امل علام ... بدون اى مقدمات وصلتنى هذة الرساله ... ...انا قبطان بحرى تجاوزت الستين من عمرى لدى بنتين وولد واحد تزوجوا جميعا باختيارهم وبكامل حرياتهم لم اكون عقبه او معارض لاى منهم فى اختيار حياته كان كل همى سعادتهم ورضاهم فقد توفيت والدتهم وهم فى المرحله الثانويه وتوليت انا تربيتهم بكامل الرعايه والحب ورغم ان طبيعه عملى كانت تحتم عليا كثيرا الغياب الا انى لا اتذكر لحظه واحدة اشتكوا فيها اولادى من اى تقصير ...مستوانا المادى يفوق اى تصور فنحن نسكن ليس بيتا ولا فيلا بل قصر كبيرا فى منطقه مميزة جدا فى القاهرة ...وبما اننى ربيت اولادى احسن تربيه وحاوطتهم بكل الحب والرعايه فكرت وتاكدت اننى بعد ان تعدى عمرى الستين ان اكتب لهم وانا على قيد الحياة كل ما املك الا مبلغ صغير جعلته باسمى فى البنك يكون عونا اذا ما مرضت ...لم يكن فى قلبى ذرة شك واحدة او خوف من اى شيئ سبحان الله ...وما ان كتبت كل شيئ لاولادى ولكل منهم نصيب حسب الشرع الا وفوجئت بهم كل منهم ياخذ نصيبه ليتصرف فيه ...هذا ليس عيبا فهو حقهم لكن ربما الخطا عندى ..اذ ان القصر كان من نصيب ابنتى الصغرى وزوجها ...زوجها محاسب قانونى فى احدى الشكرات الاستثماريه الكبرى ومع هذا بمجرد ان انتقلوا للعيش معى فوجئت بمعامله لم ولن يتوقعها احد بدأت ابنتى التى هى من صلبى ولن اقول زوجها ...تعاملنى وكانىى غريب وكانىى لابد وان ارحل عن القصر لانها اصبح ملكها ...استعذت بالله من الشيطان واقنعت نفسى انه وهم بل كابوس حتى مرضت مرضا جعلنى لا استطيع ان ابتلع حتى جلرعه الماء ...نقلت للمستشفى وظللت بها اكثر من شهر وبعد تمام شفائى فوجئت بان ابنتى وزوجها قد نقلونى لدار مسنين بحجه اننى احتاج لونيس واصدقاء يقربوننى فى العمر حتى اجد سعادتى ...بالفعل انتقلت لدار المسنين ولم اجادل فهى غلطتى الكبرى التى جعلتى ليس لى ثمن امام اغلى من هم فى حياتى ... سيدتى لا اطلب حلا ولكنى اريد نشر قصتى هذة حتى يتعلم كل من هم فى حالاتى بما حدث لى وتكون قصتى عبرة ....لكم جزيل الشكر ... الاجابه .. ابى الكريم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ....ابى الغالى لن اقول شيئا سوى ان حقا الخطا خطأك من البدايه ...ليس معنى الحب والرعايه والاهتمام ان انسى نفسى فكل شيئ يزيد عن حدة ينقلب الى ضدة ...امر مؤسف بل مضنى ما حدث ..شيئ صعب وقاسى جدا ...و حقا ان الامر يبدو وكانه ليس هناك حل ...فحتى لو فرضنا ان ابنتك شعرت بغلطتها وهذا لن يحدث ..الامر بمثابه الذبح ..اقول راى هذا لاننى ام واتخيل ان حدث هذا معى وحتى لو تراجعت ابنتى فى قرارها انتهى الامر بالنسبه لى ...الاجر من الله وعلى الله ...له الامر من بعد ومن قبل ... ابى الفاضل ..قد تعلمت من حياتى ان شدة الادراك مرض ومرض حقيقى خطير لان حياة الانسان الطبيعى المالوفه لا يحتاج الا ربع او نصف ادراك الانسان المثقف ...ساقولها بطريقه اخرى ...سر النجاح فى الحياة ابى ان لا نبحث عن حلا كاملا لمشاكلنا لان كل مشكله من المؤكد ان لها حل جزئى وهذا الحل الجزئى هو الحل المناسب لهذة المشكله نعالج به لحد ما ونتعايش مع الباقى.. تعايش ابى مع ما حدث ..دعنا ننسى الجحود والقسوة ونرحب بلحظات سعادة ..حتى لو كان الامر فى دار للمسنين ..ما قيمه القصر بفلذات اكباد جاحدين ...والله حتى لو لم ينقلوك لدار مسنين لاقترحت عليك انت بنفسك الرحيل ...امر قاسى لكن الحل موجود ... تمتع ابى بحياتك وابحث عن السعادة حتى بفنجان قهوة يشاركك فيه احد زملاءك فى الدار بسعادة وحب ...والستين من عمرك ليس عمر كبير ..مين عارف ؟؟؟؟ ربما يرزقك الله بونيس او ونيسه تجلب لك سعادة الدنيا وتكون لك عوض لم تتوقعه .... فكم من مكائد حولت ضحيتها لملوك بامر الله ... الصبر ابى الصبر ...الصبر صفة يجب ان يتحلى بها الانسان المؤمن لانها تعينه على تجاوز المحن والمشاكل التى تواجهه فى حياته الدنيا اثناء أدائه لمهمته فى خلافة الله فى الارض ، وهى صفة ضرورية لاستمراره فى الحياة والدليل على اهميتها هو اقدام غير المؤمن على انهاء حياته بالانتحار اذا ما واجهته مشكلة عجز عن تحملها ...الخ ، لكن ما هو الصبر الذى يجب أن يتمسك به المؤمن ؟ هل الصبر على الظلم ؟ هل الصبر على الاهانة ؟ هل هو صبر على الفساد ؟ هل الصبر على الاستبداد ؟ ..الخ ؟ إذا نظرنا الى صفات المؤمنين كما وردت فى القرآن نجد من بينها صفة جميلة هى :" وإذا أصابهم البغى هم ينتصرون "اى ان المؤمن لا يسكت على بغى ابدا ، وإذا نظرنا الى قوله تعالى فى سورة النساء " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم " (اية 148 )اى ان المظلوم يجب عليه الانتصار لنفسه بل ان الله سبحانه يحب منه حتى الكلام السيئ والقبيح لان الكتمان والكبت يرفع الضغط ويضر الانسان ،اى ان الصبر نوعان ، صبر جميل مثل صبر سيدنا يعقوب على مكيدة اخوة يوسف لاخيهم وعجز ابيهم عن فعل شيئ "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون " اى هو الصبر على القضاء والقدر الذى لا حيلة للانسان فيه.... امل علام ....