برودة طقس الشتاء تجعل كثيرا من الناس يعانون بسبب طبيعة الطقس في هذا الفصل من جفاف وانخفاض في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة من متاعب الجلد الذي هو اكبر عضو بالجسم وهو الاكثر تأثرا باحوال الطقس في جميع فصول السنة. ويتردد على عيادات المراكز الصحية حالات تعاني من جفاف الجلد ونضوب البشرة والاصابة بالقشب «القشف» وتشقق الجلد والاصابة بالحساسية والشعور بالحكة وظهور «درنات» على الجلد حمراء اللون بما يعرف بارتيكاريا البرد. وبرودة الطقس والصقيع يجعل الاطباء يرون بكثرة حالات تعاني من لسعة البرد وعضة الصقيع.وتتأثر الشفايف ايضا سلبا ببرودة الحوب حيث تصاب بالتشققات التي يزداد جفافها بلعقها باللسان رغم ان ذلك يرطبها لحظيا. والسؤال المهم لماذا تحدث هذه التغيرات في الجلد والبشرة في فصل الشتاء من كل عام؟ والاجابة باختصار شديد ان فصل الشتاء برودته وحرارته المنخفضة وجفاف الجو بسبب انخفاض نسبة الرطوبة يجعل الجلد يفقد الماء من طبقاته العليا وعدم انتقال الماء «الرطوبة» من الطبقات الاكثر عمقا إلى سطح الجلد وظاهره. وبعض العادات التي نتبعها لاتقاء برد الشتاء وطلب الدفء التي يلجأ اليها الكثيرون منا مثل ارتداء الملابس الصوفية والقفازات والجوارب المصنوعة من الصوف والألياف الصناعية فتسبب حساسية الجلد التي تعرف بالحساسية التلامسية، وكذلك استخدام التدفئة الصناعية سواء بواسطة الدفايات او مكيفات الهواء الساخن يعمل على انخفاض نسبة الرطوبة وجفاف الجو المحيط ما يؤدي إلى نشاف الجلد وتشققه والشعور بالحكة، ونتقدم كل عام في فصل الشتاء بوصفة طبية تحافظ على سلامة الجلد ونعومة البشرة. الجلد هو الغطاء الطبيعي لجسم الانسان وهو الحد الفاصل بين اعضاء واجهزة الجسم الداخلية والوسط الخارجي المحيط ويحميه من اذى العوامل الخارجية ويحفظه من تغيرات درجات حرارة الطقس. والجلد هو اكبر عضو في جسم الانسان ويزن 20 في المئة من جسم الانسان. متاعب الجلد في الشتاء تشقق الجلد او ما يعرف بالبشرة الناضبة ينشأ عندما تنخفض درجة الحرارة وتقل الرطوبة فتفقد الطبقات العليا اكبر قدر من الماء فيؤدي ذلك إلى جفاف الجلد والقشب هو اول مظاهر جفاف الجلد في الشتاء وهو ما يعرف بالقشف ويظهر على الاماكن الخارجية من الجلد مثل ظهر اليدين والوجه. وفقدان المزيد من الماء في الطبقات العليا من الجلد بفعل البرودة وانخفاض نسبة الرطوبة يؤدي إلى تشقق الجلد ونضوب البشرة واحيانا الشعور بالحكة في الجلد.واذا تفاقمت حالة القشب «القشف» فإنها تؤدي إلى ظهور ما يشبه الجروح على ظهر اليدين تنزف منها الدماء. أسباب تشقق الجلد السبب في تشقق الجلد في فصل الشتاء هو فقد الطبقات الخارجية من الجلد للماء وعجز الرطوبة عن الانتقال من الطبقات الاكثر عمقا إلى سطح الجلد وظاهره.وتوجد عوامل متعددة تعمل على تشقق الجلد مثل كبر السن والشيخوخة فبعد سن الخمسين يقل نشاط وحيوية الغدد الدهنية التي تعطي الجلد نضارته وترطبه وبالتالي تزيد اعراض الجفاف ونضوب البشرة في فصل الشتاء عند كبار السن.كذلك يعاني من نضوب البشرة وتشقق الجلد الملتزمون برجيم قاس والذين يستخدمون مكيفات الهواء الساخنة لتدفئة المنازل فبالاضافة إلى تسخينها الهواء فهي تجففه وتسلبه طراوته. واستخدام الصابون القلوي مع الاكثار من الاستحمام بالماء الحار واطالة المكوث فيه الذي يتسبب في ازالة الطبقات الدهنية اولا بأول من على الجلد فيزيد جفاف البشرة ونضوبها وترك الماء يجف على الوجه واليدين. وكذلك التعرض للبرودة وجفاف الجو وعدم تعرض الجلد للشمس في نهار الشتاء القصير والمعتم وارتداء الملابس الصوفية الخشنة ونقص الاحماض الدهنية عند اتباع رجيم قاس. الوقاية من تشقق الجلد والقشب للوقاية من جفاف ونضوب البشرة والقشب «القشف» وتشقق الجلد ينصح بالارشادات الصحية والنصائح الطبية التالية: يجب زيادة نسبة الرطوبة في هواء المنزل بما لا يقل عن 40 في المئة وذلك باستعمال