العصب الخامس هو أحد أعصاب المخ الرئيسية، يقع على جانبي الوجه، يتفرع الى ثلاثة فروع تغذي ثلاث مناطق، منطقة الجبهة ومنطقة وسط الوجه ومنطقة الفك. ويسمى العصب الخامس ايضا ذو الثلاثي التوائم وهو المسؤول اساسا عن التغذية الحسية للوجه والتغذية الحركية لبعض عضلات المضغ والكلام. تعتبر آلام العصب الخامس الأسوء، في شدتها، على الاطلاق وتحدث للنساء أكثر من الرجال وعادة ما تكون فيما بين العقد الرابع والخامس من العمر ولا يستطيع المريض معها ممارسة أبسط أموره الطبيعية.حتي الكلام يصبح مؤلما جدا أو مضغ الطعام لقد أثبتت الاحصائات العلمية أن آلام العصب الخامس قد تؤدي في بعض البلدان الغربية الى الانتحار، وذلك من شدة وقوة الألم في الوجه، إلا أن ذلك لا يلاحظ في البلدان العربية لإيمان الناس واملهم في رحمة الله وفي شفاء الله لهم. * نوبات الألم ومسبباته، إن المريض أثناء هذه النوبة ينتفض برأسه وكأنه تعرض لصاعقة شديدة ، فالالم يشبه الصدمة الكهربائية على جانب واحد من الوجه (قد يكون الايمن او الايسر ) او في حالات نادرة على الجانبين. وقد تستمر النوبة لحظات او اكثر، وقد تتكرر عدة مرات في اليوم الواحد مما يعيق المريض عن مزاولة نشاطاته اليومية، وقد لا يستطيع الكلام او المضغ. وتأتي النوبة مفاجئة في اى وقت وبدون انذار. قد تكون الآم هذا العصب ناجمة عن ضغط على الجذع الرئيسي للعصب الخامس او احد فروعه، إما بورم (حميد او خبيث) او شريان دموي او زائدة عظمية، او تكون نتيجة لتغيرات في تكوين العصب الخامس بسبب عدوى مثل اصابة الحلائي post herpetic neuralgia او بدون سبب معروف idiopathic. كل هذه المسببات تحدث بؤرا مرضية نشطة في العصب وتعطي اشارات مستمرة او متقطعة الى المخ ويستقبلها المريض كآلام تشبه الصدمات الكهربائية في الوجه.وتكون هذه الآلام عادة على هيئة صدمات كهربائية متقطعة ولمدة قصيرة ونادرا ما تكون مستمرة لمدة طويلة. ويتم تحفيزها او اثارتها بمؤثرات خارجية مثل: حلاقة الذقن، وضع ادوات تجميل على الوجه، وضع غطاء على الوجه، المضغ، الكلام، تنظيف الاسنان، ضغط او لمس مناطق معينة بالوجه، التعرض لتيار هوائي او الدخول الى غرفة مكيفة. * التشخيص كثيرا ما يتم تشخيص الحالة خطأً على انها آلام بالأسنان وذلك لان آلام الوجه تنتج عن مشاكل في مفاصل الفك او الاسنان او اللثة وغالبا ما يتم ذهاب المريض الي طبيب الاسنان نظرا لوجود الآلم بالوجه والفكين و الخلط بين هذه المشاكل، بالاضافة الى ان آلام العصب الخامس نادرة. الفحص الاكلينيكى(السريري) لا يجد الطبيب اى مؤشرات للمرض. ولكن بالخبرة يمكن تشخيصها من تاريخ المرض. المريض يأتي في نهاية المطاف الى عيادة علاج الألم لا يزال يشكو من نوبات الألم المزعجة بعد ان يكون قد خلع معظم اسنانه او ضروسه وبعد أن يكون قد وقع فريسة للدجل والشعوذة أوما قد يسمى ب«الطب البديل». *العلاج يتم تحويل المريض الى طبيب علاج الام في عيادة الاعصاب في حال فشل العلاجات الدوائية، وبعد التأكد من عدم وجود ضغط على العصب بورم بالمخ او زائدة عظمية او خلافه، وذلك بفحص الاشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، وبعد استبعاد مسببات آلام الوجه مثل آلام اضطربات مفصل الفك والرقبة وكذلك المسببات العضوية لآلام العصب الخامس. عندها يستطيع المريض البدأ بالعلاج كالآتي: أولا علاج دوائي: لمنع بؤر الالم من ارسال اشارات الى المخ وذلك بأدوية تعمل على تهدئة بؤر الالم وبالتالي تقلل من عدد النوبات، علما بان هذه الادوية ايضا تستخدم في علاج الصرع، وأخرى تستخدم لعلاج الاكتئاب، وثالثة لتنظيم ضربات القلب(حتي لا يتفاجأ المريض بالأدوية الموصوفة له). وهذه الادوية أثبتت التجارب انها ناجحة بفضل الله مائة بالمائة وهذه الادوية هي كا التالي حبوب باكلوفين 10مللجم حبه مرتين يوميا