يوما بعد يوم تتفاقم أزمة الشعب السورى ووضعه الانساني وأشارت الاحصائيات الى ان هناك ما يزيد عن أربعة ملايين سوري، نصفهم في حلب وحمص وريف دمشق، في حاجة ماسة الى دعم انساني مادي ونفسي من جراء الظروف اللانسانية التي يعيشونها مند أكثر من سنتين. ومند مارس 2011 إلى الان، قدر عدد الشهداء السوريين بحوالي 70.000 شهيد اغلبهم بالمناطق التي تتعرض لعمليات عسكرية مكثفة تستهدف المدنيين العزل من رجال واطفال ونساء بالاحياء السكنية والاسواق. هده الفاجعة الانسانية خلفت من ورائها اكثر من 250.000 موطن سوري مفقود، 3 ملايين نازخ بالداخل السوري وما يزيد عن مليون ونصف لاجئ سوري في تركيا ولبنان والاردن والعراق ومصر. على المستوى الطبي، أشارت منظمة الصحة العالمية الى ان اكثر من نصف المستشفيات العامة في سورية اي 48 مستشفى من اصل 88تعرضت للدمار ، في حين ان 37 مستشفى اصبحت خارج الخدمة. ففي دور الزور مثلا هناك مستشفى واحد يعمل من اصل ستة مستشفيات، نفس الوضع تعيشه مدينة درعا حيث تعمل ثلاثة مستشفيات من أصل تسعة بشكل كامل، فيما تقدم المستشفيات الأخرى خدمات جزئية بسبب النقص الحاد في الادوية والمعدات والاجهزة الطبية وسيارات الاسعاف. هدا الوضع الانساني المأساوي والخوف الشديد من تعرض النساء للاغتصاب الجماعي والعنف الجسدي، فقد اضطرت العديد من الاسر السورية لمغادرة سوريا واللجوء الى الدول المجاورة، حيث تشير توقعات خطة الاستجابة الاقليمية للاجئين الى ان عدد اللاجئين السوريين في تزايد مستمر وانه قد يصل الى ما مجموعه 8 ملايين لاجئ سوري بحلول يونيو 2013. أمام هذا الوضع الانساني المتردي على مستوى اللاجئين في دول الجوار وعلى مستوى النازحين بالداخل السوري والقاطنين بالمخيمات، وفي ظل الفجوة المتزايدة بين حجم الاحتياجات الحالية وحجم الدعم الانساني المتوفر، جاءت فكرة اطلاق مشروع قافلة "حياة" الدي يعد مبادرة ، انسانية، دولية ومستقلة تهدف الى حمل مساعدات انسانية نوعية تستجيب لحاجيات الشعب السوري حاليا. جئنا من دول مختلفة من جميع أنحاء العالم نحمل رسالة حب وسلام ندافع بها عن حق الناس فى الحياة لذا فقافلتنا هى قافلة حياة لإغاثة الشعب السورى الذي يعانى من ويلات الحرب والسياسة. يؤسفنا ان تداعيات السياسة قد أثرت بالسلب وزادت من معاناة الشعب السورى وما كان ينبغي أبدا ان تكون السياسة هى المحدد لتقديم العون لمن يحتاج اليه. جاءت قافلة حياة لتقدم الدعم والعون لكل إنسان هنا لا يهمنا دينه ولا طائفته ولا مذهبه ولكن يكفينا انه إنسان. ان العالم بأسره مسؤول عما يحدث فى سوريا وعار على الإنسانية ان تسيل هذه الدماء ويموت هؤلاء الأطفال لأنهم لا يجدون من يقدم لهم العون والمساعدة.. ان مسؤوليتنا أخلاقية قبل ان تكون سياسية ولا معنى لإنسانيتنا إذا اصبح دعم اللاجئين والاهتمام بمشكلة الشعب السورى مرتبطا بالحسابات السياسية. قافلة حياة ليست قافلة أتت ثم سترحل بل هى مبادرة للتضامن والدعم لن تتوقف وستستمر حتى تنتهى المشكلة ويعود الشعب السورى لممارسة حياته الطبيعية. وقد تميزت قافلة حياة بالتالي: * اول قافلة إغاثة يقوم على تنظيمها بالكامل شباب * كسرت حواجز الحدود وضمت مشاركين من مختلف دول العالم العربي والغربى منها مصر – المغرب – الامارات – السعودية – تونس – فلسطين – كندا – انجلترا – ألمانيا – استراليا – كرواتيا * مواجهة تسييس عمليات الإغاثة التى أصبحت مرتهنة بتداعيات السياسة والموقف الميداني المتأزم وبعد الفترة التى مكثتها القافلة داخل الاراضى السورية فى الفترة من 25 ابريل الى 29 ابريل تحذر قافلة حياة من كارثة صحية كارثية قد تحدث خلال الشهور القادمة بسبب سوء الأوضاع المعيشية للمخيمات داخل سوريا والتى تفتقد المقومات الأساسية للحياة حيث يحصل اللاجئون على وجبة واحدة يوميا ويعانون من نقص مياه الشرب النقية وكذلك ما رصده الاطباء من حالات مرضية غريبة يرجح أنها بسبب استخدام أسلحة كيماوية تؤثر على الجهاز العصبى وتضعف مناعة الجسم وتؤدى للوفاة خلال أيام ولذلك : على مستوى جهود الإغاثة نوصى بالآتي: * تشكيل لجنة تنسيق تجمع جهود منظمات الإغاثة لضمان التوزيع العادل للمساعدات * تدريب القائمين على إدارة المخيمات على أسلوب الإدارة لتفاى كثير من المشكلات * الاهتمام بالجانب الصحى للمخيمات وتوفير خدمات طبية بكل مخيم * إعادة توزيع اللاجئين على المخيمات وإنشاء مخيمات جديدة لإنهاء ظاهرة التكدس التى قد تتسبب فى كوارث صحية * العمل على إيجاد فرص عمل موقتة للاجئين من خلال إنشاء مشروعات صغيرة بجوار المخيمات وعلى المستوى العام: * نطالب جامعة الدول العربية بتفعيل الصندوق المالى الخاص لدعم اللاجئين السوريين فى الداخل السورى * نطالب المجتمع الدولى ودول الجوار بتحمل المسؤولية لإنهاء هذه المشكلة عبر الجهود السياسية * نطالب وسائل الاعلام بكشف الحقيقة عما يحدث على الارض داخل سوريا ومقاومة محاولات تشويه الثورة السورية وعدم تضخيم بعض الاخطاء لبعض الافراد او الفصائل المقاتلة التى لا تعبر عن عموم الشعب السورى ونتمنى ألا تكون تداعيات السياسة سببا فى التأثير السلبى على جهود الإغاثة مستمرون فى عملنا ونستعد لإطلاق القافلة الثانية حياة 2 خلال شهرين من الآن قافلة حياة الدولية لاغاثة اللاجئين داخل سوريا 30 ابريل 2013