تنشط مسببات الأمراض المعدية في مواسم معينة من السنة عندما تتوفر لها الظروف المناسبة لتكاثرها وسرعة انتشارها مثل موسم الحج الذي يجمع مختلف شرائح المجتمع من العالم ، تتباين عاداتهم وسلوكياتهم وثقافاتهم ، في مساحة صغيرة وزمن قصير ناهيك عن عامل العمر مثل كبر السن وضعف المناعة وانعدام الوعي الصحي . ومن أهم الأمراض المعدية التي نخشى من إصابة الحجاج بها : لإنتقالها عن طريق الرذاذ والتنفس أو من الطعام أو الماء الملوثين ببعض الميكروبات أو وجود نواقل لبعض الأمراض كالبعوض وغيرها : الحمى المخية الشوكية - الإنفلونزا - الكوليرا - الالتهاب الكبديالوبائي - حمى الضنك - شلل الأطفال - الحمى الصفراء – التيفود - التسمم الغذائي.. وغيرها. وسوف نسلط الأضواء على أهمها. الكوليرا * الكوليرا : مرض بكتيري معوي حاد يظهر بصورة بسيطة كإسهال فقط أو شديدة تؤدي لوفاة ما نسبته 50% إذا لم تعالج بصورة صحيحة. يقول الدكتور/ عبد الحفيظ معروف تركستاني ، مساعد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة للصحة العامة والطب الوقائي ورئيس اللجنة التنفيذية للطب الوقائي في الحج : إن مسبب المرض ضمات الكوليرا من الزمرة المصلية (01) وهي واوية الشكل ومتحركة وسلبية الغرام . وتحدث بعض حالات الكوليرا بإسهال خفيف ومن دون مضاعفات خاصة بين الأطفال ، والبعض تبدأ أعراضه فجأة بإسهال مائي غزير من دون أي أعراض مصاحبة بالبطن ويكون الإسهال مشابه ا لماء الأرز ويتبع الإسهال قيء مما يؤدي إلى فقدان سوائل الجسم والأملاح ، فتحدث صدمة ثم الوفاة في حالة عدم تعويض السوائل ، تمتد فترة الحضانة من ساعات قليلة إلى 5أيام وعادة من 2 - 3 أيام. ومصدر العدوى الإنسان المريض وحامل الميكروب. وأهم طرق الانتقال: عن طريق الماء الملوث ببراز أو قيء المرضى وبدرجة أقل ببراز حامل الميكروب ، وعن طريق الطعام الملوث بالماء الذي يحتوى على ضمات الكوليرا أو عن طريق البراز والأيدي الملوثة. وعن طريق الذباب في الظروف البيئية المتدنية ووجود أعداد كبيرة من الذباب. وتشمل الإجراءات العلاجية والوقائية: التبليغ عن الحالة بمجرد اكتشافها ، وأخذ عينة براز أو مسحة شرجية لفحصها في حالة الإسهال البسيط أو المتوسط مع صرف العلاج بالإضافة إلى الإرواء الفموي. ويتم تنويم حالات الإسهال الشديد، ويعطى العلاج النوعي للمرضى والذي يتكون من تعويض فقد السوائل وإعطاء المضادات الحيوية ومعالجة المضاعفات. ويتم عزل حاملي الميكروب بالمستشفيات ويتم إعطاؤهم العلاج ومراقبتهم منزليا. كما يتم تطهير جميع ملابس وأدوات المريض ومفروشاته وسكنه. أما الإجراءات العلاجية والوقائية للمخالطين فتشمل: حصر ومناظرة المخالطين المباشرين للمريض ومراقبتهم لمدة خمسة أيام. التوعية بأهمية النظافة الشخصية وأهمية المحافظة على سلامة الأطعمة والمشروبات ، ومحاولة تحديد مصدر العدوى المحتمل ( ماء أو طعام ملوث ) وعمل الاستقصاء الوبائي. كماأن العلاج الوقائي مفيد بالنسبة لجميع المخالطين المباشرين. الحمى المخية الشوكية * الحمى المخية الشوكية النيسيرية السحائية : مرض جرثومي حاد يتميز ببدء فجائي مع حمى، صداع شديد، غثيان، قيء، تيبس العنق. وكثيرا ما يحدث طفح جلدي petechial وغالبا ما يحدث هذيان وغيبوبة. ويتراوح معدل الوفاة بين 8 - 15%. هذا بالإضافة إلى إصابة المرضى الذين يتم شفاؤهم بمضاعفات طويلة الأجل في نحو 10 - 20% من المرضى مثل التخلف العقلي، فقدان السمع. وقد يتفاقم المرض في قلة من الأشخاص المصابين إلى مرض غازٍ invasive يتميز بمتلازمة سريرية أو أكثر تشمل تجرثم الدم والإنتان والتهاب السحايا. وقد تحدث بصورة أقل شيوعا، أمراض أخرى مثل ذات الرئة، التهاب المفاصل الصديدي . وأشار د. عبد الحفيظ تركستاني : إلى أن موطن هذا المرض منطقة الحزامالأفريقي للحمى المخية الشوكية ويحدث في جميع المناخات المعتدلة والمدارية مع وجود حالات فردية متناثرة طوال العام في المناطق الحضرية والريفية ويكثر حدوث الحالات أثناء الشتاء والربيع ومواسم الحج والعمرة وتكثر الإصابة أثناء الحج بين البالغين خاصة الذكور منهم. وتبلغ معدلات الإصابة من كل 000,100 شخص بنسبة 1 - 3 في أوروبا وشمالأميركا و10 - 25 في الدول النامية وقد ترتفع في حالات الأوبئة إلى 200 - 800 شخص. مسبب المرض : * جرثومة النيسيرية السحائية أو المكورات السحائية وهي مكورات ثنائيةهوائية سلبية لصبغة الجرام. وتقسم إلى 13 زمرة مصلية (نمط)، وتعتبر الزمر (A, B, C) الأكثر انتشارا وتمثل نسبة 90% من الحالات. ويعتبر الإنسان المستودع الرئيسي للمرض، ويعتبر حامل و الجراثيم أكثرخطورة من المرضى في نشر العدوى لكثرتهم وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية نحوهم لأن الأعراض لا تظهر عليهم. وتشير الإحصائيات إلى أنه مقابل كل حالة مرضية مكتشفة يوجد نحو 100 حامل جراثيم. ويستمر انتقال العدوى طوال فترة وجود الجراثيم في أنف أو حلق الشخصالمريض أو حامل الجراثيم وعادة تختفي الجراثيم بعد 24 ساعة من بدء العلاج الفعال. وللقاح فعالية كبيرة في منع حدوث المرض (90 - 95% بين المطعمين). وينتقل المرض مباشرة بواسطة إفرازات الأنف والحلق من المرضى أو حاملي الجراثيم إلى الشخص السليم المعرض للإصابة ، كالذين أجري لهم استئصال للطحال، والأشخاص المصابين بنقص في بعض مكونات المتممة أكثر عرضة للإصابة بالمرض الناكس.