الي ثلاث مرات حبوب تجريتول 200 مللجم حبه مرتين يوميا الي ثلاث مرات حبوب دكلاك 75 مللجم حبه مرتين يوميا ويجب أن يستمر العلاج لمدة شهر حتي تنتهي تماما تلك النبضات العصبية والتي هي السبب الرئيسي لحدوث الألم ويعود المريض بعدها بفضل الله لممارسة حياته بشكل طبيعي بنسبة 100% وبدون ألم. ولذلك يجب توعية المريض بهذه الأدوية وطريقة عملها حتى لا يقلق عند قراءة وصفة الدواء. ثانيا علاج جراحي: بواسطة جراحي المخ والاعصاب وذلك بعملية جراحية عن طريق الجمجمة لازالة الضغط او الاحتكاك عن جذور العصب الناتج عن ورم أو نبضات الشريان المجاور للعصب وفي حالة تعذر إجراء الجراحة يقوم طبيب علاج الألم بالتدخل بحقن مواد كيميائية كالفينول لتذويب جذر العصب لازالة الألام فقط وليس لعلاج الورم. اما في حالة الضغط او الاحتكاك بوعاء شرياني او بروز عظمي، فيجب ازالة الضغط جراحيا بواسطة جراحي المخ والأعصاب *ثالثا تدخل بعلاج لا جراحي بواسطة طبيب متخصص في علاج الآلام. وكما يدل الاسم فهو علاج يتم بدون جراحة عن طريق ادخال ابرة خاصة عن طريق جلد الوجه بواسطة تخدير موضعى بدون شق جراحي وعن طريق وصول هذه الابرة الى جذر العصب تستخدم طرق كثيرة لعلاج العصب كحقن مادة كيميائية او عن طريق ادخال بالون، او بالتبريد او بالحث الكهربائي او بالتردد الحراري او الكهرومغناطيسي. وبالطبع فكل طريقة لها اثارها الايجابية والسلبية، ولكن احدث علاج الان هو العلاج بالتردد الحراري radiofrequency thermocoagulation او الكهرومغناطيسي pulsed radioferquency . وهذا العلاج الحديث يقوم به طبيب علاج الالام والذي له خبره في العلاج بالتداخل اللاجراحي. العلاج بالتردد الحراري والكهرومغناطيسي: اثبتت البحوث الطبية الحديثة والخبرة في هذا المجال فاعلية هذا العلاج، فيتم تقليل نوبات الالم بنسبة عالية في معظمها وتنعدم في بعضها ولا يحتاج المريض للعلاج الدوائي في اغلب الاحيان بعدها. ونسبة نجاح تخفيف الالم المزمن بصفة عامة 50% او اكثر، ويعود المريض لممارسة حياته بشكل طبيعي بنسبة 100% وبدون ألم بفضل الله . وتتم هذة الطريقة بادخال ابرة خاصة بمخدر موضعي من جانب الفم عند زاوية الشفاه وذلك تحت الاشعة القوسية او المقطعية او حديثا بمساندة الادخال الكهرومغناطيسى وقد يحتاج المريض فقط الى مهدئ ومسكن عام ولكن بدون تخدير عام، حيث ان ادراك المريض وتعاونه اثناء التداخل يعتبر اساسيا لطبيب علاج الآلام. حيث ان الهدف الاساسي هو زيادة التأكد من وصول مقدمة الابرة الى جذر العصب او احد فروعه المراد علاجها وذلك قبل اعطاء شحنات العلاج من التردد الحراري او الكهرومغناطيسي وذلك بالتحفيز الحسي والعضلي. وبعد الانتهاء من اعطاء العلاج يتم اخراج الابرة ووضع كمادات ثلج على الوجه وبعدها يعود المريض الى منزله لمزاولة حياته اليومية. بالرغم من فعالية العلاج بالتردد الحراري فان له اثارا سلبية كحدوث بعض التنميل او قد يشكو المريض من فقدان بعض الاحساس في الوجه او من احساس غريب يضايقه ولكن لا يستطيع وصفه dysethesia. ولكن بالطبع فهذه الاثار تعتبر بسيطة وعديمة الاهمية اذا وضعنا فاعلية ازالة الالام المزعجة وعدم اللجوء الى الجراحة في كفة ومعاودة المريض الى حياته اليومية الطبيعية في الكفة الاخرى. ولتفادي الاثار السلبية للعلاج الحراري العادي (اذا تم اعتبارها سلبية) تم ظهور تقنية حديثة من التردد الحراري وهو التردد النابض، ولكنه ما زال في طور اثبات فعاليته. إن العلاج بالتداخل اللاجراحي بوجه عام يمنح المريض فرصة كبيرة لتفادي اثار العمليات الجراحية وبوجه خاص فان فاعلية العلاج الدوائي عن طريق الحبوب التي ذكرناها سابقا أو بالتردد الحراري قد تم تأكيدها في شفاء معظم المرضى بفضل الله سبحانه وتعالي والله هو الشافي (شفي الله مرضنا ومرضي المسلمين ).د جوده كمال