النكاف النكاف مرض فيروسي من أمراض الطفولة عرف منذ القدم من أيام أبقراط ، وهو ينتشر في كل أنحاء العالم وكان شائعا جدا قبل الترخيص بلقاح النكاف عام 1967، حيث كان يحدث في الولاياتالمتحدة حوالي 200 ألف حالة سنويا وقد انخفض حاليا إلى حوالي 1000 حالة . يعرف النكاف بأسماء عديدة ويطلق عليه في بلادنا اسم ( أبو كعب ) بسبب انتفاخ الخد أو الخدين المميز للمرض . الفيروس المسبب :ينجم النكاف عن فيروس النكاف الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات نظيرة المخاطية وهي العائلة التي ينتمي لها أيضا فيروس الحصبة . يصيب الفيروس بشكل رئيس الغدة النكفية وهي الغدة التي تفرز اللعاب وتتوضع أمام وأسفل الأذن وقد يصيب باقي الغدد اللعابية. وبائيات المرض :يحدث المرض بشكل رئيس عند الأطفال ( 85% من حالات الإصابة عند الأطفال دون عمر 15 سنة ) وتكون ذروة الإصابة في سن المدرسة وقد يصاب البالغون أيضا .يتوزع المرض في كل أنحاء العالم وخاصة في الدول النامية وهو يصيب الذكور والإناث بنسبة متساوية ويحدث عادة على شكل أوبئة خاصة في فصلي الشتاء والربيع . طريقة العدوى : يمكن أن يصاب الطفل بالنكاف عن طريق استنشاق قطيرات اللعاب من شخص مصاب بالنكاف بعد السعال أو العطس ، ويجب عدم التشارك بتناول الطعام بنفس الملعقة أو الوعاء وعدم الشرب باستخدام نفس الكوب الذي يستخدمه الشخص المصاب بالنكاف لأن ذلك قد يؤدي إلى العدوى أيضا . يكون الشخص معديا قبل ظهور تورم الغدة النكفية بيوم واحد ويستمر حتى ثلاثة أيام بعد زوال التورم . الأعراض والعلامات :إن ثلث الأشخاص المصابين بفيروس النكاف لا تحدث لديهم أي أعراض . تظهر الأعراض عادة بعد 2-3 أسابيع من دخول الفيروس للجسم ( فترة الحضانة ) . تكون الأعراض خفيفة في البداية وتشمل الحمى والصداع والتعب العام ونقص الشهية ثم يظهر الانتفاخ في الخد ( تورم الغدة النكافية) في جهة واحدة ( 25% من الحالات ) أو الجهتين ( تتورم إحدى الجهتين قبل الأخرى بيوم أو يومين ) تبقى الغدة متورمة لمدة 3-7 أيام تقريبا. يترافق التورم عادة مع ألم عند المضغ أو البلع خاصة عند تناول الأطعمة الحامضة أو الأطعمة التي تحرض إفراز اللعاب . قد تحدث أعراض أخرى أيضا مثل ألم الأذن والألم البطني وألم وتورم الخصية والحمى ( قد تصل إلى 40 درجة مئوية ) . التشخيص :إن تشخيص النكاف سهل وواضح وقد يتم من قبل الأهل أحيانا خاصة إذا كان هناك حالات أخرى في العائلة أو الجوار . ولا ضرورة لإجراء الفحوص المخبرية لإثبات التشخيص إلا نادرا في الحالات المشتبهة وذلك لأن الاختبارات النوعية للنكاف ( زرع الفيروس معيار الأضداد ) اختبارات غالية وغير متوفرة بشكل روتيني . مضاعفات المرض : إن اختلاطات النكاف خطيرة نوعا ما لكنها نادرة وتشمل ما يلي * التهاب الخصية : تسبب هذه الحالة تورما في خصية واحدة أو في الخصيتين وتحدث عند حوالي ربع الذكور المراهقين أو البالغين المصابين بالنكاف ، تتميز هذه الحالة بالحمى العالية والقشعريرة والصداع والألم أسفل البطن .