الأمين العام الجديد لمجمع البحوث الإسلامية يوجه رسالة للإمام الطيب    «سجل الآن» فتح باب التقديم على وظائف بنك مصر 2024 (تفاصيل)    محافظ الإسكندرية: استثمارات مشتركة بين مصر والسعودية لتحقيق تنمية متكاملة    ننشر أسعار اللحوم والدواجن اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024    شركة مياه الشرب بقنا ترد على الشائعات: «جميع العينات سليمة»    موعد صرف الدعم السكني لشهر سبتمبر    وزير الخارجية ونظيرته الكندية يبحثان إلغاء التأشيرات المسبقة    السعودية تتابع بقلقٍ بالغ تطورات أحداث لبنان وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع العنف    جيش الاحتلال الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوى جنوب وشرق حيفا    جسر جوي وبري لنقل المساعدات والوقود من العراق إلى لبنان    جوتيريش يجدد دعوته إلى أطراف الصراع في لبنان وإسرائيل لحماية المدنيين    تضامن وتحذيرات.. تفاصيل اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن لبنان    مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة تُعارض غزوًا بريًا إسرائيليًا للبنان    ملف مصراوي.. قائمة الزمالك لمواجهة الأهلي.. أزمة أحمد فتوح بالسوبر الأفريقي.. وسرقة حسام غالي    أسامة عرابي: مباريات القمة مليئة بالضغوط ونسبة فوز الأهلي 70%    وكيل ميكالي: كان هناك سوء تفاهم مع اتحاد الكرة.. ومرتب المدرب لم يتضاعف    «ساعدني لإكمال الدراسة».. مهاجم الإسماعيلي يروي موقفًا مؤثرًا لإيهاب جلال    موتسيبي: زيادة مكافآت الأندية من المسابقات الإفريقية تغلق باب الفساد    "لم أقلل منه".. أحمد بلال يوضح حقيقة الإساءة للزمالك قبل مواجهة الأهلي في السوبر الأفريقي    محافظ الجيزة يعاين جهود السيطرة على حريق مدينة الإنتاج الإعلامي    بلاغ جديد ضد كروان مشاكل لقيامه ببث الرعب في نفوس المواطنين    عاجل - الثلاثاء يشهد طقسًا حارًا ورطبًا في معظم الأنحاء مع تحذيرات من التعرض للشمس    "هذا ما لم نسمع به من قبل".. كيف علق عمرو أديب على تقدم أحمد سعد ل"خطبة" طليقته؟    مؤسسة محمد حسنين هيكل تحتفل بميلاد «الأستاذ».. وتكرّم 18 صحفيا    مدين يكشف كواليس مكالمة عمرو مصطفى والصُلح بينهما    مسعد فودة: اتحاد الفنانين العرب يواصل رسالته في دعم القضايا العربية    أضف إلى معلوماتك الدينية| دار الإفتاء توضح كيفية إحسان الصلاة على النبي    دولة آسيوية عظمى تؤكد أول إصابة بمرض «جدري القرود»    الصحة اللبنانية: ارتفاع شهداء الغارات الإسرائيلية إلى 492 والمصابين إلى 1645    أحمد سعد: اتسرق مني 30 قيراط ألماظ في إيطاليا (فيديو)    إصابة 5 أشخاص في تصادم سيارتين بطريق أبو غالب في الجيزة    هل منع فتوح من السفر مع الزمالك إلى السعودية؟ (الأولمبية تجيب)    فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنان    هبوط تجاوز ال700 جنيه.