قال أندرياس ديجا مصمم الرسوم المتحركة وشخصية "الأسد الملك"، ضرورة التحضير والدراسة وإجراء الأبحاث قبل البدء في رسم الشخصيات، موضحا أنه على فنان الرسوم المتحركة، أن يقوم بدراسة تحركات الحيوانات وأي كائن حي يودّ أن يبدع منه شخصيات خالدة، مشيرا إلى أنه قبل رسم شخصياته الكرتونية يدرس الحيوانات عن كثب، لمعرفة كيف تتحرك، ولماذا تتحرك هكذا، وبم تشعر، وغيرها من الأمور التي تساعده على الرسم بدقة. جاء ذلك خلال استضافته في ورشة "كشف أسرار إتقان الرسوم المتحركة " ضمن فعاليات وبرامج الدورة الثانية من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة والذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، حيث صمم "ديجا" أشهر شخصيات ديزني الكرتونية التي ارتبطت أجيال كثيرة بها عبر أكثر من ثلاثة عقود وهي " الأسد الملك"، وشارك مع عشرات الشباب من محبي الرسوم المتحركة والراغبين في احتراف هذه الصناعة الكثير من المعلومات والذكريات والتفاصيل التقنية العميقة، عن شخصياته الكرتونية العبقرية. وأضاف ديجا أنه قبل البدء في العمل على فيلم " الأسد الملك Lion King" اصطحبتنا شركة ديزني في جولة بحديقة حيوانات سان دييجو، وأحضروا أسدًا في الاستوديو، لندرس تحركاته جيدًا قبل البدء في الرسوم، كذلك حين رسمت شخصية "جاستون" ذلك الشاب الشرير مفتول العضلات، أحضروا لنا لاعبي كمال أجسام، لندرسهم عن كثب قبل الرسم. ووجه ديجا المنتسبين للورشة بألا يفكروا في الشخصيات الكرتونية التي سيبدعونها وترتبط بهم، بل يجب عليهم أن يرسموا أي شيء يقابلهم قائلًا: "ارسموا أهلكم، أخواتكم، الحيوانات الأليفة التي تربونها في بيوتكم، وحينما تتمكنون من رسم كل ما سبق وأكثر، ابحثوا عن دروس رسم وانضموا إليها، وتعلموا أكثر عن الرسم؛ حتى يمكنكم الدخول بقوة في عالم الرسوم المتحركة". وعرض ديجا بشكل حصري عشرات "الاسكتشات" الأصلية لشخصياته الكرتونية العالمية التي قام برسمها، مثل "الأسد الملك" و"علاء الدين" و"جعفر" و"سكار" و"الملك ترايتون" و"حوريات البحر" و"الجميلة والوحش"، و"فانيسيا"، و"جاستون"، و"وميكي ماوس"، وهيرقليس"، و"ليلو"، ومئات الشخصيات الأخرى التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الأجيال البصرية. وكشف ديجا عن الأسرار والتقنيات التي استخدمها لإيجاد هذه الشخصيات وإحيائها على الشاشة، قائلًا: "الرسوم المتحركة مرتبطة في الأساس بالحياة الواقعية، فمثلًا في إحدى مشاهد فيلم الملك ترايتون - بفيلم حورية البحر - ستجده يصرخ في ابنته الحورية، حين ذهبت بعيدًا في أعماق البحر واقتربت من منطقة خطرة، ملامح وجهه الغاضبة استلهمتها من أبي حين كنتُ صغيرًا في ألمانيا، وكان يصرخ في أختي حين تتأخر في عودتها مساءً للبيت". وفي نهاية الورشة عرض أسطورة ديزني أندرياس ديجا مجموعة مشاهد من فيلمه "موشكا" الذي رسمه وأخرجه، والذي يتناول قصة الفتاة الأوكرانية سارة، التي تقوم بتربية نمر سيبيري خلال السبعينيات، وتسميه موشكا، والتي تعني بالروسي حبيب، وعندما يصل النمر إلى مرحلة البلوغ، تكتشف سارة أن بعض الأشخاص المشبوهين في القرية يخططون لقتله وبيعه من أجل الربح.. وفي محاولة لإنقاذه، أخذت سارة موشكا إلى عمق الغابة إلى نفس المكان الذي وجدته فيه وهو شبل يتيم، واضطرت للتخلي عنه.
