التعريف : عند تمزّق وتر أخيل، يحسّ المرء بصوت طقطقة أو فرقعة يتبعها ألمٌ حاد خلف الكاحل والجّزء السّفلي من السّاق، ممّا يجعل المشي بصورةٍ طبيعيّةٍ أمراً مستحيلاً، ويشعر المرء تقريباً وكأنّه قد تعرّض إلى ركلة أو طلقٍ ناري.
وتر أخيل هو حبلٌ ليفي كبيرٌ وقوي يصل العضلات في الجّزء الخلفي من السّاق إلى عظم الكعب. ويمكن أن يتمزّق هذا الوتر عندما يقوم المرء بتمديده بشكلٍ زائد، وقد يكون تمزّق وتر أخيل جزئيّاً أو كليّاً. وعادةً ما يحدث التّمزّق فوق عظم الكعب، كما يمكن ان يحدث في أيّ مكانٍ على طول الوتر. بالرّغم من أنّ الإصابات الأُخرى التي قد تصيب وتر أخيل تتحسّن عادةً بالعلاج المنزلي، إلا أنّ تمزّق وتر أخيل يتطلّب التّدخّل الجّراحي لإصلاحه. الأعراض: تتضمّن أعراض الإصابة بتمزّق وتر أخيل ما يلي: * ألم قد يكون حادّاً وتورّم بالقرب من الكعب * عدم القدرة على ثني القدم للأسفل أو المشي بشكلٍ طبيعي * عدم القدرة على الوقوف على أصابع القدم في السّاق المصابة، إذا كان تمزّق وتر أخيل كليّاً ويسمع المرء صوت فرقعة أو طقطقة عند حدوث الإصابة. وإذا كان التّمزّق جزئيّاً، فقد يتمكّن الشّخص المصاب من تحريك قدمه، كما قد يعاني من ألمٍ وتورّمٍ طفيفين. إذا لم يكن وتر أخيل قد تمزّق، فقد يعاني المرء من حالةٍ أُخرى تصيب وتر أخيل، كالالتهاب الكيسي أو التهاب الوتر: الالتهاب الكيسي: الأجربة هي أكياسٌ صغيرةٌ من السّائل تتوضّع في الجّسم، تقوم بتلطيف الحركة بين العظام والعضلات والأوتار المتّصلة بالعظام، وتسهّل الحركة بالحد من الاحتكاك. والالتهاب الكيسي هو التهاب وتهيّج الجّراب، وقد يحدث الالتهاب في الجّراب الذي يقع بين عظم الكعب (العقبي) و وتر أخيل، ويُدعى هذا النّوع من الالتهاب الكيسي بالالتهاب الكيسي خلف العرقوب.
يبدأ الالتهاب الكيسي الذي يصيب المنطقة التي يتّصل فيها وتر أخيل بعظم الكعب، بالألم وتهيّج الجّزء الخلفي من الكعب، ويمكن ملاحظة احمرار وتورّم تلك المنطقة، كما قد يسبّب الجّزء الخلفي من الحذاء المزيد من التّهيّج. التهاب الوتر: إنّ الألم الذي ينجم عن وتر أخيل هو نتيجةٌ للتّمزّقات الصّغيرة والالتهاب في أنسجة الوتر نفسه، يحدث التهاب وتر أخيل فوق نقطة الاتّصال بين الوتر وعظم الكعب. وتتضمّن أعراض الإصابة بالتهاب وتر أخيل التّورّم والألم عند الضّغط على القدم أثناء المشي أو بعد مدّة طويلة من الرّاحة.
الأسباب : يساعد وتر أخيل على توجيه القدم نحو الأسفل والوقوف على أصابع القدم والضّغط على القدم أثناء المشي، ويعتمد المرء على وتر أخيل فعليّاً في كلّ مرّةٍّ يحرّك فيها قدمه. وتنجم إصابات وتر أخيل (الذي يدعى بحبل الكعب)، عن الضّغط المتكرّر على الوتر، والذي يمكن أن يحدث أو يتفاقم بسبب ما يلي: * الإفراط في استعمال الوتر * الجّري على التّلال والأسطح القاسية * عادات التّمطّي السيّئة * ضيق عضلات السّاق * ضعف عضلات السّاق * الأحذية البالية أو التي لا تناسب القدم جيّداً * الأقدام المسطّحة
وغالباً ما تحدث إصابات وتر أخيل كنتيجةٍ للمشاركة في نشاطٍ ينطوي على توقّف حركة القدمين وبدئها، إذا لم يكن المصاب قد تكيّف من اللّعبة أو لم يستعد ويتمطّى بشكلٍ ملائم. ويتضمّن ذلك لعب كرة المضرب أو الاسكواتش أو كرة السّلّة للمرّة الاولى بعد الانقطاع عن اللّعب لفترةٍ طويلة.
