لا تزال مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني مهددة بالفشل، في ظل تعنت إيران بشأن عدة مطالب يصعب على المفاوض الأمريكي قبولها، في ظل المواجهات الدبلوماسية مع إيران خلال الفترة الحالية بشأن الحريات، وطبيعة التعاطي الأمني الإيراني مع التظاهرات التي خرجت تندد بمقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران. وإزاء فشل كل جهود المفاوضات التي تعقد في العاصمة النمساوية فيينا، من أجل إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بعد انسحاب واشنطن منه في مايو من عام 2018، كشفت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن نيتها إمكانية وضع الخيار العسكري ضمن أطروحاتها في التعامل مع إيران خلال الفترة المقبلة. وأعلن البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن الدبلوماسية مع إيران لها حدود، ولم تأت بنتيجة تذكر خلال الفترة الماضية، معتبرًا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها الجاهزية العسكرية للرد على أية استفزازات إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية الأمريكية معها. وفي هذا الإطار طالب وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، بضرورة أن تحصل بلاده على ما يضمن عدم خروج الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاتفاق المرتقب التوقيع عليه خلال الفترة المقبلة، منوهًا إلى أن بلاده تسعى للحصول على ضمانات تشريعية من الكونجرس الأمريكية بما لا يسمح بعدم الإخلال أو الانسحاب من الاتفاق الجديد. كما شدد على رغبة بلاده أن توقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية كافة التحقيقات التي تجريها بشأن العثور على بقايا يورانيوم مخصب في بعض المنشآت النووية الإيرانية خلال الفترة الماضية، مطالبًا بوقف كافة التحقيقات المتعلقة بأنشطة إيران النووية. وتسببت تلك المطالب الإيرانية في رفض أمريكي لسياسات إيران حيال المفاوضات المنعقدة في العاصمة النمساوية فيينا، حيث نقلت وسائل إعلام أمريكية عن منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب ضرورة وضع سيناريوهات للتعامل مع إيران ولمنعها من الوصول إلى التكنولوجيا اللازمة لصنع السلاح النووي، في ظل فشل كافة الجهود المتعلقة بالمفاوضات النووية. وأضاف إن الرئيس الأمريكي طلب ضرورة وضع الخيار العسكري على قائمة الأولويات الأمريكية في التعامل مع الأزمة الإيرانية، حيث شدد بايدن على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي.
