خبراء: مصر تسعى أن تكون مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات «بيك أب» بالشرق الأوسط.. وتنوع الشراكات يهدف إلى توطين تكنولوجيا صناعة السيارات محليا... و12 ألف مركبة سنويا حجم الطاقة الإنتاجية

مجهودات كبيرة تقوم بها الحكومة، ممثلة فى وزارتى الصناعة والتجارة والإنتاج الحربى بالتعاون مع بعض الوزارات الأخرى، لتوطين صناعة السيارات محليا، وتقديمها للمستهلك المصرى بأقل من نظيرتها المستوردة.

وبعد شهور قليلة من إعلان وزارة قطاع الأعمال العام، إطلاق السيارة الكهربائية نصر E70 المقرر البدء فى إنتاجها منتصف العام المقبل فى شركة النصر لصناعة السيارات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، وقعت «وزارة الإنتاج الحربى» وشركة «إم جلوري» القابضة الإماراتية لتصنيع السيارات البيك أب، عقد تعاون لتصنيع السيارات البيك أب فى مصر تعمل بالوقود المزدوج «غاز طبيعى وبنزين».
وجرى الاتفاق على إنشاء شركة تحت اسم «الشركة المصرية الإماراتية لصناعة السيارات» لإنتاج وتصنيع وتسويق السيارات، والمساهمين فى هذه الشركة هم الهيئة القومية للإنتاج الحربي، ومصنع 999 الحربي، وشركة إم جلورى الإماراتية لتصنيع السيارات البيك أب.
وبموجب هذا التعاون المشترك سيتم إقامة مصنع لإنتاج سيارة بيك أب باسم «EM» والتى تعمل بالغاز الطبيعى والبنزين وذلك بموديلات وأنواع مختلفة، وهو ما يمثل خطوة مهمة للتحول نحو الطاقة النظيفة نظرًا لأن السيارة تعمل بالوقود المزدوج.
وتعمل بيك أب «EM»، بمحرك متسوبيشى بتكنولوجيا يابانية (4G69S4N) (GB V) سعة 2378 سم3، وبها ناقل حركة 5 سرعات، تعمل بالغاز الطبيعى والبنزين.
وزودت بيك أب «EM»، ذات «الكابينة المزدوجة»، بعدد من التجهيزات المختلفة أبرزها مزودة بنظام ملاحى متطور، وتكييف هواء وشاشة وراديو، وكاميرا خلفية، وعجلة قيادة متعددة الوظائف، وزجاج كهرباء، وتحكم داخلى فى المرايات الخارجية.
وكذلك زودت السيارة، بأسطوانة غاز سعة 170 لتر لقطع مسافة 350 كيلومتر، وتانك بنزين سعة 35 لتر بمسافة 300 كيلو متر، بمعدل استهلاك وقود مقداره 11،8 متر مكعب لكل 100 كيلو متر للغاز، و12.3 لتر لكل 100 كيلو بنزين.
وفى هذا السياق، قالت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة المصرية، إن إنتاج السيارة البيك أب «EM» فى مصر والتى تعمل بالوقود المزدوج يمثل خطوة مهمة للتحول نحو الطاقة النظيفة وتعميق هذه الصناعة الحيوية محليًا وجذب استثمارات جديدة فى هذا الصدد.
وأكدت اهتمام القيادة السياسية والحكومة بتحقيق الاستفادة المثلى من ثروات مصر من الغاز الطبيعى وتعظيم قيمتها المضافة، وهو ما يسهم بفعالية فى الحفاظ على البيئة وتقليل تلوث الهواء من خلال استخدام الغاز الطبيعى كوقود نظيف يعمل على تقليل الانبعاثات الضارة التى لها تأثير سلبى على المواطنين والاقتصاد.
فيما أكدت الدكتورة ماجدة العزعزى رئيس مجلس إدارة شركة إم جلورى الإماراتية لتصنيع السيارات البيك أب، أن الشركة متخصصة فى إنتاج وتصنيع السيارات بدولة الإمارات وتمتلك خبرة كبيرة فى تأسيس وإدارة شركات ومصانع المركبات.
وأوضحت ماجدة العزعزي، أنه من المخطط أن تبلغ الطاقة الإنتاجية الناجمة عن هذا التعاون 12 ألف سيارة سنويًا وذلك لتلبية احتياجات السوق المحلية والأفريقية، على أن يبدأ الإنتاج الكمى فى النصف الأول من 2022.
قال المهندس حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، إن التعاون دليل قوة العلاقات الاقتصادية بين مصر والدول العربية والإمارات على وجهة الخصوص، لافتا إلى أن التعاون فى إنتاج السيارة معناه جذب وضخ استثمارات عربية فى قطاع إنتاج وتصنيع السيارات فى مصر.
المهندس حسين مصطفى
وأضاف مصطفى ل«البوابة نيوز»، أن إنتاج تلك السيارة يستلزم إنشاء خطوط إنتاج تشمل ما يحتاجه أى مصنع للسيارات، متوقعا أن يكون ذلك إضافة إلى الطاقة الإنتاجية المصرية، كونها تتم فى مصانع الإنتاج الحربى يعنى إضافة لهذا المصنع لما يملكه من إمكانيات صناعية، إضافة إلى شريحة خطوط إنتاج السيارات لإنها تختلف عن إنتاج باقى الأنواع من السيارات.
توقع خبير السيارات، نجاح هذه السيارة فى السوق المحلية وهى تعمل فى شريحة مطلوبة وهى شريحة بيك أب ذات الكابينة المزدوجة، ولكن ذلك توقف على شرط تقديمها للمستهك المصرى بسعر منافس.
وأشار إلى أنه سيتم استيراد بعض المكونات التى لا تنتج داخل مصر لتصنيع وتجميع السيارة فى مصانع وزارة الإنتاج الحربى وتدعيمها بالمكونات المحلية المطلوبة لتقديمها إلى السوق المحلية، وأيضا يمكن تصديرها إلى الخارج.
وتوقع مصطفى، أن تصبح مصر مركزا أقليميا لتصدير السيارات بيك أب للمنطقة العربية ودول آسيا وأفريقيا، وذلك يستلزم إنشاء خط إنتاج كمى لتلبية متطلبات السوق المحلية وتقديمها بأسعار مناسبة للمستهلكين، وأيضا السعر المنافس سينعكس عند التصدير للخارج.
ومن جهته، قال المهندس جمال عسكر، خبير السيارات، إن تنوع الشراكات مع الشركات العالمية والعربية تهدف إلى توطين تكنولوجيا صناعة السيارات فى مصر، لافتًا إلى أن التكنولوجيا داخل الشركات سواء الصينية أو الإمارتية متقدمة وستنعكس إيجابا على التجميع محليا.
وأضاف عسكر ل«البوابة»، أن الحكومة تعمل جاهدة لتوطين صناعة السيارات محليا سواء الكهربائية أو البيك أب لتصبح مصر مركزا إقليميا لتلك الصناعة فى مصر والشرق الأوسط.
وأوضح أن الإمارات تتمتع بتكنولوجيا عالية فى قطاع السيارات، وبالتالى سينعكس إيجابا على تجميع تلك المركبات فى مصر وسيجعلها مركز إقليمى لتجميع السيارات محليا.
وأكد خبير السيارات، أن الحكومة متمثلة فى وزارتى الإنتاج الحربى وقطاع الأعمال العام يسعون إلى توطين صناعة السيارات فى مصر من خلال التعاون مع أكبر الشركات المتخصصة فى صناعة السيارات.