طالبت إسرائيل أمريكا بضرب القوات الحكومية السورية عسكرياً لإستخداهما أسلحة كيميائية، في الوقت الذي جددت فيه سورية نفيها لإستخدام تلك الاسلحة، معتبرة أن "اتهامات واشنطن ولندن عبارة اسلوب ضغط سياسي على البلاد". وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف إلكن: "من الواضح أنه إن كان هناك إرادة من جانب الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية، ففي وسعهم السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.. ما سيضع حداً لجميع المخاوف". وقال إلكين "حين تفهم الأسرة الدولية أنه تم تخطي خطوط حمر فعلياً واستخدام أسلحة كيماوية.. سوف تدرك أن لا خيار أمامها سوى التحرك بهذه الطريقة (أي من خلال عمل عسكري) بدل أن تبقي على الغموض"، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية. وتابع إلكين أن ما يهمّ إسرائيل هو السيطرة على مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا وسبل تحييدها. وقال إلكين، في إشارة إلى هذه "الخطوط الحمر" إن "الإيرانيين يراقبون والعالم بأسره يراقب أيضاً وينتظر ليرى ما سيجري. ويتبادر سؤال: 'حين يتم رسم خط أحمر، هل نلتزم به؟‘" وكان الرئيس الاميركي، باراك أوباما، حذّر الرئيس السوري، بشار الأسد، في كانون الأول/ديسمبر الماضي من أنه "سيواجه عواقب إذا استخدم الأسلحة الكيميائية". وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" ومجلة فورين بوليسي أن فرنسا وبريطانيا أبلغتا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن عمليات التحقق على الأرض والمقابلات مع الشهود والمقاتلين المعارضين أظهرت أن عناصر سامة تصيب الأعصاب استخدمت في مناطق حلب وحمص وربما في دمشق. وأقرت الولاياتالمتحدة للمرة الأولى الخميس بأن النظام السوري استخدم، على الأرجح، أسلحة كيماوية في النزاع الدائر بينه وبين مقاتلي المعارضة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن معلوماتها الاستخباراتية ليست كافية للجزم بهذا الشأن. فقد أكد البيت الأبيض ووزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان، الخميس، استخدام القوات الحكومية السورية للأسلحة الكيماوية بشكل محدود ضد مسلحي المعارضة. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة ستتشاور مع حلفائها بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها إذا تأكدت من أن الحكومة السورية تجاوزت "الخط الأحمر" الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية. كذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي مرتين ضد مسلحي المعارضة. وقال رئيس الوزراء البريطاني إن "ما يتعين علينا القيام به، من وجهة نظري، هو تجميع المعارضة السورية ودعمها والعمل معها وتدريبها وتوجيهها ومساعدتها على الضغط على نظام بلادها حتى نتمكن من وضع نهاية للصراع الدائر في سورية". وسُئل كاميرون ما إذا كان استخدام الأسلحة الكيميائية سيؤدي إلى نشر قوات بريطانية على الأرض في سورية، فأجاب أنه "لا أريد رؤية ذلك.. ولا أعتقد أن ذلك من المرجح أن يحدث، لكن التدخل يجري بالفعل من خلال تدابير أخرى مثل الحظر التجاري والعقوبات وحظر السفر".