قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، أنه يعتقد أن الأزمات علمت الشعب المصري أحد أنواع "الأدب"، مضيفًا أن المصريين الآن يحللون الأزمات باستخدام الأمثلة التصويرية وليس باستخدام المنهج السردي التقليدي، مرجعًا ذلك لفرط الأسى الذي أصبح الناس يعيشون فيه. وأضاف هيكل، خلال حديثه ببرنامج "مصر أين ومصر إلى أين؟"، أنه سأل أحد الأشخاص الكبار فيما يحدث، فأجاب: "ماتتعبش نفسك كلنا فى قطار، عندنا حرية تنقل بين غرف الطعام وكبائن النوم، لكنه واخدنا كلنا على طريق ما، لم نعلم رؤيته، مش واخدين بالنا أن الناس اللى فى غرفة القيادة لا يعرفون أين يذهبون، لكن المشكلة الكبرى، هى يوم يتوقف الوقود بالقطار أو يصطدم أو يصل إلى منطقة ليس بها قضبان، فيدخل بنا إلى حيث ما لم نعلم" أكد الكاتب الكبير أن هذا وصف تحليلي لما يحدث فى مصر بالضبط. وعبر رئيس تحرير الأهرام السابق أن الوضع في مصر الآن أصبح يقلقه جدا أكثر من أي وقت مضى، مضيفًا "يمكن أن نصف الوضع بشخص يضع يده داخل وعاء حلوى وعايز يهبش أكبر قدر ممكن منها، لكنه لم يحصل على شىء ولا قادر يطلّع إيده، نحن بالضبط السيناريو الذى نعيشه كأننا "أهل الكهف"، ناس طالعة ولم يعرفوا أن الزمن ولغة الخطاب اختلفت، لكن الإخوان جلسوا 70 أو 80 سنة وأخدوا السلطة فى ظرف معين، العملة واللغات والمقاييس اختلفت "مش داريانين أن العالم اتغير" ولم يتصوروا أن العالم تغير. مضيفًا أن الإخوان يغفلون أن أغلبية هذا الشعب حتى وإن بدا لديهم اتجاه إسلامي، فالإخوان عندهم – حسب وصفه- ثقافة معادية لهم مهما كانت اللحظة. كما أكد هيكل على أن المجتمع المصرى لن يتخلى عن ثقافته، "الإخوان اصطدموا مع كل العصور وقتلوا، سواء عصر السادات أو عبدالناصر أو مبارك، لذا فهم خرجوا ولم يعلموا أي شيء، الناس تشك أن لديهم قدرة أو قيادة".