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024    أول تعليق من هند صبري بشأن الجزء الثاني ل«أحلى الأوقات»    تأثير القراءة على تنمية الفرد والمجتمع    وزير الأوقاف يستقبل شيخ الطريقة الرضوانية بحضور مصطفى بكري (تفاصيل)    مسؤول بمجلس الاحتياط الأمريكي يتوقع تخفيض الفائدة الأمريكية عدة مرات في العام المقبل    مصر للطيران تعلن تعليق رحلاتها إلى لبنان    الفوائد الصحية لممارسة الرياضة بانتظام    محارب الصهاينة والإنجليز .. شيخ المجاهدين محمد مهدي عاكف في ذكرى رحيله    تعرف على موعد ومكان عزاء رئيس حزب الحركة الوطنية    ارتفاع حصيلة مصابي حادث أسانسير فيصل ل5 سودانيين    اخماد حريق نشب بمخلفات في العمرانية الشرقية| صور    هيفاء وهبي جريئة وهدى الإتربي تخطف الأنظار.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    إبراهيم عيسى: تهويل الحالات المرضية بأسوان "نفخ إخواني"    حتحوت يكشف رسائل محمود الخطيب للاعبي الأهلي قبل السوبر الإفريقي    وزير البترول يؤكد استدامة الاستقرار الذى تحقق في توفير إمدادات البوتاجاز للسوق المحلي    الآن رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والشهادات الفنية (استعلم مجانا)    أحمد موسى يناشد النائب العام بالتحقيق مع مروجي شائعات مياه أسوان    طريقة عمل الأرز باللبن، لتحلية مسائية غير مكلفة    عمرو أديب: حتى وقت قريب لم يكن هناك صرف صحي في القرى المصرية    الاقتصاد ينتصر| تركيا تتودد لأفريقيا عبر مصر.. والاستثمار والتجارة كلمة السر    جامعة عين شمس تستهل العام الدراسي الجديد بمهرجان لاستقبال الطلاب الجدد والقدامى    في إطار مبادرة (خُلُقٌ عَظِيمٌ).. إقبال كثيف على واعظات الأوقاف بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال مغيث: الجماعة أهملت منظومة التعليم وتفرغت ل"أخونتها"
نشر في البوابة يوم 09 - 06 - 2013


د.كمال مغيث الخبير التربوي ل“,”البوابة نيوز“,”:
· جميع قرارات وزارة التربية والتعليم “,”سمك، لبن، تمر هندي“,” والوزير اعترف أنها تصدر من مكتب الإرشاد
· قيادات التعليم بلا خبرة والشرط الوحيد لتولي المسئولية عضوية الحرية والعدالة.. والجماعة ليس لديها أي رؤية لإصلاح حال التعليم
· الإخوان لا يحترمون وطنًا ولا ثقافة ولا مواطنة.. وأسلمة المناهج تهدد بتقسيم مصر إلى مجتمعات وطوائف
· المدرس المصري فقد هيبته وانخفض راتبه 10 أضعاف ولولا الدروس الخصوصية لمات من الجوع.. ووعود “,”مرسي“,”ووزيره الكاذبة عن كادر المعلمين جعلت المعلم يمد إيده
“,”هل يمكن أن تتحول مدارسنا إلى مواقع لغسل عقول أبنائنا وتغذيتها بأفكار حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين؟ .. بهذا التساؤل توجهت “,”البوابة نيوز“,” إلى الخبير التربوي وعلوم المناهج الدكتور كمال مغيث الذي أكد أن الجماعة أهملت تطوير المنظومة التعليمية وتفرغت لإجراء عملية التمكين وتعيين كل الأهل والعشيرة كقيادات في الإدارات التعليمية، موضحا أن جميع قرارات التربية والتعليم “,”سمك، لبن، تمر هندي“,” وأن تلك القرارات تأتي من مكتب الإرشاد بالمقطم طبقا لاعتراف الوزير نفسه.
وأوضح مغيث أن ميدان التحرير الذي رفع شعار “,”الإصلاح التعليمي“,” فشل في دخول فصول مدارسها ومناهجها، وأن أسلم ة المناهج تهدد بتقسيم مصر إلى مجتمعات وطوائف، مبينا في الوقت نفسه أن قيادات التعليم بلا خبرة، وأن الشرط الوحيد لتولي المسئولية كارنيه الحرية والعدالة، وأن الجماعة ليس لديها أي رؤية لإصلاح حال التعليم المتدهور في مصر.
