أيّها القلم الجامح هلا تركتني وشأني ... تعبت من ركوب صهوة الكلمات .. إني أخاف السقوط فهلا تركتني .. أيّها القلم المارق من تقاليد الشرق وأخلاق الذكورة هل يجب أن أكسرك إلى مليون شظية حتى أريح نفسي .. يا قلمي إني على قلق : "ملعونة قبل البدء .. وبعد الخلق " .. قيل أنّي كائن دوني وعورة وضلع أعوج .. أقول أنا إمرأة خلقت من وجع .. وجع يكابر ولا ينحني .. أجل أنت أعلم منّي بوجعي .. يا قلمي سكنك رجل أو وجع أو كليهما فإنبريت تبارز حتى وإن سقطت دروعك ومازلت تحارب .. حارب يا قلمي ولا يهمّ إني لها .. كيف أتخلى عنك وهل تتخلى الأمّ عن وليدها ستقول فعلتها أمهات .. ربّما ولكن أنت لا تعلم ظروفهن ... !!! يا قلمي في كلّ ليلة أزورك خفية اراوغك وأروضك ولكن لا تستجيب كأنّك قدّيس معصوم من الخطأ .. ما بالك اليوم هل إستجبت للوجع أو للشوق ؟؟ هل تعلم أن الشوق شقيق الوجع .. لا شوق دون وجع .. الشوق هو الوجع حتى وإن إلتحف بغير الدم والأنين ولكن يكفي أن تنهمر دمعتك في حضرة رائحة أو صورة مرّت فجأة من هنا .. أشتاق إليه ولا يعلم .. أحبّه ولا يعلم مقدار حبّي .. حقّا نسيت أنّك كتبت له ذات مرّة : لا يوجد حبّ كبير أو صغير .. الحبّ هو الحبّ فهل علم واستكان لفلسفتي في الحبّ ... الحبّ لا يسكن منتصف الطريق إنّه يبدأ في الأول وينتهي في الآخر .. ومسافة الآخر تعبّد بالخيبات .. يا قلمي مللت مناداته بحبيبي بروحي أو قلبي .. لقد أخذ كلّي ولم يترك لي حتّى بعضي ورغم ذلك يشك ويقول أنّي ربّما لا أحبّه كما أكتب له .. ترى لو لمح بريق عيني .. بريقي الذي يخطف الأبصار إن مررت بنجاح .. فكيف له أن لا يخطف قلبه وأنا أمرّ على ضفاف حضوره ولا أغرق بل أزداد سموا ورفعة .. منحت لحبّي كبرياء وعظمة بنات الفراشيش ... أنا يا قلمي إمرأة من فصيلة الجبال الشعانبي وبرقو ... وهو رجل شاهق باسق لا يحبّ سوى من تترفع عن صغائر الأشياء .. أغار عليه ولكن يطمئنني أنّه لا يحبّ سواي .. سواي يا قلمي إنّي محظوظة حّظّ برقو بمطر مارس .. !!!! أبحرت في الحبر .. وكتبت ولم أتعب بعد .. يا قلمي لي رجل سكنني بعد الوجع .. أحببته بقدر ما أحببت نفسي وأنت تعلم أنّ بي بعض غرور ولكن لا غرور معه فهو حبيبي شقيقي صديقي رفيقي .. يا قلمي إنه الحرف والحبر .. النغم والكلمة .. الكأس ورنينها .. إنّه الجنة وجنهم .. إنه الأرض والسماء وما يفصل بينهما هو حجم شوقي إليه ...!!! يا قلم الشوق والوجع .. يا قلمه سرقك كما سرق قلبي ولن أناديك سوى بقلمه كما ناديت قلبي بقلبه .. هو رجل سرقني و زرعني في أزرار قميصه .. ورجل بقميص أبيض يساوي ملاك حارس !!! ! بقلم خولة الفرشيشي -