أحياناً يكون العنف بسبب أعراض مرضية لأمراض عقلية أو عضوية. فالهلاوس مثلاً التي قد تكون سمعية (يسمع المريض أصواتا تكلمه غير موجودة وغير حقيقية)، أو هلاوس بصرية، وهذه غالباً تحدث نتيجة الإصابات العضوية أو في حالات التوقف المفاجئ عن المخدرات والكحول، وقليلاً ما تحدث في الحالات العقلية أو النفسية (فيرى الشخص أشياء غير حقيقية وغير موجودة)، وقد تكون هلاوس حسية (يحس المريض بأن هناك أشياء تلمسه، وغالباً ما تكون هذه الأحاسيس جنسية، وتضايق المريض مضايقة شديدة لدرجة أنها قد تدفع به لإيذاء نفسه وربما ينتحر..!)، هلاوس شمية (يشم المريض رائحة غريبة، وغالباً ما تكون رائحة كريهة، ولا يشم هذه الرائحة معه الاشخاص الآخرون المتواجدون في نفس المكان). هلاوس ذوقية (يتغير طعم الأشياء عند الشخص، فيشعر بأن طعم الأكل أو المشروبات مختلف). هذه الهلاوس، خاصة الهلاوس السمعية بالدرجة الأولى قد تكون خطيرة، خاصة إذا كانت مرافقة لأحد الأمراض النفسية الصعبة مثل الفصام. فمثلاً قد يسمع المريض صوتاً يأمره بقتل قريب له، ويقاوم هذه الأفكار لفترة محددة، ثم بعد ذلك يتغلب المرض على المقاومة، فيقوم الرجل المريض بقتل الشخص الذي تأمره الأصوات بقتله.. تحت تأثير الهلاوس السمعية. لذلك يجب أخذ التهديدات التي يقولها المريض العقلي، خاصة ما يسمع من أصوات تطلب منه أن يؤذي شخصاً ما. ثمة أحيان تأمر هذه الأصوات الشخص المريض بإشعال النار في منزل أو مكاتب، فيقوم بفعل هذا.. مما يحدث أضراراً بالغة. لقد كان أحد المرضى الذين يتعالجون عندي، ويعاني من مرض الفصام، يسمع أصواتا تأمره بإحراق المستودع الذي يعمل حارساً له.. حاول مقاومة الفكرة لكن الأمر كان أشد من أن يقاومه، أخيراً استسلم لصوت الهلاوس السمعية و أحرق المستودع الذي بلغت خسائر هذه الحادثة بضعة ملايين من الريالات..! الهلاوس البصرية، هي قليلة الحدوث، وكما أسلفت فهي تحدث في الإصابات العضوية وخاصة مع توقف المخدرات والكحول. التوقف المفاجئ عن الكحول، خاصة بعد نوبات من الشرب بشراهة لمدة عدة أيام، فيحدث اضطراب يعرف علمياً ب (deleruim tremer) وهذه الحالة تبدأ بعد التوقف عن الشرب ببضعة أيام، غالباً اليوم الثالث، وربما قبل أو بعد. المهم في هذه الحالة يصبح الشخص مشوشاً، ويرى أشياء مخيفة، مثلاً قد يرى حيوانات مفترسة معه في الغرفة أو يرى ثعابين في غرفته تسير، ويصاب بالرعب، وربما تحت هذه الظروف قد يرتكب جرائم عنيفة مثل إطلاق النار على الاشخاص الذين يعتقد أنهم ينوون له الشر، وقد يطلق النار على من يتوهم انه حيوان مفترس بينما قد لا يكون هذا صحيحاً لكن تخيلاته تجعله يعتقد بذلك، وربما أطلق النار على مجموعة من البشر، خاصة زملاء العمل أو الأقارب في المنزل، لذا من الضروري جداً، إبعاد الأشخاص المدمنين على الكحول عن الأسلحة وعدم تركها بحوزتهم في أي ظروف كانت. الهلاوس الحسية قد تكون أيضاً خطيرة وتسبب العنف ضد الآخرين، فبعض مرضى الفصام، يحس مثلاً بأن شخصاً ملتصقاً بطريقة جنسية به، ويحاول أن يعرف من هذا الشخص الذي يلتصق به؟ وأحياناً قد يؤذي شخصاً بريئاً لمجرد أن هذا الشخص كان موجوداً أثناء شعور المريض بالاحساس الجنسي، فقد يقتل هذا الشخص البريء دون أي سبب.. ولكن هو الهلاوس الحسية. الهلاوس الشمية (الشخص يشم رائحة كريهة)، رغم أن الهلاوس الشمية ليست خطيرة كما هو الحال في الهلاوس السمعية والبصرية والحسية، الا أنها قد تقود الى عنف وغضب، اذا شعر المريض المصاب بهذا المرض بأن بعض الأشخاص يفعلون هذه الروائح بهدف مضايقته، وربما ارتبطت الرائحة الكريهة بأشخاص أو بأشخاص معينين فيكون عرضة للعدوان من قبل هذا الشخص. لذلك فالشخص الذي يعاني من أي نوع من أنواع الهلاوس يجب توخي الحذر وأخذ الحيطة في التعامل معهم كاشخاص قابلين للغضب وهناك احتمالات أن يكونوا عنيفين وعدوانيين.