كتب الدكتور محمود عثمان المثل الشعبى المصرى يقول --تعرف فلان ؟؟ نعم اعرفه عرفته عن عشره ؟؟ لا ----------اذا انت لاتعرفه وهو مايعرف فى الطب النفسى بالمحكات (الاحتكاك المباشر ) فمثلا هناك فرق طفيف بين المؤدب --والضعيف ------لايمكن التفريق بينهم الا بالاحتكاك المباشر مع الشخص الاخر فى مواقف متعدده ---كذلك بين الجبان والسياسى ---فكلاهما فى العام تتشابه افعالهم الا ان هناك مواقف فارقه وقالوا ايضا بين العبقرى والمجنون ---الا انها مغالطة وليست فى الطب النفسى ولم تقم على اسس علميه بل على اسس وهمية ---فتجد مثلا الاشخاص اللذين يدعون العبقريه يلبسون الوان مختلفه ملفتة للنظر --شعرهم طويل او محلوق تماما --وهى وسائل لجلب الانظار وهؤلاء يعتبروا مضطربون نفسيا بشكل طفيف وتراه على الفيس بوك صفحتة غريبة وحديثه غريب كل هدفه ان يلفت الانظار وهؤلاء يحتاجون لنوع معين من الاهتمام وتجدون صعوبة شديده فى مواجهته وتقويمه والافضل للتعامل معه ان نوهمه انه مهم ستجده ضاحكا مرحا ويقبل عليك بشكل جيد ---وغالبا عنده احدى تلك الصعوبات او المشاكل اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات الأساسية المرتبطة بالحديث أو اللغة أو القراءة أو الكتابة أو الحساب أو التهجي .وتنشأ هذه الصعوبات نتيجة لاحتمال وجود اضطرابات وظيفية في المخ أو اضطرابات سلوكية أو انفعالية ، وليس نتيجة لأي من التأخر العقلي أو الحرمان الحسي أوا لعوامل البيئية أو الثقافية . واقول لكم حقيقة كيف ارتبط هؤلاء بالعبقريه واقحموا فى هذا الفصيل من الناس صاحب المهارات الخاصه والقدرات الذهنية الفائقه --العبقريه ذكاء فائق او ابداع غير مالوف من أين أتت كلمة عبقري؟ كان العرب قديما تزعم أن هناك موطن للجن إسمه عبقر وكان العرب اذا تجمعوا في بطون الوديان -ومنها وادي عبقر- ليؤلفوا شعر جاءوا بما لا يفهمه العامةمن ابداع و لا يقدرون على صياغة مثله فيظنون أن له قرين من الجن يلهمه الكلمات وذلك الإعجاز اللغوي من ذاك الوادي المسمى عبقر فجرت العادة ... كلما ظهر بينهم شاعرا مبدعا وصفوه بالعبقري ... أي من اصحاب الجن عبقر الذي يلهمه الشعرالحذق وجيد الصنعة وكذلك نرى أن ارتباط العبقرية بالجنون جاء ليؤكد أن الأفذاذ من الناس لديهم قدرات وطاقات إبداعية أو إنتاجية أكثر من غيرهم ، وكأنّ لهم صلة بخوارق الجن وقدراتهم الهائلة ، فيوحون إليهم بما يعجز عنه البشر، سواء كان ذلك في مجال الشعر والأدب، أو في أي مجالٍ آخر يظهر فيه نبوغهم وتفوقهم على من هم سواهم ولا يقتصر ارتباط العبقرية بالجنون على العرب وحسب، بل تعداهم إلى الشعوب الغربية الذين أخذوا المعنى عن العرب فقالوا عن العبقريّ genius وهذه الكلمة مأخوذة من كلمة genie التي تعني جني أو عفريت ومن هنا نرى أن ال genius هو المسكون بال genie والذي هو الجن من هنا اطلق على كل من يأتى بعمل فائق وغير مألوف عبقرى ---الا ان هؤلاء يتعمدون بأتيان الغير مألوف فى المظهر والسلوك ويأتون بأفكار غريبه غير مألوفه ظنا منهم ان هذه هى العبقريه اما العبقرية في علم النفس فهي تمازج بين الذكاء .. والموهبة .. والجرأة في اقتحام مجالات لم يسبق لأحد اقتحامها .. فالعباقرة هم دائما القادة والرواد في تعريف الناس بحقائق وانجازات لم تطرق من