وإلى نص الحوار:
** في البداية.. نحن نعلم أن أي دولة لن يستقيم حالها إلا إذا كان هناك تعليم جيد يؤسس من الصغر جيلا يتعلم كيف يفكر وكيف يبتكر وكيف يدير شئونه وكيف يخطط لمستقبلة ، فهل ترى أن مستقبل التعليم في مصر بعد ثورة يناير مؤهل لإيجاد مثل هذا الجيل؟
للأسف الشديد قطاع التعليم لم تصل إليه الثورة بعد، رغم أن شباب الثورة وأبناءنا كانوا يدركون حكم الأزمة التي يعاني منها التعليم في مصر حتى أنها كانت أحد أسباب الثورة على النظام القديم، فعندما كنت في ميدان التحرير أتحدث مع شباب الثورة وجدتهم يرفعون شعار “,”الفساد والاستبداد وتدهور التعليم“,”، فقد كانوا يدركون جيدا أن الشهادة التي يحصلون عليها لا تساوي شيئا، وأن خريجي الابتدائية والإعدادية لا يعرفون القراءة والكتابة.
** ورغم ذلك لم تصل الثورة إلى قطاع التعليم رغم أنه المحرك الرئيسي لنجاح أي ثورة؟
لقد اعتقدنا جميعا أنه بعد ثورة شعبية عظيمة خلصت شعب مصر من نظام فاسد وديكتاتوري أن الثورة الأهم والأقرب ستحدث لقطاع التعليم، ولكن للأسف الشديد لم يحدث أي شيء في التعليم وفشلت الثورة في أن تقتحم فصول مدارس التعليم، بل بدأ يذهب إلى ثورة مضادة من الانهيار والتدهور والنزول إلى الهاوية، وبدلا من أن يتولى بعد الثورة وزير من الشباب المشبع بالثورة ويعرف قيمة التعليم، تولى القطاع “,”مومياء“,” عجوز تتولى مسئولية القطاع والشرط الأول للحصول على المنصب أن يكون من جماعة الإخوان المسلمين.
** وكيف رصدت حالة التدهور في التعليم بعد الثورة؟
*انظري إلى الميزانية المخصصة لها وستعلمي كيف أصبح حال التعليم، فالميزانية لم تزد سوى 10% فقط، وإذا أخذنا بعين الاعتبار حجم التضخم الذي وصل إلى 20%، سنجد أن تلك الزيادة بلا أهمية، وهذا يؤكد أن الجماعة ليس لديها أي رؤية لإصلاح حال التعليم في مصر رغم اعترافهم بتدهوره، ولكنهم تركوا فكرة التطوير من عملية التمكين و“,”أخونة“,” كل قطاعات ومديريات التعليم، بملء جميع المناصب وتعيين مستشارين ينتمون للجماعة.
** هل تعتقد أن حالة التدهور التي طالت منظومة التعليم لها علاقة بالمناهج أم بالإدارة أم بالأبنية التعليمية أم....؟
مقاطعا.. التدهور طال كل منظومة التعليم، فلا نستطيع أن نؤكد أن حال المناهج التي لم يطلها التطوير منذ سنوات ترتقي لمستوى التعليم العالمي، أو أن الأبنية التعليمية تحسنت طبيعتها أم أنها آيلة للسقوط، فأزمة التعليم نسق معقد، فالجميع داخل القطاع يرفع شعار “,”مفيش إمكانيات“,”، لا في الإدارة ولا المفتشين أو المناهج أو النظام الإداري والمعلمين والتمويل، فالفشل أصبح يصيب المنظومة بأكملها.
** وإذا قمنا بقياس درجة تطور التعليم قبل الثورة أو بعدها، هل يمكن أن تحدد لنا معالم المشكلة؟
هل تعتقدين أن التعليم يشهد أي درجة من درجات التطور، انظري إلى مستوى الامتحانات الأخير لتري كيف ستخرج لنا من عقول للمستقبل، فالامتحانات لا زالت تتعامل مع الطالب بحجم ما حفظه من مناهج، كما أن المناهج لا تواكب روح العصر، مناهج تعتمد على مبدأ “,”احفظ – اسمع – اكتب“,”، ثم كيف يكون هناك أي درجة من درجات التطور والمعلم يحصل على راتب لا يزيد عن 300 جنيه شهريا.
