منذ بدء الخليقة، والتسول يعد إحدى المهن التي يمتهنها كل من يرغب في الكسب السهل والسريع، لا يهم الصورة التي سيظهر بها أو طريقة استعطاف الآخرين عن طريق إذلال نفسه وفقدان آدميته، ولكن المال أصبح أهم من كل ذلك. ولعل من اللافت للنظر هو تطور تلك المهنة في الأعوام القليلة الماضية بصورة ملحوظة حيث كان المعتاد في القدم هو أن يرتدى الإنسان ملابس ممزقة ولا يهتم بمنظره بل يتركه يسوء أكثر فأكثر مع بعض الدعوات المعتادة "ربنا يزيدك من نعيمه، حاجه لله" وغيرها من كلمات الاستعطاف ولكن الآن أصبحت هذه الطريقة هي للمبتدئين وتندرج تحت مسمى "الشحاتة الكلاسيكية"، ليتطور الأمر بعدها إلى أسلوب جديد وهو "الشحاتة الرومانسية". هذا النوع هو باختصار يظهر لك دائما وأنت بصحبت خطيبتك والتي من الممكن أن يكتشف فيما بعد أنها أختك وليست خطيبتك ولكنه دائما يعد أكثر حنكة عن ذويه من الشحاتين لأنه يختار دائما فريسته وهي في مواقف محرجة، من الصعب أن ترفض أن تعطيه من أموالها ولو جزءا صغيرا كى يذهب، ليحدث تطورا في المهنة أكثر من ذي قبل، ويظهر نوعان جديدان أولهما "الشحاتة الصامتة"، طفل يجلس ويبكي على كارتونة بيض مكسورة، والنوع التالي هي "الشحاتة الفخمة"، وهى من أكثر الانواع التي انتشرت مؤخرا حيث يقابلك شخص يظهر على شكله أنه من الطبقة الغنية ويقولك لك في صوت خافت "معلش انا بس محرج من حضرتك اصلى نسيت فلوسى في البيت ومحتاج بس 2 جنيه أروّح بيهم"، وغيرها من الأحاديث. ثم ظهرت "الشحاتة المجتهدة" وهى أن يجلس الطفل أمامه عدد من المناديل وكشكول صغير وكتاب ليظهر وكأنه يذاكر دروسه في الشارع فيستعطف الكثير من المارة رغم أنك لو دققت النظر جيدا في هذا الكشكول الذي أمامه ستجد كلمات ليس لها معنى، ومن ثم ظهرت أنواع كثيرة مثل "شحاتة المعاقين وشحاتة المرضى وذوى الاحتياجات الخاصة" وأخيرا الشحاتة بالأطفال ومازالت المهنة في تطور مستمر.