قبل .. وهم من هذه الناحية يختلفون عن العامة ممن يؤدون الاعمال بشكل روتيتني مكرر منتظرين من يقدم لهم وسيلة جديدة أفضل ! ورغم ان معظم العلماء يعيدون العبقرية الى تمازج عنصري البيئة والوراثة الا ان الاختلاف ما يزال قائما حول تغليب دور احد العاملين .. فنيتشة وجولتن مثلا يعتقدان ان العوامل الوراثية هي حجر الاساس في ظهور العبقرية وتحديد مستواها.. وقد استدلا على ذلك بحقيقة ان معظم العباقرة ظهروا في اسر وجد فيها عباقرة اخرون .. ولكن العلماء ممن يفلبون دور البيئة يستخدمون الدليل نفسه لصالحهم ويقولون : ان تلك الاسر وفرت لأبنائها بيئة تعليمية واجتماعية استثنائية اهلتهم للوصول لمدارج العبقرية.على اي حال لن نختلف كثيرا .. الا انه بالاضافة الى عاملي الوراثة والبيئة ارى ان هناك عنصرين اخرين يجب ان يتوفرا لظهور العبقري :العنصر الثالث ..الرغبة وادراك المسؤولية العنصر الرابع .. الزمن المناسب وتوافر قدر من الشهرة. فالرغبة في الانتساب لدنيا المبدعين وادراك العبقري لحقيقة مسؤوليته امر عظيم الاهمية في بناء الشخصية العبقرية , فجميع العباقرة كانوا يدركون حقيقة تفوقهم ويؤمنون بمسؤولياتهم تجاه ما اخلصوا لاجله .. ولذلك فإن العبقرية طموح ورسالة , وبدون الرغبة فيها لا يمكن تبلورها حتى لو توافر عاملا البيئة والوراثة. اننا في حياتنا العامة ندرك ان رغبة المرء في ان يصبح طبيبا او مهندسا هي الدافع الاعظم لان يصبح كذلك في المستقبل , والعبقرية بدورها رسالة ان لم يخلص لها المرء فلن ينجح فيها ... فكم من عبقري شغله المنصب او جمع المال عن مزيد من الابداع ؟!! وقبل الحديث عن العنصر الاخير نشير الى انه بتوافر العناصر الثلاثة السابقة يكون مثلث بناء العبقرية قد اكتمل, فالاستعداد الوراثي ..والبيئة المناسبة .. وادراك المسؤولية ..كافية لايجاد شخصية المبدع واكتمالها من الداخل .. والعنصر الاخير مهم في تسهيل مهمة العبقري واكتمال صورته من الخارج .زبمعنى انه قد تتوافر للعبقري جميع مقومات الابداع ولكنه لم يصب قدرا من الشهرة والانتشار وبالتالي من الصعب ان يعرف كعبقري .. فعبقري غير معروف يشبه رياضيا او فنانا توافرت له جميع عناصر التفوق ما عدا انه مغمور . وعدم الانتشار هذا يعود لاسباب كثيرة من اهمها ظهور العبقري في زمان غير مناسب.. فالمتأمل في انجازات العباقرة يدرك انهم لو تاخروا في احدى اضافاتهم سنوات قيلة لفقدت تلك الاضافة اهميتها ..ولو ظهروا بها قبل وقتها بسنوات قليلة لما ادرك اهميتها احد , ولقيل عن احدهم انه سبق عصره ! وكما ذكرت سابقا .. العنصر الاخير ضروري لاكتمال صورة العبقري من الخارج اضافة الى انه عنصر اساسي في بلورة شخصيته .. ولكنه على اي حال اضافة جديدة ترسخ من ندرة العباقرة في اي مجتمع .. فبدون شك يوجد حاليا كم هائل من العباقرة يعيشون على كوكب الارض ولكننا لا نعرف منهم غير واحد او اثنين بسبب قلة الانتشار .. اما عباقرة مشهورين كنموذج انشتاين ونابليون وابن الهيثم فيمكن تمثيلهم بحقيبة دبلوماسية لا يمكن فتحها الا بتوافق اربعة ارقام : الاول: الاستعداد الوراثي الثاني: البيئة المواتية الثالث: الرغبة والشعور بالمسؤولية الرابع: الزمن المناسب وتوافر قدر من الشهرة وجميعها بالطبع تشكل احتمالا نادرا شديد الندرة !!