كتب احمد موافى اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان المشكلة السورية لها وجهان، الاول هو حاجة البلاد لاصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية مطلوبة شعبيا وسبق للرئيس بشار الاسد ان اعلن عن الحاجة اليها والرغبة الاكيدة في تحقيقها، الا ان الضغوط السياسية وما واجهته سورية بعد الحرب على العراق من عزلة دولية وحصار، دفعت بالمتطلبات الداخلية على اهميتها لان تكون في المرتبة التالية بعد مواجهة الضغوطات الخارجية الشديدة، والوجه الآخر هو استغلال الحاجات والمطالب الشعبية لاهداف تختلف كليا عن رغبات الشعب ومصالحه. ولفت المعلم في كلمته التي القاها امام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الاثنين 26 سبتمبر/ايلول الى ما جاء في خطاب الرئيس الاسد يوم 20 آذار الذي اعلن فيه عن "مراسيم وقوانين جديدة من بينها قانون الاحزاب والاعلام والادارة المحلية والاعلان عن اجراء انتخابات برلمانية". وقال ان سلطات بلاده اعلنت عن استعدادها " لالغاء مواد معينة من الدستور تمنح المجال امام تعددية سياسية وارساء الديمقراطية"، واضاف ان الدستور "يعتبر العمود الفقري لكافة مجالات الحياة وان الرئيس الاسد ترك الباب مفتوحا امام اي اقتراحات". واشار وليد المعلم الى انه انطلق في سورية منذ اسابيع "حوار شامل في جميع المحافظات السورية بين مختلف شرائح المجتمع بما فيها المعارضة". واكد وجود نشاط للجماعات المسلحة في بلاده مدعومة من الخارج وقال انه "كلما اتجه الوضع الى الاستقرار وتم اتخاذ اصلاحات جديدة تزداد الهجمات ضد سورية"، واشار الى ان العقوبات الامريكية على سورية "اضرت قبل كل شيء بالشعب السوري ومستوى معيشته". وأضاف: "كنا نتوقع من الدول التي تتحدث عن ضرورة الإصلاح والتغيير دعم الموقف الرسمي السوري بدل التحريض والوقوف في وجهه، بينما ما يحدث عمليا هو أنه كلما اتجه الوضع في سورية نحو الاستقرار، وكلما اتخذنا المزيد من الخطوات الإصلاحية، ازداد حجم التحريض الخارجي وازداد إذكاء العنف المسلح المترادف مع فرض عقوبات اقتصادية عدة". وأشار المعلم إلى أن سورية "انتهجت من العلمانية نظاما لتعزيز وحدتها الوطنية". وأوضح أن أحد أهداف "الحملة الظالمة هو ضرب هذا النموذج"، متسائلا "وإلا لماذا هذا التحريض الإعلامي والتمويل والتسليح للتطرف الديني من أجل الوصول إلى فوضى عارمة تقود إلى تفتيت سورية؟". وأضاف "أليس كل ذلك من أجل نشر مظلة الهيمنة الغربية على بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وخدمة مصالح إسرائيل التوسعية؟". وقال المعلم إن سورية "في موقعها في قلب الشرق الأوسط ودورها الكبير عاشت على مدى عقود عديدة مصاعب كبيرة وتصدت للعديد من المحاولات الهادفة إلى حرفها عن المسار الوطني الذي اختارته وإلى تحجيم دورها في المنطقة". وأضاف "الجميع يعرف أن سورية تمسكت على نحو صارم بالسيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني، وظل هذا على الدوام أحد الأعمدة الرئيسة في السياسة الخارجية السورية، وأنها ساندت بكل ما تستطيع الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني ودعمت حركات المقاومة وتمسكت بحقها الطبيعي في تحرير الجولان السوري كاملا حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967". واكد المعلم إن سورية "خاضت بعد احتلال العراق معركة مواجهة سياسة الحصار والعزل أو الرضوخ للإملاءات، فتصدت لهذه السياسة بكل ما استطاعت، رغم الأكلاف الباهظة على أولوياتها الأخرى واهتماماتها الداخلية، وخرجت من المعركة أكثر قوة وصلابة ومحافظة على استقلالية قرارها وثوابتها الوطنية". وتابع "أدعو من على هذا المنبر الدول المشاركة في الحملة الظالمة ضد سورية الى وقفة مراجعة لحساباتها وأقول لهم.. شعبنا لن يسمح لكم بتحقيق ما خططتم له". وأكد أن حكومته ملتزمة بتنفيذ برنامج الاصلاح الشامل عبر حوار وطني لتتحول سورية في غضون أشهر الى نموذج للتعددية السياسية وواحة للتعايش السلمي بين مختلف مكونات شعبها. من جانب آخر التقى سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي على هامش الدورة ال66 للجمعية العامة للأمم المتحدة مع نظيره السوري وليد المعلم. وركز اللقاء على الوضع في سورية، حيث أكد لافروف الموقف الروسي المبدئي الرافض للتدخل الأجنبي في الشأن السوري وضرورة وقف العنف في البلاد وتطبيق خطوات فعالة على طريق تطبيق الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي اعلن عنها اضافة الى اجراء حوار وطني شامل بمشاركة المعارضة. المصدر: وكالات