** قطاع التعليم من أهم القطاعات لجماعة الإخوان المسلمين وهناك بالفعل أجندة خاصة للسيطرة على التعليم في مصر، كيف تراها؟ وما هي أبرز ملامحها؟
أعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين تهتم بمنظومة التعليم منذ سنوات طويلة، باعتباره القاطرة التي ستحقق أهدافهم وأيديولوجياتهم في ظل نظام ديني سلطوي، فالمعلم سلطة قادرة على توجيه الأطفال والطلاب بأفكار الجماعة، ومن خلال تلك الأجيال التي ستبني المستقبل ستستطيع الجماعة أن تسيطر على العقول، لذلك تسعى الجماعة جاهده لتمكين أشخاص كل مؤهلاتهم أنهم من الحرية والعدالة داخل كل القطاعات والمديريات.
** التعليم هو نقطة الانطلاقة للعديد من الدول التي تقدمت في دول العالم الثالث وعلى الأخص في ماليزيا وكوريا والهند والصين ودول النمور الآسيوية، به نجح مهاتير محمد في خلق دولة تنافس الدول العظمى، وبدلا من أن تحذو جماعة الإخوان المسلمين هذا الحذو اتخذت النموذج الإيراني مثالا يحتذى واستخدمت التعليم كمطية للسيطرة على المجتمع، فكيف ترى سيطرة الجماعة على قطاع التعليم؟
تلك الدول أدركت حقيقة أساسية أن التعليم هو مصدر القوة في الدولة، وبالتالي نحن أصبحنا أمام فكرتين من التعليم فكرة أدركت أن التعليم هو المصدر للقوة ويكون تعليما يستلهم قيم العصر والرؤية العلمية لمظاهر المجتمع ومشكلاته ويستلهم فكرة تحقيق الفرص بين المواطنين وإتاحته لكل من يرغب فيه، فأصبح تعليما عصريا حديثا، والفكرة الثانية أن يكون أيديولوجية لحشو رءوس الطلاب.
** مازال التعليم في مصر يعاني الكثير من المشاكل التي أقل ما توصف به من التدني، فمستوي المناهج التي لم تتغير منذ الثمانينيات ولا تلبي احتياجات السوق الفعلية، وعندما قام الوزير المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين بتغييرها قام بحذف صور لدرية شفيق وصبغ المناهج بالصبغة الدينية، ما خطورة هذا على التعليم ؟
الأمر أصبح أخطر من مجرد حذف لصورة شخصية لدرية شفيق، وهذا الحدث ليس له علاقة ببداية عصر أخونة المناهج، فبعد ثورة شعبية كثورة يناير، تم وضع درس في كتاب التربية الوطنية تحت عنوان حقوق الإنسان والمواطنة، يتحدث عن حقوق أهل الذمة وتناسوا أنهم مصريون مثلهم، بل والأخطر أن المناهج يتم أسلمتها رويدا رويدا، فقاموا بتغيير بعض المصطلحات الإنسانية الموجودة على أرض الواقع بمصطلحات إسلامية، فتحدثوا عن آلة “,”الدف“,” باعتبارها آلة الإسلاميين رقم واحد وتناسوا الآلات العزفية الأخرى، بالإضافة إلى إدخال فقرات من مؤلفات حسن البنا.
** البعض يقول إن فرض الفكر الإخواني على التعليم يهدد بطمس الشخصية المصرية؟
بالتأكيد الإخوان لا يحترمون وطنا ولا ثقافة ولا مواطنة، ولهم تصورهم الخاص بالهوية الإسلامية للدولة، ومن المفترض أن يكون الهدف من التعليم بث روح المواطنة وأن تكون المدرسة قومية لا يتم فرض أي هيمنة سياسية أو دينية عليها.
** المناهج بشكل عام لها معايير يجب أن تتفق وروح العصر، فمتي نقول إن المناهج فقدت صلاحيتها وماتت؟
المناهج المصرية فقدت صلاحيتها وماتت من زمان وخرجت جنازتها من عمر مكرم منذ ثلاثين عاما، بل وأصبحت مناهج خطيرة ومضرة أكثر منها مفيدة للعقول المصرية، فالتعليم ما لم يجعل الإنسان يستطيع التفكير وتدبر الأمور لن يكون مفيدا، فالتعليم في مصر قائم على حفظ كمية ضخمة من المعلومات، وبالتالي فإذا لم يعتمد التعليم على فكرة ملكة البحث لن يواكب روح العصر.
