* أسباب أمراض الكلى المزمنة :- على الرغم من أن أمراض الكلى المزمنة قد تنشأ أساسا من أسباب من داخل الكلى ، إلا أنها غالبا تنتج من أمراض خاصة بأجهزة أخرى من الجسم ، كالسكر ، و الضغط ، و التهاب الكلى ( نتيجة أمراض معدية أو بشكل وراثي) ، و خراريج الكلى ، و استعمال بعض الأدوية كالمهدئات ، و تصلب الشرايين ، و تضخم البروستاتا، و ارتفاع الكولستيرول في الدم ، و أمراض القلب و الكبد , و الإصابة بأحد أمراض الكلى في فترة من الفترات ، و أسباب أخرى ( كالإصابة بمرض الإيدز ،و بعض أنواع الأنيميا " الأنيميا المنجلية " ، و إدمان المخدرات كالهروين ، و أسباب أخرى أقل أهمية ) . * أعراض أمراض الكلى المزمنة :- من مزايا الكلى العجيبة : قدرتها الملحوظة على التأقلم مع المشاكل التي تحدث لها و لوظائفها ، مما يجعل أمراض الكلى المزمنة تستمر لفترة طويلة بدون أي أعراض . و قد تظهر الأعراض نتيجة مشاكل في أجهزة وأعضاء أخرى من الجسم ، نذكر منها :- - الإرهاق (نتيجة فقر الدم "الأنيميا" و تراكم السموم في الجسم ) - فقدان الشهية . - الحاجة المستمرة للتبول. - تورم القدمين و انتفاخ المنطقة المحيطة بالعينين (نتيجة احتباس السوائل في الجسم ). - حكة و شحوب في الجلد . - ارتفاع الضغط و آلام في الصدر و التهابات حول القلب ( في غشاء التامور). - صعوبة في التنفس (نتيجة وجود سوائل في الرئتين). - أعراض أخرى أقل أهمية . * مضاعفات أمراض الكلى المزمنة :- و يمكن تصنيف مضاعفات أمراض الكلى المزمنة إلى :- - مشاكل في القلب و الأوعية الدموية . و من أهم مضاعفات القلب و الأوعية الدموية التي تنتج عن عدم معالجة أمراض الكلى المزمنة من البداية ،و حين تتقدم درجة الإصابة للدرجة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة :- . الذبحة الصدرية. . احتشاء في عضلة القلب( و هو موت جزء من عضلة القلب كنتيجة لنقص الأكسجين ، وهو يشبه الموت اختناقا). . تصلب الشرايين و ما ينتج عنه من ارتفاع ضغط الدم. . فشل عضلة القلب( فشل في ضخ الدم خلال أوعية الدم المختلفة). - مشاكل في الأملاح و العظام . و هذه الأملاح تشمل الصوديوم و البوتاسيوم و المغنيسيوم و الكالسيوم و الفوسفات و البولينا ، و حين تتعطل وظائف الكلى تتراكم هذه المواد و تزيد نسبها في الدم مما يؤدي إلى حدوث مشاكل و اضطرابات أخرى منها :- . اضطرابات في تنسيق حركة العضلات و عدم القدرة على أداء الحركات بسهولة . . اختلالات في سرعة نبض القلب . . اختلالات في امتصاص السوائل و في التخلص منها ( و ينتج عنها تراكم السوائل --تورم الجسم--ضعف عضلة القلب--تراكم السوائل في الرئتين و إعاقة عملية التنفس "ضيق التنفس") . . اختلالات في قدرة الأعصاب على نقل الإشارات العصبية . . عدم القدرة على التركيز . . الإرهاق العام . - مشاكل الأنيميا (فقر الدم) . و دور الكلى هنا هو أنها تقوم بإفراز هرمون هام جدا و هو الهرمون المحفز لتصنيع خلايا الدم الحمراء ( الإريثروبويتين) (erythropoietin) ، و من الواضح من اسمه أنه المسؤول الأول عن تنشيط نخاع العظم الذي يمكن تسميته ب (مصنع الدم) لتصنيع عدد أكبر من خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن تبادل الغازات النافعة و الضارة من و إلى أجزاء الجسم المختلفة ، و كنتيجة لتضرر الكلى بسبب أحد الأمراض المزمنة فإن هذا الهرمون ( الإريثروبويتين) يقل نشاط نخاع العظم و يقل عدد خلايا الدم الحمراء و تحدث الأنيميا