سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية" الضوء على الهجمات الصاروخية التي شنتها القوات الروسية اليوم الجمعة على العديد من المدن الأوكرانية في إطار العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي. وتشير كاتبة المقال إيما جراهام هاريسون إلى أن تلك الهجمات تأتي في أعقاب مناشدة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي الدول الغربية الحليفة أن تقدم المزيد من الدعم العسكري لبلاده ولاسيما معدات الدفاع الجوي. ويضيف المقال أن أوكرانيا تمكنت في الفترة الأخيرة من تعزيز دفاعاتها الجوية من خلال المساعدات العسكرية التي تقدمها لها الدول الغربية ولاسيما بعد أن قامت القوات الروسية باستهداف منشأت الطاقة في أماكن عديدة من أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، كما يشير المقال، ناشدت أوكرانيا في وقت سابق من الشهر الحالي دول حلف شمال الأطلنطي تقديم المزيد من المساعدات العسكرية من أجل تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية تحسبا لعملية عسكرية روسية واسعة النطاق خلال الفترة القادمة. وتقول الكاتبة أن الهجمات التي شنتها القوات الروسية اليوم تعتبر الأولي من نوعها التي تستهدف العاصمة كييف منذ ما يقرب من 50 يوما، موضحة أن تلك الهجمات تأتي في وقت تنتظر فيه موسكو والعديد من دول العالم أن تقوم أوكرانيا بعملية عسكرية مضادة تستهدف مواقع روسية خلال فصل الربيع الحالي. ويشير المقال في هذا الصدد إلى تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلنطي ينس ستولتنبرج أمس الخميس التي يقول فيها أن الدول الغربية الحليفة قامت بالوفاء بالتزاماتها للجانب الأوكراني بشأن توفير عربات قتالية وهو ما يجعل أوكرانيا الآن في موقف أفضل في ساحة القتال. ويوضح ستولتنبرج، كما يشير المقال، أن الحلفاء الغربيين قدموا لأوكرانيا إلى الآن اكثر من 1، 550 عربة مدرعة و230 دبابة وكميات كبيرة من الذخيرة فضلا عن تدريب الآلاف من الجنود الأوكرانيين على استخدام الأسلحة الحديثة التي توفرها لهم الدول الغربية. وتضيف الكاتبة أنه على الرغم من بعض المكاسب العسكرية التي تمكنت أوكرانيا من إحرازها خلال العام الماضي، إلا أن الجانب الروسي مازال يسيطر على جزء كبير من الأراضي الأوكرانية بما يمثل حوالي 20 بالمائة من مساحة أوكرانيا. ويتطرق المقال إلى الموقف الروسي في هذا الصدد حيث يسلط الضوء على تصريحات صادرة من الكرملين أمس الخميس تؤكد أن روسيا مازالت تسعي لتحقيق الأهداف التي من أجلها قامت بالعملية العسكرية في أوكرانيا، موضحا أن تلك التصريحات تأتي بعد يوم واحد من محادثة هاتفية بين الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي والتي استمرت قرابة الساعة. وتقول الكاتبة في ختام المقال أن الصين، التي تتمتع بعلاقات استراتيجية وثيقة مع روسيا، قامت مؤخرا بطرح مبادرة للسلام لوضع نهاية للحرب الحالية في أوكرانيا إلا أن ذلك لم يمنع كلا الطرفين المتناحرين من الاستمرار في الاقتتال حتي يتم التوصل إلى اتفاق سلام هناك وتضع الحرب أوزارها.
