تشير التقارير الواردة من سوريا الى ان مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ينسحبون من عدة مواقع ويتوجهون الى بلدة الرقة بعد تلقيهم انذارا من "جبهة النصرة". وكانت "جبهة النصرة" قد امهلت "داعش" الى يوم السبت للقبول بالتحكيم او مواجهة الطرد من سوريا. وكان القتال الذي دار بين "داعش" وغيرها من الحركات المعارضة في الشهرين الأخيرين قد اسفر عن مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص. قررت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري في اجتماعها في اسطنبول، عودة كتلة المجلس الوطني بكافة مكوناتها إلى صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وعزا المجلس ذلك الى فشل الجولتين الأولى والثانية لمفاوضات جنيف في تحقيق أهداف الشعب السوري. وقال المجلس في بيان : بعد أن أثبتت الجولتان الأولى والثانية لمفاوضات جنيف فشلها في تحقيق أهداف الشعب السوري ، حيث أثبت النظام مراوغته وإمعانه في قتل السوريين وذلك باعتراف المجتمع الدولي، وبناء على آخر التطورات وعلى ضرورة تمثيل من يؤمن بأهداف الثورة ورغبة المجلس في دعم وحدة المعارضة السورية ورص صفوفها بما يحقق أهداف الثورة السورية المباركة، فقد قررت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري في اجتماعها يومي 27 و 28 فبراير في اسطنبول، عودة كتلة المجلس الوطني بكافة مكوناتها إلى صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية." وكان ابو محمد الجولاني، القيادي في جبهة النصرة الموالية "لتنظيم" القاعدة قد حذر "داعش" الثلاثاء الماضي من انها ستطرد من سوريا "وحتى من العراق" اذا لم توافق على التحكيم في غضون خمسة ايام. وطالب الجولاني "داعش" بإيقاف كل اعمالها العسكرية الموجهة نحو المعارضين الآخرين، والسماح لمحكمة اسلامية بالبت في شرعية تصرفاتها. وجاء الانذار عقب قيام مسلحين بقتل ابو خالد السوري، الذي يوصف بأنه رسول للقاعدة، في هجوم انتحاري في مدينة حلب الشمالية الاحد الماضي. واتهمت "داعش" بالوقوف وراء اغتيال السوري. وتشير التقارير الى ان "داعش" تأخذ تحذير "النصرة" مأخذ الجد، وانها تقوم بسحب مسلحيها من مواقع كانوا يحتلونها في محافظة حلب حيث لا تتمتع بالقوة الكافية لدحر هجمات محتملة. وأظهرت أشرطة مصورة نشرت في الانترنت سكان احدى البلدات التي انسحب منها مسلحو "داعش" وهم يحتفلون ابتهاجا بمغادرتهم. ويقول احد محللي بي بي سي إنه يبدو ان "داعش" مهتمة جدا بالاحتفاظ بسيطرتها على مدينة الرقة حيث فرضت نموذجا متشددا من الشريعة الاسلامية بما في ذلك فرض "الجزية" على سكان الرقة من المسيحيين.