وقد تحدث الإصابات في بعض الأحيان بسبب الإفراط في إجهاد وتر أخيل عند القيام بنشاطٍ بسيط كالعناية بالحديقة، كما قد يصاب الرّياضيّون المتمرّسون بتمزّق وتر أخيل في بعض الأحيان. تزداد امكانيّة تمزّق وتر أخيل مع التّقدّم في العمر، وإذا لم يكن المرء يمارس التّمارين بانتظام، فقد يضعف وتر أخيل ويصبح رفيعاً، ممّا يجعله أكثر عُرضةً للإصابة. العلاج: قد يكون علاج تمزّق وتر أخيل جراحيّاً أو غير جراحي. الجّراحة: تعدّ الجّراحة علاجاً شائعاً للتّمزّق الكلّي لوتر أخيل، وتتضمّن عادةً عمل شقٍّ في الجّزء الخلفي من أسفل السّاق وخياطة طرفي الوتر المتمزّق. وقد يتم تعزيز الإصلاح الجّراحي بأوتارٍ أُخرى، وذلك حسب حالة النّسيج المتمزّق.
ويحتاج المريض بعد ذلك إلى إبقاء ساقه في حذاء خاص للمشي، أو جبيرة، أو دعامة أو صفيحة معدنيّة للتّجبير، وذلك لمدّة ستّة إلى ثمانية أسابيع. وقد يتم توجيه القدم للأسفل بشكلٍ طفيفٍ في البداية، ثمّ تحريكها تدريجيّاً إلى الوضع الطّبيعي لتعزيز الشّفاء وتجنّب تمطّي مكان الجّراحة. العلاج دون تدخّل جراحي: يعتمد هذا الاسلوب عادةً على ارتداء جبيرة أو حذاءٍ خاص للمشي، ممّا يتيح لنهايتي الوتر المقطوع أن تلتئم من تلقاء ذاتها، وقد تكون هذه الطّريقة ذات فاعليّة، كما أنّها تجنّب المرء التّعرّض للمخاطر التي تترافق مع الجّراحة كالانتان مثلاً. على أنّ إمكانيّة حدوث التّمزّق من جديد تبقى أكبر إذا كان العلاج دون تدخّل جراحي، ويمكن أن يأخذ التّماثل للشّفاء وقتاً أطول. وإذا ما تمزّق الوتر مجدّداً فإنّ إجراء جراحةٍ لإصلاحه يصبح أصعب.
تبقى الجراحة عموما العلاج الأكثر فعالية كما تنخفض احتماليّة حدوث المضاعفات بعدها, حيث يفضّلها النّاس النّشطاء الذين يودّون استئناف ممارسة أنشطتهم التّرفيهيّة أو رياضتهم المضنية. لكن يفضّل تطبيق العلاج اللاجراحي إذا كان المصاب أقلّ نشاطاً أو كان يعاني من مرض مزمن بما أنّ هذا العلاج يحول دون التعرض للتخدير ومضاعفات الجراحة. إعادة التأهيل: يخضع المريض لبرنامج إعادة التأهيل لتقوية عضلات الساق و وتر أخيل، وذلك بعد أن يكون قد خضع للعلاج الجّراحي أو غير الجّراحي,ويضمّ برنامج إعادة التأهيل تمارين علاج فيزيائي لتقوية عضلات السّاق و وتر أخيل. لا يعتمد الشفاء على جودة برنامج إعادة التأهيل فحسب وإنّما على مدى الالتزام به, ويعود معظم النّاس إلى مستوى نشاطهم السابق في غضون أربعة إلى ستة أشهر من العلاج