حالات التسمم تدق أبواب جامعات الأزهر من جديد.. تسمم 33 طالبة بالمدينة الجامعية.. استياء بين الطالبات وتهديد بالإضراب عن الطعام.. والمحظورة تستغل الموقف

بالرغم من انتهاء عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد ثورة الشعب المصري ضده وعزله من منصبه في 30 يونيو من العام الماضي، تفاءلنا خيرا في انتهاء مشاكل وأزمات كثيرة كان يتسم بها هذا العهد البائد وكانت سببا رئيسا في ثورة الشعب ضده ولكن يبدو أن هذا التفاؤل ذهب أدراج الرياح.
وكان عدد من طلاب جامعة الأزهر قد تعرضوا لحالات تسمم غذائي، مرتين خلال شهر واحد العام الماضي، في نفس هذا التوقيت تقريبا، وتم فتح تحقيق عاجل حول تكرار الحادث، كما قرر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حينها تشكيل لجنة بشكل فوري لمتابعة الحادث ومعرفة أسبابه وإحالة من يثبت تقاعسه أو تورطه إلى النيابة العامة للتحقيق معه بشكل عاجل حتى بلغ الأمر أن البعض أطلق عليه "التسمم السياسي " في إشارة للنيل من مؤسسة الأزهر العريقة وتشويه صورة القائمين عليها خاصة في ظل الجو المشحون بالتوتر من قبل جماعة الإخوان المحظورة ضد الأزهر ورجاله.
واليوم وبعد مرور عام على هذه الوقائع تعود حالات التسمم من جديد بالأزهر لتطل برأسها من جديد، بالتزامن مع حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الجامعة بسبب أفعال الجماعة المحظورة، حيث استيقظ طالبات المدينة الجامعية بكلية البنات بجامعة الأزهر فرع الأقصر، على حادث تسمم أكثر من 33 طالبة إثر تناولهن وجبة إفطار مكونة من فول وبيض في مبنى 7 و10 داخل المدينة، التي تقع في مدينة طيبة بشمال الأقصر.
وعلى إثر ذلك شهدت المدينة الجامعية بطيبة، استنفارا أمنيا وصحيا من خلال تواجد القيادات الأمنية ومفتشي الصحة للوقوف على أسباب الحادث وتداعياته.
فيما أبدت طالبات الكلية استياءهن من تكرار تلك الحوادث داخل مدينتهن، خاصة أن هذا الحادث لا يعد الأول فقد نشب حريق في مبنى مطبخ المدينة منذ أسبوعين وتم إنقاذ الموقف في آخر لحظة، واليوم ظهور حالات تسمم جماعية وهو ما أصاب الفتيات بالذعر حتى وصل الأمر إلى دعوة بعض الطالبات إلى الإضراب عن الطعام.
وقد تباينت آراء الطالبات حول ذلك القرار والحادث بشكل عام، فألقى البعض منهن اللوم على الفتيات اللاتي يقمن بترك الطعام مكشوفا أو يتناولن طعام "بايت" مؤكدين أن الطباخين ليس لهم ذنب في تلك الحادث ومنهم من أصر على تحميل المسئولين مسئولية الحادث نتيجة لتكرار حالات التسمم المتكررة لطلاب جامعة الأزهر..
ولم تنس جماعة الإخوان المحظورها، أن تستغل الموقف وتشيع أن مسئولي الكلية قاموا بتهديد الطالبات بالحرمان من دخول الامتحانات إذا قمن بتحرير محاضر في واقعة التسمم الأمر الذي نفاه تماما عميد الكلية مؤكدا أنه لا يوجد حالات تسمم من الأساس، وإنما هي حالة تلبك معوي انتابت الفتيات نتيجة سوء تخزينهن للأطعمة وهو ما أثبتته التقارير الصحية.
كانت وجبة " فول وبيض " فاسدة قد تسببت في إصابة 33 طالبة، من طالبات الكلية الأزهرية في مدينة طيبة، استقبل مستشفى الأقصر العام منها 26 حالة، ومستشفى الأقصر الدولي 7 حالات مصابات قيء وإسهال.
من جانبه، أكد محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، على أنه باشر بنفسه مع وكيل مديرية الصحة الدكتورة ناهد محمد، والدكتورة رقية ناصر مدير عام الطب الوقائي، أسباب إصابات الطالبات وتابع مراحل علاجهم أولا بأول حتى اطمأن عليهم، كما طمأن أهالي وأسر الطالبات المصابات، مؤكدًا على أن حالات الإعياء بالمغص بسيطة ولا تستدعي حجزهم داخل المستشفي وتم خروج جميعا.
فيما أكدت الدكتورة ناهد محمد وكيل مديرية الصحة بالأقصر، أن الإصابات بسيطة ولا يوجد بينها أي حالات جفاف أو فقدان للوعي وأن الطالبات تعرضن إلى مغص معوي وقيء وإسهال نتيجة تناولهن وجبة فاسدة بسبب سوء التخزين خارج الثلاجات.