امل علام البدايه الجديدة فقط ... أن لكل أزمة سماتها وأسبابها والأزمات تواجه الأفراد والمجتمعات علي السواء فلا ينجو أحد من أن يصاب بأزمة ما كما لا ينجو مجتمع من أن يتعرض لزمات محتلفة في أي مجال من المجالات ولكن هناك فارقا بين البشر في أسلوب مواجهة الأزمة فهناك من يحسن الخروج منها وأخر يحول الأزمة إلي كارثة . ولكن ... ما هو تعريف الأزمة ؟ الازمة هي الضائقة أو الشدة التي تصيب الأفراد والمجتمعات وتتنوع بين أزمة صحية أو مالية أو سياسية أو نفسية أو اجتماعية أو غير ذلك . وصف الضائقة أو الشدة بالأزمة غير دقيق وصف الضائقة أو الشدة بالأزمة غير دقيق فلا يوجد في القرآن الكريم هذا اللفظ إنما الكلمة التي تعبر معناها هي كلمة الابتلاء ، فالحياه كلها إبتلاء بالخير أو بالشر مصداقا لقوله تعالي { ونبلوكم بالشر والخير } { ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع } { وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون } ويحدد الاسلام منهجاً لتعامل مع الابتلاء يعتمد علي الصبر والتماسك وعدم الانهيار أمام البلاء حتي يمكن للمسلم التفكير الإيجابي الرشيد الذي ينفع ولا يضر ويصلح ولا يفسد فالابتلاء من الله لذلك علينا عدم الوقوف عند ظواهر الأمور ومقدماتها فالظواهر والمقدمات قد تكون خادعة وفي ذلك يقول تعالي : { وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم } لذلك علينا أن نقوم بواجبنا في غالبة الأزمة والا نعفي أنفسنا من المسئولية فغذا كان الأمر يحتاجإلي الهدوء والصبر لزمنا الهدوء والصبر حتي ينجلي الأمر ، وإذا كان الأمر يحتاج إلي شئ من التنازل فلا مانع من التنازل ، المهم أن نحرص علي ما ينفعنا في ديننا ودنيانا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم { المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير أحرص علي ما ينفعك } ومن الحرص علي ما ينفع أن تنظر إلي ما بقي في أيدينا من خير أو وسائل نستطيع بها أن نغالب الأزمة . أيضا علينا أن ندرك أن الشدائد فرصة لاكتشاف الذات اكتشاف القدرات الكامنة والحلول التي كانت مجهولة ، ودلالة علي ذلك الشدائد التي تعرض لها نبي الله يوسف ابتلائه بالالقاء في البئر ، وابتلائه بالمراة وابتلاءه بالسجن ثم ابتلائه بحكم مصر ن ونحن مطالبون أن نراجع أنفسنا أي نراجع سياساتنا وتصرفاتنا وخططنا وإذا فعلنا ذلك بإنصاف سنكتشف أننا أخطأنا في تصرفاتنا وكان حقا علي الله أن يعاقبنا بما نحن فيه مثل ما حدث في قصة أصحاب الجنة . قد تكون الشدائد صدمة عاطفية فقدان شخص عزيز، أو شيء ثمين، أو في فشل في دراسة أو عمل، أو في فقدان علاقة صداقة، أو في اكتشاف خيانة أحد المقربين، أو في غيرها من المواقف الصعبة التي تتسبب في أزمات نفسية عنيفة... وهنا يزودنا المتخصصون النفسيون بالأمور التي من شأنها مساعدتنا على عبور الصدمات، وترشدنا في كيفية مدّ يد العون لمساعدة من يمرون بأزمات مماثلة... 1 - تجنّب العزلة : فالمساندة من قبل الأصدقاء والأحباء تعطي سنداً نفسياً لا يستهان به، كما أنها تحمي من الشعور بالوحدة وما يتبعه من تأثيرات سلبية، علاوة على أنها تعطي إحساساً بالأمان، الذي بدوره يخفف من وقع الصدمة... 2 - الإقرار بالمشاعر : حدّد ما تشعر به بصراحة، وقرّ به لنفسك، فتقول مثلاً : - أنا أشعر بالمرارة لاكتشاف خيانة صديقي. - أشعر بخيبة أمل لفقدان صداقته. - أشعر بالحزن لأنني لم أكتشف حقيقته قبل ذلك. إن الإقرار بالمشاعر السلبية، يعتبر الخطوة الأولى في علاج الصدمة العاطفية. أما تجاهل هذه المشاعر بهدف نسيانها، فيؤدي إلى دفنها مؤقتاً وليس الخلاص منها... 3 - مناقشة الموقف : مناقشة أبعاد الصدمة مع أحد والديك أو كليهما، أو أحد أصدقائك أو غيرهم ممن تثق في رأيه لتخرج ما بداخلك من حزن... ولكن لا تضغط على نفسك كثيراً، إذا شعرت أنك تميل إلى الصمت لفترة من الوقت... 4 - الأمل وسط المحنة : درب نفسك على توقع الأفضل، وتمسك بالأمل في وسط المحنة. وتذكر المرات السابقة التي كنت تمر فيها بأزمة، وكيف أن الموقف قد مر بسلام. فغالباً ما يرى الإنسان الدنيا سوداء في وقت الأزمة غير أنها في واقع الأمر لا تكون كذلك تماماً... 5 - إلجأ إلى الله لأنه يحبك : فالله دائماً يعينك على تخطي الصعاب؛ لأنه يحبك بشكلٍ شخصي ويهتم بحياتك. تحدث معه أن يلهمك سلاماً وتعزية في القلب، تذكر أنه يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان، وتأكد أنه مع كل تجربة يوجد لها مخرج وتعزية. لكن من المهم أن تصلي، فالسلام الذي يمنحه الله، يفوق العقل، وسلام الله يختلف عن السلام الذي يعطيه كل العالم؛ لأنه سلام يفوق كل عقل... عندما تساعد شخصاً يمرّ بأزمة عاطفية - حاول أن تحيطه بالحب والتفهم، ولا تقلل من شأن الأزمة (في محاولتك للتخفيف عنه)، بل دعه يعبر عما يشعر به من أسى وحزن. - استمع كثيراً وتكلم قليلاً، فالذي يمر بأزمة يحتاج لمن يسمعه حتى يخرج ما بداخله من مشاعر سلبية. - لا تتردد في مساندتك له مساندة عملية بقدر استطاعتك.