قال بنك الطعام المصري، ان دراسات وابحاث عديدة أكدت أن سوء التغذية يؤدى إلى النقص أو الزيادة أو عدم التوازن في مصادر الطاقة أو الاغذية اللازمة لدى الشخص، وهو ما قد يؤدى إلى انخفاض الوزن بالنسبة إلى الطول (الهزال)، والتقزم (قصر القامة بالنسبة إلى العمر)، ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة إلى العمر)؛ اثبتت الدراسات ، ان سوء التغذية المتعلق بنقص الفيتامينات والمعادن المهمة، بالاضافة الى فرط الوزن والسمنة والأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي (مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري وبعض السرطانات). وأضاف: طبقا للإحصائيات العالمية فإن 1.9 مليار شخص حول العالم يعانون من فرط الوزن أو السمنة، في حين يعاني 462 مليون شخص من انخفاض الوزن، ويعاني 52 مليون طفل دون سن الخامسة من الهزال، و17 مليون طفل من الهزال الشديد، و155 مليون طفل من التقزم، في حين يعاني 41 مليون طفل من فرط الوزن أو السمنة، كما ترتبط نسبة 45% تقريباً من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنقص وسوء التغذية. وتحدث معظم هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي الوقت ذاته، تتزايد نسبة فرط الوزن والسمنة بين الأطفال في هذه البلدان نفسها ، وبالنظر لنصيب مصر من تلك الأرقام، نجد أن اعداد من يعانون فى مصر من التقزم، وصلت لأكثر من 200 ألف شخص، ويأتي السبب الرئيسي في ذلك إلى نقص التعظم الغضروفي ونقص في هرمون النمو أثناءفترة الطفولة والذي يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية. وتابع البنك: مشكلة سوء التغذية لم تعد مشكلة صحية وحسب، بل اصبحت مشكلة مجتمعية أيضا، وتحتل اهتماما كبيرا من الدولة، والقيادة السياسية، وهو الأمر الذي تؤكد عليه تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي أطلقها خلال افتتاح المدينة الصناعية الغذائية «سايلو فودز»، عن سوء تغذية الأطفال في المدارس وتسبب ذلك في الإصابة بالتقزم، ليطرق باب الأزمة من جديد، كما تطرقت تصريحات رئيس الجمهورية إلى الوجبة المدرسية، وأهمية ان تكون متكاملة وبها عناصر عديدة لتحقيق التغذية السليمة، ومكافة الامراض المرتبطة بعدم حصول الطفل على الغذاء الصحي اللازم. وفي استجابة سريعة وتحرك عاجل تجاه المشكلة أطلقت الدولة، مبادرة ال1000 يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية، التى تهدف إلى خلق وعي مجتمعي بأهمية الالف يوم الأولى من عمر الطفل وتقديم كافة أوجه الرعاية للطفل المصري، منذ أن يكون جنين في رحم الأم وطول فترة الحمل وأثناء الولادة وأيضا خلال أول سنتين من حياته، لما لهذه الفترة من أهمية في حياة الطفل، خاصة وأن 85% من صحة الإنسان طوال حياته تتكون في تلك الفترة ال1000 يوم الذهبية، وأي تقصير في هذه الفترة لا يمكن تعويضه بعد ذلك. وداخل هذا التحرك العاجل على المستوى الرسمي والحكومي، كان ايضا لجهات العمل المدني وتنمية المجتمع كلمة مسموعة فى مواجة التقزم والامراض المرتبطة بسوء التغذية مثل الهزال والانيميا، إلا أن الصوت الأبرز بين تلك الجهات كان لبنك الطعام المصري، الذي طرح فكرة إنشاء وحدة حماية الأطفال من سوء التغذية والتي تتراوح تكلفة انشائها من 600 ألف الي مليون جنيه طبقا لاحتياج المجتمع، وهى عبارة عن مطبخ مركزي في القري الفقيرة يتم من خلاله امداد المدارس والحضانات المجاورة بوجبات ساخنة صحية وامنة تساعد على حماية أطفال الأسر المستحقة من أخطار سوء التغذية، ويعتمد المطبخ على تعيين أمهات الأطفال المستحقين براتب شهري ليقوموا بطهي الوجبات وذلك لإعانتهم ماديا ومساعدتهم في توفير فرصة عمل كريمة تضمن لهم مبلغ مالي شهري، إلى جانب ضمان جودة وسلامة الأغذية المقدمة كما وقع بنك الطعام المصري، بروتوكول مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والمركز القومي للبحوث، لتنفيذ استراتيجية البنك الحالية التي تهدف إلي العمل من خلال طرق علمية ومنهجية، لدعم جهود الدولة فى مجال تدعيم الأمن الغذائي ومكافحة سوء التغذية لدي الأسر الأكثر فقراً فى محافظات مصر عن طريق مجموعة متنوعة من البرامج والمشروعات التي يتم تنفيذها فى كافة أنحاء الجمهورية. وأضاف بنك الطعام بعض المأكولات التي يقوم بترشيحها الفريق البحثي لموسوعة الأغذية الشعبية مع امكانية اجراء بعض التعديلات عليها ان لزم الأمر لتقديمها في صورة تتوافق مع أسس التغذية السليمة ومعايير سلامة الغذاء للمستفيدين من برامج البنك ومن بينها برنامج التغذية المدرسية الذي يقدم وجبات صحية وطازجة لما يقرب من 40 ألف طالب يومياً بغرض تحسين صحة الاطفال ومقاومة أمراض سوء التغذية مثل الأنيميا، مع إتاحة فرص عمل للسيدات من أسر المستحقين للعمل بمطابخ البنك المعدة خصيصاً لاعداد الوجبات المدرسية. كما فاز بنك الطعام للعام الثانى على التوالي، بالمنحة السنوية المقدَّمة من "مؤسسة بل"، ذراع المسئولية المجتمعية لشركة بل العالمية - صاحبة العديد من العلامات التجارية - وذلك تقديرًا لجهود البنك المبذولة في مجال التغذية المدرسية، وتقديم حلول ملموسة ومستدامة لتوفير تغذية أفضل للأطفال من خلال برنامج التغذية المدرسية، والذي يأتي اتساقًا مع توجه الدولة لرعاية أطفال المدارس من خلال البرنامج الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى جانب أخر تهدف المنحة المقدمة من مؤسسة "بل" للمسئولية المجتمعية للمساهمة في تجديد وتجهيز 19 مطبخًا مدرسيًّا في 10 محافظات بما يخدم 33000 طالب، خلال العام الدراسي 2021/ 2022، للعمل على تقديم وجبات صحية ساخنة للأطفال بالمدارس فى المناطق الأكثر فقرًا طوال فترة الدراسة لتقليل الأعباء الأُسرية على أولياء الأمور وتوفير الغذاء الصحي لأبنائهم، لحماية الأطفال والوقاية من الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، بالإضافة إلى تنمية وحدة البحوث والتطوير، لتحليل وقياس وأرشفة برامج بنك الطعام لنقل التجربة لمصر أو خارجها. وتلك الجهود وغيرها تؤكد اهمية التنبه الى مشكلة سوء التغذية، وضرورة مكافحتها لحماية الأجيال القادمة، والحد من الأمراض المصاحبة لها تحقيقا لاستراتيجية الدولة المصرية فى الحفاظ على صحة المصريين على كافة المستويات.
