتحاد الدفاع الانجليزي في مدينة نيوكاسل، ثلاثة اضعاف الرقم المتوقع، ويقدر بنحو 500 مشارك. وتحدثت منظمة "فيث ماترز" الخيرية عن تسجيل 160 حادثاً استهدف مسلمين منذ الاعتداء الذي وقع الأربعاء الماضي. وستنظر المحاكم البريطانية في سلسلة دعاوى ضد شبان نشروا تعليقات تحض على الكراهية عبر فيسبوك وتويتر. اضطرابات ستوكهولم تعد السويد اكثر دول اوروبا تعاطفاً مع المهاجرين وفي الاوبزرفر ايضاً تحقيق عن الاضطرابات في العاصمة السويدية ستوكهولم تحت عنوان "كيف العزلة والغضب أطلقا شرارة أعمال الشغب". يروي كاتب التحقيق ريتشارد أورانج كيف تجوب مجموعة من الشباب المهاجرين المنتمين إلى جمعيات اسلامية محلية، في دوريات مراقبة في شوارع هاسبي، إحدى ضواحي ستوكهولم التي انطلقت فيها شرارة أعمال الشغب. وتقول الصحيفة إن الأحداث التي بدأت في هاسبي قبل أسبوع، انتقلت الى اكثر من 12 مدينة أخرى وتسببت في احراق اكثر من 200 سيارة، واحراق مدارس ومطاعم ومراكز شرطة. وتقدر الشرطة تورط حوالى 300 شاب في الاحداث بشكل مباشر، فيما تم اعتقال 30 شخصا. وينقل أورانج عن شاهد عيان قوله ان "السويد هي افضل الدول الاوروبية معاملة للمهاجرين"، وبها أكثر من 11 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة في سوريا عام 2012، وأكثر من 100 ألف عراق و40 ألف صومالي. تفجيرات يوليو في صفحة الرأي بصحيفة الاندبندنت، يكتب كريسبن بلاك: "هل تعلمنا القليل عن الجهاد من تفجيرات 7 يوليو/ تموز؟" ويقول " يذكر القتل الوحشي للجندي لي ريغبي بالماضي القريب. ويبدو أنه لم تطرأ تغييرات كبيرة في السنوات الثماني التي أعقبت اعتداءات السابع من يوليو/ تموز. وأكثر ما يلفت الانتباه تورط في القضية… فقد كان المشتبهان بهما معروفين لديها منذ عدة سنوات". ويشير الكاتب الى اتهام أبو نسيبة صديق أديبولاجو السلطات بالسعي الى تجنيد المشتبه به. ويعلق الكاتب على ذلك بالقول إن "المتعاطفين مع الإسلاميين لديهم سجل طويل من محاولة لتشويه سمعة أجهزة الاستخبارات التي هي عدوهم الأكثر شراسة". "فصام" في دمشق أحياء تحت القصف وأخرى في سلام أما الصنداي تلغراف، فقد خصصت صفحات الشؤون الدولية لتحقيق بعنوان "دمشق منقسمة: حياة يومية سوريالية الى جانب الحرب وتروي كاتبة التحقيق الميداني روث شيرلوك من دمشق "مرض الفصام" الذي أصاب دمشق. إذ يزخر أحد فنادق دمشق بالساهرين، وكيف وجدت النساء الوقت لتسريح شعرهن والتبرج وارتداء الملابس الضيقة والكعب العالي، فيما ينشغل متطوعو الصليب الاحمر على بعد شوارع معدودة، بالبحث عن ناجين او رفع جثث قتلى سقطوا في المواجهات الاخيرة. العراق من أزمة الى أزمة وعودة إلى الاندبندنت التي تناولت الشأن العراقي، فقد نشرت الصحيفة مقابلة أجراها باتريك كوكبورن مع محافظ مدينة كركوك نجم الدين كريم، عبر فيها عن شكوكه في أن تتمكن الحكومة المركزية في بغداد من وقف موجات العنف التي تعصف بالبلاد. انعدام للامن في كركوك الغنية بالنفط ويقول كريم إن "هذه الحكومة عاجزة. فهي تهوى العيش من ازمة الى ازمة بدون ان تعالج أيا منها. انت بحاجة الى محلل نفسي لمعرفة ما يحدث". ويحكم كريم (63 عاما) كركوك الغنية بالنفط منذ عامين. وهي منطقة متنازع عليها بين الأكراد والعرب السنة والقوات الحكومية. وكريم كردي انضم الى قوات البشمركة عام 1973، لكنه سافر الى الولاياتالمتحدة بعد عامين كطبيب للزعيم الكردي الملا مصطفى، وبات جراح اعصاب في ضواحي واشنطن حيث أقام هناك لمدة 35 عاماً. وعاد كريم إلى العراق وشغل منصب محافظ كركوك حيث بدأ الاقتصاد يزدهر إذ ارتفع أجر العامل من 10 دولارات الى 30 دولاراً يوميا. وتقول الصحيفة إن عائدات كركوك النفطية بمئة مليار دولار سنوياً. لكن الحكومات الاقليمية في الموصل والبصرة توفر غالبية المال، ويتم تحويله إلى الحكومة المركزية في بغداد حيث "الفساد والانقسامات السياسية وعدم الشفافية الادارية". وبلغ التوتر بين كركوك وبغداد مستويات قياسية، وانتشرت قوات البشمركة في المواقع التي انسحب منها الجيش العراقي وهو الأمر الذي رفضته بغداد متهمة كردستان بمحاولة الانقضاض على نفط الاقليم. ويقول كريم إن ثقته بقدرات القوات الأمنية العراقية محدودة. ويبرر ذلك بالقول: "لا يمكنك ان تفرض السيطرة الامنية عبر قوات تفتقر الى التدريب. الجيش غير مدرب على أي شيء. لقد تحول إلى عائد مالي لآلاف العاطلين عن العمل، وهذا ما يبرر عمليات الفرار من صفوفه التي حصلت في الايام القليلة الماضية".