المكيف الدافئ مع ادخال تعديلات تحقق زيادة نسبة الرطوبة فإن لم يكن هذا مستطاعا فمن الممكن استخدام مرطب خاص لهواء الغرفة. يجب عدم الاغتسال والاستحمام بماء شديد الحرارة وتجنب الصابون القلوي. تجفيف الوجه والايدي والاطراف تماما ما بعد الوضوء وعدم تركها تجف على الوجه والبشرة والجلد. عدم ارتداء الملابس الصوفية والمصنوعة من الألياف الصناعية لمن يعانون من الحساسية ضد هذه النوعية من الملابس والاقمشة. يجب المحافظة على الصحة العامة وتلافي اي نقص في العناصر الغذائية المهمة والفعالة في الطعام الذي يجب ان يكون متوازنا ويحتوي على الفيتامينات والاملاح الحيوية المتوافرة في الخضروات والفاكهة الطازجة. تشمل اساليب الوقاية الفعالة استخدام الصابون الرقيق الذي يحتوي على المرطبات مثل الجلسرين وزيوت الحمام الملطفة وانواع من الكريمات التي تساهم في اعاقة تبخر الرطوبة «الماء» من سطح الجلد وتبقي على نعومته وليونته ومرونته وتمنع تشققه وجفافه. الملابس الشتوية وحساسية الجلد الملابس الشتوية مصنوعة غالبا من الأصواف والاقمشة المصنعة من الألياف الصناعية «بولي استر - الحرير الصناعي» ونتيجة لطبيعة هذه الاقمشة فهي تصيب الإنسان بحساسية مفرطة خصوصا عند بعض الناس الذين يرتدون هذه الملابس ويستعملون المواد التي تسبب الحساسية لسنوات متوالية دون ان تظهر عليهم اعراض الحساسية ودون اي مشاكل وازعاجات صحية. ولكن فجأة وعلى حين غفلة يظهر الطفح الجلدي عليهم ويصابون بالحكة الشديدة واحمرار الجلد.وبعض الناس تنشأ فيهم الحساسية والسبب مجهول لكن دراسات طبية حديثة ترجعها إلى خلل في الجينات الوراثية، ويوجد كثير من المواد نتعرض لها كل يوم في المنزل وفي العمل وفي الاسواق ما يسبب الحساسية المفرطة في الاصحاء. علاج حساسية الجلد لعلاج الاصابة بحساسية الجلد الناتج عن ارتداء الملابس الصوفية والملابس المصنوعة من الالياف الصناعية والقفازات والجوارب والكوفية المصنوعة من الصوف والالياف الصناعية ايضا في فصل الشتاء نؤكد انه عند ثبوت انها السبب في هذه الحساسية المفرطة يجب عدم ارتدائها واستبدالها بملابس قطنية على الفور كما تستخدم الكمادات الباردة وغسول كلامينا والمراهم الملطفة والمراهم التي تحتوي على الكورتيزون المائي والادوية المضادة للهستامين ويمكن استخدام مشتقات فيتامين «a». تشقق الشفاه والتهابها وتتأثر الشفايف ايضا سلبا ببرودة الجو وانخفاض نسبة الرطوبة ونقص فيتامين «ب» حيث تصاب بالتشققات. ولذلك تحتاج إلى استعمال المرطبات بصفة دائمة عند الاصابة بهذه الحالة مع تجنب لعق الشفاه باللسان لأنه يزيد من جفافها وبالتالي تشققها رغم انه يرطبها لحظيا. وينتشر مرض الانفلونزا في الشتاء بصورة ملحوظة كما اوضحنا في دراسات امراض فصل الشتاء ومع نهاية دور الانفلونزا تصاب الشفايف بفيروس الهربس «قرح حمراء على جانبي الشفايف» وهي سهلة العلاج ويتم شفاؤها تماما. ارتيكاريا البرد تظهر درنات جلدية وردية اللون قد تنتج عن حساسية الطعام او تناول بعض الادوية الا انها تحدث عند التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة او الاستحمام بالماء البارد. قدم الخندق تحدث عند التعرض لأجواء باردة مع انخفاض نسبة الرطوبة وانقباض الاوعية الدموية وبالتالي نقص الدم الواصل للانسجة ويصبح لون الجلد باهتا باردا والشعور بالخدر الا انه مع التدفئة يمكن ان يعود لحالته الطبيعية مرة اخرى. مرض رينود يتميز هذا المرض بحساسية الاوعية الدموية الشديدة للبرودة حيث تنقبض محدثة نوبات من الألم ويميل لون الاصابع والاطراف إلى الزرقة ثم الابيض ثم تكتسب اللون الاحمر. جلد قشر السمكة وممن يتأثرون ايضا ببرودة فصل الشتاء وانخفاض نسبة الرطوبة المصابون بمرض يعرف بجلد قشر السمكة ويسمى هذا المرض بهذا الاسم لأنه يجعل الجلد شديد الجفاف والصلابة مثل قشور الاسماك. وفي الشتاء مع زيادة جفاف الجو تتفاقم حالة هؤلاء المرضى ويسوء شكل جلدهم إلى حد كبير.