;كتبت نيرة سليم... طالب الثوار الليبيون ب"محاسبة" الجزائر على موقفها حيالهم، واكدوا رفضهم تسليم عبد الباسط المقرحي المُدان الرئيسي في حادث تفجير طائرة أمريكية فوق اسكتلندا عام 1988 وقال العقيد احمد عمر باني المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين "لقد اثبتنا للعالم اننا نستحق الاعتراف بنا والدول الكبرى قامت بذلك، اما الاخرون فلا ننتظر اعترافهم. سياتي يوم يحاسبون فيه على موقفهم حيال الثوار الليبيين"، في اشارة خصوصا الى الجزائر. ولم تعترف الجزائر التي تتقاسم حدودا طويلة مع ليبيا، بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار، ولم تبادر رسميا الى طلب تنحي معمر القذافي. لكن الجزائر قامت بتجميد ارصدة عائلة القذافي والقريبين منه بناء على طلب الاممالمتحدة. واضاف باني "نحن نميز بين الشعب الجزائري العظيم والحكومة الجزائرية. لقد اعترف بنا الجزائريون كمقاتلين من اجل الحرية وكمحررين لبلادنا". وتابع "يعلم الجزائريون ان هناك مقابر لليبيين في الجزائر سقطوا الى جانب الجزائريين خلال معاركهم من اجل الاستقلال". وفي اول رد فعل رسمي بعد تمكن الثوار الليبيين من دخول طرابلس في 21 اب/اغسطس، اعلن الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني ان الجزائر تواصل التزام "الحياد التام" رافضة "التدخل باي صفة كانت في الشؤون الداخلية" لليبيا المجاورة. كذلك، نفت الجزائر "بشكل قاطع" السبت خبر مرور موكب من السيارات المصفحة على متنها عائلة القذافي، كما سبق ان ذكر مصدر في المجلس العسكري الليبي لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. من جهة اخرى، قال عضو في المجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الاحد ان ليبيا لن تسلم عبد الباسط المقرحي المُدان الرئيسي في حادث تفجير طائرة أمريكية فوق اسكتلندا عام 1988. وقال محمد العلاقي وزير العدل في المجلس الانتقالي للصحفيين في طرابلس ان المجلس لن يسلم اي مواطن ليبي للغرب. واضاف ان المقرحي حوكم بالفعل مرة ولن يُحاكم ثانية وان المجلس لن يُسلم اي مواطنين ليبيين. وقضى المقرحي المصاب بالسرطان ثمانية اعوام في سجن اسكتلندي لادانته بتدبير تفجير طائرة ركاب لشركة بان امريكان فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988 مما أسفر عن مقتل 270 شخصا. وأفرج عنه في عام 2009 لاسباب انسانية بعد ان قال الاطباء ان الفترة المتبقية له على قيد الحياة شهور فحسب. واغضب الافراج عن المقرحي الساسة في الولاياتالمتحدة التي ينتمي اليها كثير من الضحايا. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت لاحق ان قرار وزير العدل في اسكتلندا خاطئ. ولم تعلق بريطانيا بشكل مباشر على اعلان المجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الاحد. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية "اوضح رئيس الوزراء أن قرار الحكومة الاسكتلندية الافراج عن المقرحي كان خاطئا." واضافت "وقد التزم المجلس الوطني الانتقالي بالتعاون التام في حل القضايا المعلقة من البداية وهو ما كرره (رئيس المجلس مصطفى) عبد الجليل عندما زار المملكة المتحدة في 12 مايو. " واغضبت لقطات تلفزيونية للمقرحي وهو يلقى استقبال الابطال في طرابلس بعد الافراج عنه أسر ضحايا تفجير لوكربي. وقال أحد جيران المقرحي في طرابلس ان الحراس أخذوه من منزله ومضوا به على وجه السرعة الاسبوع الماضي عندما سقطت العاصمة في أيدي المعارضة المسلحة التي كانت تقاتل القوات الموالية لمعمر القذافي. ولم يعرف مكان المقرحي يوم الاحد. وقد أثار سقوط القذافي توقعات في بعض العواصمالغربية بامكان اقناع قادة ليبيا الجدد بتسليمه. ولكن هذه الخطوة لن تحظى بالقبول الشعبي في ليبيا حيث ينظر الى المقرحي على نطاق واسع على انه بريء استغل في لعبة سياسية.