بأعراضها المختلفة (ضعف عام ، صداع ، عدم القدرة على التركيز ، إلخ ...) . - مشاكل التغذية . و الاضطرابات الغذائية تحدث مبكرا عند الإصابة بأحد أمراض الكلى المزمنة ، و عند الوصول للمرحلة الخامسة من المرض فإن 40% من المرضى تكون لديهم أعراض سوء التغذية . و هناك مجموعة من العوامل تشترك في أعراض سوء التغذية ، و حيث أن معدل الترشيح ينخفض ، تظهر أعراض فقدان الشهية و الإحباط ، و هو أحد أشهر الأعراض لدى مرضى الكلى المزمنة ، و ترجع خطورة سوء التغذية إلى أنها تؤخر عملية تجدد الكبيبات ( الوحدات الصغيرة المكونة للكلى ) و تزيد من سرعة تقدم المرض نحو الفشل الكلوي ، و هذه المشكلة تزداد سوءا في المناطق ذات المستوى الاقتصادي و المعيشي المنخفص، و على الرغم من ذلك فإن لنخفاض نسبة البروتين في الأكل بطريقة ما تساعد في تجنب تقدم المرض. - مضاعفات الأمراض المُعدية. و تكمن المشكلة هنا في كون الكلى سببا في فقدان البروتين من الجسم ( و خصوصا الألبومين) ، وحيث أن البروتين هو المسؤول عن تكوين الأجسام المضادة التي تعتبر أحد عناصر المناعة في الجسم ، فإن مناعة الجسم هنا تنخفض ، مما يسهّل على الجراثيم غزو الجسم ، و الكلى هنا ليست مسؤولة فقط عن نقص البروتين ( عنصر المناعة ) بل و كذلك تغير مستوى السكر يزيد من فرص الإصابة بالأمراض المُعدية. هكذا غالبا تحدث الإصابة بالأمراض المُعدية في مرضى الكلى المزمنة . أما ما تسببه تلك الأمراض في مرضى الكلى المزمنة ، فهو إفراز الجسم لمجموعة من المواد ك ردّ على هذا "العدوان الجرثومي" ، و كما أن لهذه المواد دورا في كبح انتشار الجراثيم في الجسم ، فإنها أيضا تؤذي خلايا القلب مسببة موت جزء من عضلة القلب "الاحتشاء" ، بالإضافة إلى احتقان و توّرم عام في الجسم. هذا و لم تنل مضاعفات الأمراض المُعدية حقها من الاهتمام رغم أهميتها و القدرة على تجنبها و منعها بسهولة. و في الماضي ، كانت كل هذه المضاعفات تظهر على المرضى عند الوصول لمرحلة الفشل الكلوي (esrd) ، اما الآن فهي تبدأ مع المراحل المبكرة من المرض ، كما انها تعتبر السبب الأول بإذن الله في وفاة مرضى الكلى المزمنة حتى قبل الفشل الكلوي ، و تُظهر الصورة التالية دور المضاعفات في التسبب في الوفاة " و يظهر فيها أنها تسبق الفشل الكلوي " . * كيفية الكشف عن أمراض الكلى المزمنة :- كما ذكرنا سابقا فإن تلك الأمراض لا أعراض واضحة لها ، و لكن من الممكن الكشف عنها بمجموعة من التحاليل و الاختبارات ، و هي من الأساسيات بالنسبة لمن لديهم أحد عوامل الخطر التي ذكرناها سابقا. و من هذه الاختبارات البسيطة :- - قياس الضغط ( فارتفاع الضغط قد يؤذي الكلى ، كما أنه يعتبر علامة و إشارة لتضرر الكلى). - قياس معدل الترشيح الكلوي (gfr) الذي يبين كفاءة و قدرة الكلى على تصفية الدم من السموم و المواد الزائدة عن حاجة الجسم ، و الأسلوب الالحديث المتبع حاليا هو قياس كمية (الكرياتينين) في الدم ، و الكرياتينين هو المادة الناتجة عن تكسر و تجدد الخلايا العضلية. - قياس كمية البروتين (الألبومين) في البول ، و من المفترض ألا يحتوي البول على الألبومين إلا إذا كان هناك ضرر في الكلى يجعلها تسرب هذا البروتين ، فالكلى كما قلنا هي مصفاة الدم و لا يعبر البروتين من خلالها إلا في حالات تضرر الكلى ، و قياس كمية البروتين في البول من التحاليل البسيطة. - و بمقارنة نتائج هذه التحاليل معا يستطيع أن يعطي صورة أوضح لحالة الكلى.