السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ... اخت الكريمه لدى مشكله عاجزة عن حلها ساقصها عليك بصدق دون التنكر لاى شيئ حتى اخذ النصيحه ايضا بصدق بالله عليكى اخلصى لى فى الاجابه .... انا فتاة ابلغ من العمر الخامسه والعشرون عاما ..اعيش فى بلد صغير بمدينه طنطا ...والدى رجل اعمال مركزة معروف واخى يعمل معه ... تربينا انا واخى على الحب والرحمه وللحق لم يقسوا والدى علينا يوما ...لكن بمجرد ان انتهيت من الجامعه ...فوجئت بابى يفتح لى موضوع الزواج ...وكانت صدمتى انه يريد زواجى من ابن عمه ...ابن عم والدى ...يكبرنى بخمسه عشر عاما ...كنت وانا صغيرة لا اجروء ان اناديه باسمه فدائما كنت اقول له يا عمى ...فكيف لى الزواج منه ...اشعر بان والدى يعتبرنى صفقه تجاريه بينه وبين ابن عمه هذا ...لانهم شركاء فى العمل ... عندما لجئت لاخى الاكبر منى وطلبت منه المساعدة ...فوجئت بانه يؤيد والدى هو الاخر بل يحرضه ايضا على انه عريس مناسب جدا ... احب ان اوضح شيئا هاما ...انا لم يكن لى علاقات مطلقا حتى هذا اليوم ..لم ارتبط مطلقا باى شخص لا فى ايام المدرسه ولا حتى فى الجامعه يعنى رفضى هذا ليس بسبب شخص ما ..لان اخى سألنى هذا السؤال فاردت ان اوضحه لكى ... بالله عليكى دبرنى ..اريد حلا .... الاجابه ... وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ...صديقتى الغاليه ...حديثك جميل واسلوبك فى الشرح وافى جدا ...ولا تخافى لن اخذلك ولن اقول الا الحق الذى اذا تعرضت له ابنتى فعلته معها ... اولا سنتحدث بشأن بابا ...اعزك الله به وصانك وحفظك له ...الاب كما تقولين سيرته طيله حياته معكم انتى واخوكى يتخللها الحب والعطاء والكرم النفسى والمعنوى ...يعنى رجل تقى عطوف يعرف اوامر ربه فى اسرته ...اذا هو اكيد رجل عادل ..لم يظلم يوما ... الاخ مادمتى لجأتى اليه اكيد هناك ثقه فى رأيه وتفاهم ...فهو على نفس ربايتك ... اذا بابا واخوكى ..ليسوا باعداء ..وهذة نقطه لابد ان نبدأ بها حديثنا ... تقولين ان العريس يكبرك بخمسه عشر عاما ...حبيبتى ..السن ليس عامل يخيب اى زواج ..ليس بالسن مطلقا .. الزواج توافق روحى انسجام بين طرفين ... ثم انك تقولين انك خمسه وعشرين عاما وهو يكبرك بخمسه عشر عامل ..يعنى سنه اربعين ...حبيبتى ..اربعين عاما ليس بكبير فى العموم ..ربما فرق السن كبير صحيح انما هو كرجل فى عمرة فهو لايزال شابا ..فى زمننا هذا الامر قد اختلف ...صدقينى ..فانتى لن تستطيعى ان ترتبطى مثلا بشاب يبلغ من العمر الخمسه والعشرين عاما وفى نفس الوقت يتصف بالرزانه هذة الايام ...صعب جدا نصيحتى لكى حبيبتى ان تقبلى خطوبه ...وتتعرفى على من رشحه والدك لكى ..انا متأكدة انه مع الوقت سيروق لكى صحبته ..لا اعلم من اين جاءنى احساس الثقه فى اختيار والدك ..ربما لانك وصفتيه بالحنيه والعطاء رغم ضيقك منه ...وهذا عدل وصدق منك واؤكد لكى انك المستفيد الاوحد من هذة الصراحه والوضوح صدقينى كما حكمتى على والدك بالحق اريدك ان تحكمى على اختيارة ايضا بالحق ... ارتبطى ونفذى كلام والدك وجربى وتاكدى ان والدك نفسه اذا رأكى فى مشقه اثناء تعاملك معه فترة الخطوبه هو نفسه سوق يرفضه ... بالذات وانك لست مرتبطه باحد ولا يوجد عنصر جذب من ناحيه اخرى تجاة اى شاب ...فلما لا نجرب طاعه الاب فى الاختبار ...عسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ... ولكن لى رجاء بسيط بكل حب وهدوء اريدك ان تستمعى جيدا لما سوف اكتبه اذا فشلتى فى محاولاتك مع عريسك هذا ولم تستطيعى تقبله فعليكى اقناع والدك بما هو اتى ..... عقد الزواج اختياري ولا يجوز فيه الإكراه بوجه من الوجوه وذلك أنه يتعلق بحياة الزوجين (الرجل والمرأة) ومستقبلهما وأولادهما ولذلك فلا يجوز أن يدخل طرف من طرفي العقد مكرهاً. أما بالنسبة للرجل فهذا مما لا خلاف فيه. وأما بالنسبة للمرأة فالأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: [الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها]. رواه الجماعة إلا البخاري عن ابن عباس. وفي رواية لأبي هريرة: [لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن]. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: [أن تسكت] رواه الجماعة. وعن عائشة قالت يا رسول الله: تستأمر النساء في أبضاعهن، قال: [نعم]، قلت: إن البكر تستأذن وتستحي. قال: [إذنها صماتها]. (رواه البخاري ومسلم). وهذه الأدلة جميعها نص في أنه لا سبيل على المرأة بإجبار في النكاح ثيباً كانت أو بكراً، وأن الفرق بينهما إنما هو الفرق في صورة الإذن فالثيب -عادة- لا تستحي من الكلام في الزواج، ولذلك فهي تخطب إلى نفسها أو ترضى وتأمر وليها بولاية عقد نكاحها ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: [تستأمر] أي يطلب أمرها. وأما البكر فالغالب عليها الحياء ولذلك تخطب من وليها والولي يستأذنها ، فإن أذنت بمقال أو بسكوت يدل على الرضا تزوجت وإلا فلا. ولقد خالف في هذا الحكم بعض الأئمة والفقهاء مستدلين بزواج النبي صلى الله عليه وسلم، بعائشة وهي ابنة ست سنين ولا تعي مثل هذا الإذن، ولا دليل في ذلك لاختصاص النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج بخصوصيات كثيرة كالزيادة على أربع، والزواج بغير ولي وشهود من أي امرأة تهب نفسها له لقوله تعالى: {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..} الآية. وهذا الزواج بعائشة على هذا النحو من جملة خصوصياته جمعاً بين الأدلة. واستدلوا كذلك بتفريق النبي صلى الله عليه وسلم بين البكر والثيب في الإذن ، وقالوا : إنه يجوز إجبار البكر على الزواج، وهذا خطأ فاحش لأن التفريق إنما هو في بيان صورة الرضى والإذن فقط. ويدل على خطأ القول بإجبار البكر ما رواه ابن عباس أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم. (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والدار قطني). وكذلك ما رواه ابن عمر قال: "توفي عثمان بن مظعون وترك ابنة له من خولة بنت حكيم بن أمية حارثة، وأوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون، قال عبدالله: وهما خالاي. فخطب إلى قدامة بن مظعون ابنة عثمان بن مظعون فزوجنيها، ودخل المغيرة بن شعبة يعني إلى أمها فأرغبها في المال، فحطت إليه، وحطت الجارية إلى هوى أمها، فأبتا، حتى ارتفع أمرهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال قدامة بن مظعون يا رسول الله: ابنة أخي أوصى بها إلي فزوجتها ابن عمتها، فلم أقصر بها في الصلاح، ولا في الكفاءة، ولكنها امرأة وإنما حطت إلى هوى أمها. قال: فقال رسول الله: [هي يتيمة ولا تنكح إلا بإذنها]. قال فانتزعت والله مني بعد أن ملكتها فزوجوها المغيرة بن شعبة. (رواه أحمد والدارقطني). وهذه جميعها أدلة صحيحة واضحة أنه لا يجوز الإجبار مطلقاً وخاصة مع اليتيمة التي قال الله في شأنها: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع..} الآية. أي إن خفتم أن لا تعدلوا عند زواج اليتيمة في المهر وغيره فاتركوها إلى غيرها. وهذا حتى تنصف المرأة وتوضع حيث تريد لا حيث يشاء من يتولى أمرها ويتسلم ولايتها. وفى النهايه اتمنى لكى خالص التوفيق والنجاح ان شاء الله