إضافة لتورم الخصية وألمها قد يحدث ضمور جزئي في الخصية وينقص تعداد النطاف لذلك فإن العقم وارد الحدوث لكنه نادر جدا . * التهاب البنكرياس : ويتظاهر بألم البطن مع الغثيان والإقياء. * التهاب الدماغ : وينجم عن إصابة الدماغ بفيروس النكاف وقد يؤدي إلى أعراض عصبية وهذا الاختلاط خطير ومهدد للحياة لكنه نادر . * التهاب السحايا : وهو التهاب في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي والخلايا العصبية المركزية وهو اختلاط نادر أيضا . * التهاب المبيض والتهاب المفاصل والتهاب الأعصاب . * الصمم : يعتبر النكاف واحد من أشيع أسباب الصمم العصبي . متى يجب مراجعة الطبيب : يجب على الأهل مراجعة الطبيب عند الاشتباه بإصابة الطفل بالنكاف لأن تورم الوجه مع الحمى قد يكون ناجما عن أمراض أخرى مثل التهاب اللوزتين أو التهاب الغدة النكفية القيحي . ويجب على الأهل مراقبة حدوث المضاعفات عند الطفل ومراجعة الطبيب فورا إذا ترافق النكاف مع أي مما يلي : 1. الإقياء المتكرر 2. يبوسة الرقبة أو الصداع الشديد 3. التجفاف 4. استمرار تورم الغدة النكفية أكثر من أسبوع 5. استمرار الحمى أكثر من أربعة أيام 6. احمرار الجلد المغطي للغدة النكفية 7. آلام في الخصية 8. استمرار الألم البطني المعالجة :إن النكاف مرض فيروسي لذلك لا يمكن معالجته بالمضادات الحيوية ويجب أن تأخذ الإصابة بالنكاف سيرها الطبيعي الكامل ، ولحسن الحظ يشفى معضم الأطفال والبالغين من النكاف خلال أسبوعين ( إذا لم تحدث الاختلاطات ) . إن الوقت والراحة هما أفضل معالجة وهناك القليل مما يمكن للطبيب أن يقدمه لتسريع الشفاء . تشمل الإجراءات التي يمكن أن تخفف الألم والإنزعاج وتقليل انتقال العدوى للآخرين ما يلي : 1. الراحة في الفراش حتى تزول الحمى 2. عزل الطفل المصاب لمنع انتشار المرض للآخرين 3. تناول الأستامينوفين ( البنامول والسيتامول ) أو الإيبوبروفين لتخفيف الأعراض ويمكن للبالغين أيضا استخدام الأسبيرين أما عند الأطفال فلا يجوز استخدام الأسبيرين بسبب الخوف من حدوث متلازمة راي وهي إصابة خطيرة بالكبد قد تؤدي للوفاة 4. استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الألم في الغدة النكفية المتورمة . 5. تجنب تناول الأطعمة التي تحتاج إلى الكثير من المضغ والاستعاضة عنها بالأطعمة الطرية مثل الشربة أو البطاطة المهروسة أو اللبن ( الزبادي) 6. تجنب الأطعمة الحامضة مثل الفواكه الحامضة ( مثل الليمون ) 7. شرب الكثير من السوائل ( الماء العصائر غير الحامضة الحليب ...) الوقاية :يعتبر الطفل عامة ممنعا ضد النكاف إذا أصيب سابقا بالنكاف أو أعطي لقاح النكاف . يتوافر لقاح النكاف مشتركا مع لقاح الحصبة والحصبة الألمانية ( الثلاثي الفيروسي ) ويعطى هذا اللقاح بشكل روتيني للأطفال بعمر 12-15 شهرا ويجب إعطاء جرعة ثانية بعمر 3-6 سنوات . يحتوي لقاح النكاف على فيروس النكاف الحي المضعف (يتم إضعاف الفيروس بحيث لا يسبب المرض ويعطي مناعة للجسم ضد النكاف ) لذلك لا يعطى لقاح النكاف للنساء الحوامل أو الأطفال المصابين ببعض الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي خوفا من حدوث اختلاطات ناجمة عن اللقاح . يجب الحرص دوما على استكمال تطعيمات الأطفال وإعطائها في موعدها للوقاية بإذن الله من العديد من الأمراض التي تصيب الأطفال ومنها مرض النكاف .