** يفعل أولياء الأمور أقصى جهدهم لإلحاق أولادهم بمدارس غير حكومية بحثا عن تعليم متميز، فهل من الممكن للتعليم الحكومي أن يعود متميزا كما كان في الماضي ؟
لم تكن المدارس الحكومية مدارس إلهية، ولكنها كانت مدارس محترمة ومناهج تواكب روح العصر، ومدرسين يحصلون على راتب محترم يغنيه عن الدروس الخصوصية، وقد عاصرت تلك المدارس في الستينيات، كان للمدرس كرامة ويرفض أن يدخل منازل طلابه ليمد يده، ولكن للأسف الأنظمة الاستبدادية لم تهتم بالتعليم بحجة عدم وجود ميزانية، وكانت تقول لنا “,”كفاية أن التعليم مجاني“,”، فهل تتخيلي أن المعلم في السبعينيات كان راتبه يصل إلى 18 جنيها، وهذا المبلغ كان يشتري به 22 جرام ذهب، أي أنه كان يحصل على حوالي 5 آلاف جنيه، أما اليوم فالمعلم انخفض راتبه إلى 10 أضعاف، ولولا الدروس الخصوصية لمات من الجوع.
** معني هذا أن نجاح المدارس الخاصة واللغات والدولية بسبب أن لها أصحابا وضعوا بها رءوس أموال فيحرصون على نجاحها وهو ليس موجودا بالمدارس الحكومية؟
هذا صحيح.. فعندما يكون ابني في مدرسة نفقاتها 50 جنيها سنويا، لا أستطيع أن أتحدث مع مديرة تلك المدرسة لأنني أعلم إمكانياتها، ولكن إذا كان ابني يتعلم في مدرسة نفقاتها 5 آلاف جنيه، فلن أقف ساكنا وراء أي تقصير يحدث في حقه، وإن كانت المدارس الخاصة قد طالها الإهمال هي الأخرى.
** “,”الأخونة نقيض المواطنة وستقسم المجتمع فيضطر المسيحيون للبحث عن مدارس لأبنائهم والليبراليون سيبحثون عن مدارس“,”، لقد رددت هذه العبارة مرارا، فهل من الممكن أن يتم تصنيف المدارس فيكون هناك مدارس خاصة للمسيحيين وأخرى للمسلمين؟
بالطبع.. هذا يقسم المجتمع ويشتت أبناءه، فإذا وجد ولي الأمر ابنته تبكي لأن المدرسة أهانتها لأنها لا ترتدي الحجاب، أو منعتها من التكريم كما حدث مع طالبة الإسكندرية، فمن المنطقي أن ينقل ولي الأمر ابنته إلى مدارس تحترم خصوصياته الدينية، وبذلك يكون لدينا مجتمعان وفئتان ونظامان تعليميان، وهي اللبنة الأولي لتقسيم المجتمع.
** هل تعتقد أننا في حاجة إلى نص قانوني يحترم الخصوصية داخل المدرسة؟
الضمانات الدستورية القومية لمؤسسات التعليم كان من المفترض أن تنص على قومية مؤسسات التعليم، حتى لا يتم وضع مناهج تروج لأي توجه سياسي أو لتيار ديني، فالمدارس يتم إنشاؤها لتلقي العلوم وليس لغسيل العقول، وتحويلها إلى عقل إخواني أو ماركسي أو ليبرالي أو قبطي، فيتحول المجتمع إلى جزر منعزلة للمسلمين والمسيحيين والفقراء والليبراليين وغيرهم.
** في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع أخبارا عن العنف المدرسي من قص شعر لفرض الحجاب واتهام الطلاب بالكفر لارتدائهم قناع البانديتا، وآخر يأمر التلاميذ بأكل البرسيم عقابا لهم، كيف ترى مخاطر هذا؟
للأسف المدارس تحولت لصورة من صور المجتمع، فالمجتمع المليء بالعنف نقل عنفه إلى المدرسة، والمجتمع الذي لا يحترم القانون سينقل عدم الاحترام إلى المدرسة، ويقوم الجميع بانتهاك القانون، فتقوم المدرسة الإخوانية بقص شعر البنت غير المحجبة، والمدرس الإخواني يضرب الطالب لأنه مسيحي، فقد أصبح العنف ثقافة مجتمعية ومدرسية.
** وما السبب الرئيسي في ذلك؟
هناك العديد من الأسباب أولها أن المدرس لم يعد يعلم أن العنف سلوك مرفوض داخل المدرسة، وثانيها أن المدرسة تحولت إلى مستنقع لبعض البلطجية في عصر الانفلات الأمني، وثالثها أن المدرسة لم تعد تشعر باستقلالها، وغياب الأمن المدرسي والقانون.
** وصفت قرار الوزير بإلغاء الصف السادس بأنه قرار عبثي ويحتاج إلى إجابة نموذجية.. ما هو خطورة هذا القرار؟
علينا أن نعلم جيدا أن الامتحان ليس مقدسا، فأنا على استعداد كتربوي أن أستغني عن تلك الامتحانات إذا توفر لكل 15 تلميذ مدرسا كفئا، عندما يحصل التلميذ على ساعات مناسبة للتعليم وساعات أخرى للترفيه، عندما يقوم التلاميذ بأبحاث علمية بسيطة وبأنشطة صناعية وزراعية، يومها لن نحتاج إلى امتحانات يفرغ فيها الطالب ما حفظه في ورقة الإجابة دون أن يتعلم شيئا، لأنها في النهاية تقدم لسوق العمل عقولا لا تعرف الكتابة والقراءة.
** وما تقييمك لقرارات القيادات التعليمية منذ توليها مسئولية التعليم والخاصة بالثانوية العامة الجديدة وتحويل الشهادة الابتدائية إلى مجرد سنوات نقل؟
جميع قرارات وزارة التربية والتعليم منذ أن تولت المهمة “,”سمك، لبن، تمر هندي“,”، لأنها بمنتهى البساطة قرارات مكتب الإرشاد وليست قرارات وزير لحكومة مصرية، فالوزير للأسف ليس له علاقة بقطاع التعليم، والوزير اعترف أمامي أكثر من مرة أنها تعليمات مكتب الإرشاد.
** لذلك قدمت استقالتك من المجالس القومية؟
لقد تقدمت باستقالتي لعدم جود أي تعاون بين المجلس السابق والمجلس المنتخب وعندما اعترضنا للوزير قال لنا قدموا استقالاتكم، كما أنني كنت العضو الوحيد الذي لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، فكانوا يتخذون كل القرارات المهمة في غيابي، وعندما يتهمهم أي شخص بالأخونة يقولون “,”كمال مغيث ماركسي“,”، فأعلنت استقالتي على الفور.
** وكيف ترى مطالبات حزب التغيير والتنمية بإلغاء الثانوية العامة؟
المشكلة الأخطر أن وزارة التربية والتعليم قامت بتسليم أغلب المدارس لحزب الحرية والعدالة، سواء بالبروتوكول الذي وقعته وزارة التعليم مع الحزب أو السماح لهم بدخول المدارس وتقديم معونات للطلاب كدعاية انتخابية.
** الدول الكبرى حققت تقدمها وأحدثت طفرات كبيرة في مجال الصناعة من خلال التعليم الفني ونحن نعامله كتعليم من الدرجة الثالثة؟ كيف ترى التعليم الفني في مصر؟
التعليم الفني يسير على نفس النمط السيئ للتعليم العام، بل ويسير من سيئ إلى أسوأ، رغم أنه يخدم العديد من القطاعات الصناعية، ويربط السوق بأحدث الأساليب العلمية.
** بعد سيطرة الإخوان على نقابة المعلمين ورفض الدولة الاعتراف بالنقابات المستقلة بالدستور وفي ظل الهجوم من النقابة على المعلمين كيف تقرأ الوضع الحالي للتعليم؟
عندما فشلت الجماعة في أن يكون كرسي النقيب مخصصا لوزير التعليم، جعلوا الكرسي لشخص ينتمي للحرية والعدالة، حتي يكون تابعا للوزير الذي يتبع مكتب الإرشاد، حتى أصبحت النقابة تنحاز بشكل صارخ لسياسات الجماعة، وتناست أنها نقابة مخصصة للدفاع عن المعلم.
** ما هو أسوأ العصور التعليمية التي مرت بها مصر؟
عصر الإخوان المسلمين أسوأ عصر برغم قصره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.