رحل عن عالمنا الفنان يوسف شعبان بعد صراع مع المرض، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، بعدما قدم الراحل مسيرة فنية طويلة شارك خلالها في بطولة أكثر من 250 عملا فنيا ما بين السينما والمسرح والتليفزيون. وبرع يوسف شعبان في الرسم منذ الصغر، وهو الأمر الذى دفعه للانتساب إلى كلية الفنون الجميلة، ولكن عائلته رفضت بشدة وخيرته بين كلية الشرطة أو الحربية أو الحقوق، ونتيجة للضغط الشديد عليه قرر الالتحاق بالكلية الحربية، ولكن في اختبار الهيئة أسقط نفسه فرفضوا انضمامه. ولكن عائلته علمت بما دبره، فأجبرته على الانضمام لكلية الحقوق في جامعة عين شمس، وهناك تعرف على أصدقاء عمره الفنان كرم مطاوع والممثل سعيد عبدالغنى والكاتب إبراهيم نافع. وقرر يوسف شعبان بناء على نصيحة كرم مطاوع، الالتحاق بفريق التمثيل في الكلية ثم قدم أوراقه اعتماده في المعهد العالى للفنون المسرحية، وبسبب ضغط الدراسة في الكلية والمعهد قرر التركيز في دراسة المعهد وسحب أوراقه من كلية الحقوق وهو في السنة الثالثة، وتخرج في المعهد العالى للفنون المسرحية سنة 1962. السينما بدأ مسيرته السينمائية سنة 1961 في فيلم «في بيتنا رجل» مع عمر الشريف والمخرج بركات، ثم توالت أعماله السينمائية التى تعدت 110 أفلام سينمائية، وفى يوم 28 يوليو 2017 أعلن الممثل يوسف شعبان اعتزاله عن الفن بعد أن شارك في بطولة أكثر من 250 عملًا فنيًا. لاقى في بداياته السينمائية منافسة شرسة ولكنها شريفة من أبرز نجوم فترة الستينيات، مثل رشدى أباظة، كمال الشناوى، صلاح ذوالفقار، حسن يوسف، وشكرى سرحان، وكان بعضهم يغرى المنتجين بتخفيض الأجر الذى يحصل عليه للتأثير عليهم لاختيارهم وعدم اختياره. وحدث خلاف كبير قبل البدء في تصوير فيلم «معبودة الجماهير» إنتاج سنة 1967، والسبب أن الفنان الكبير عبدالحليم حافظ كان غير مقتنع به بينما العكس عند الفنانة شادية المقتنعة به لأنهما قدما أفلامًا ناجحة معًا من قبل، فهددت شادية بترك الفيلم إذا لم يتم التعاقد معه، وبدوره قرر يوسف شعبان ترك الفيلم كحل وسط للخلاف القائم بين النجمين الكبيرين، ولكن ذكاء الفنان عبدالحليم حافظ كان أكبر من هذا الخلاف البسيط واجتمعت جميع الأطراف في منزله، وتم حل المشكلة وديًا ووافق على مشاركة يوسف شعبان معهما في بطولة الفيلم وأصبحا صديقين حميمين. في فترة السبعينيات قدم شخصية مثيرة للجدل في الفيلم «حمام الملاطيلي» حيث أدى دور الرجل الشاذ، وعلى الرغم من اللغط الذى دار في مصر وخارجها، فقد حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية وتقرر تدريس دوره في هذا الفيلم في «معهد السينما» وأكاديمية الفنون. في سنة 1995 قرر الابتعاد عن المجال السينمائى والاكتفاء بتمثيل مسلسل واحد أو اثنين في السنة للتركيز في مهمته الجديدة نقيبا للممثلين. التليفزيون بدأت مسيرة أعماله التليفزيونية منذ عام 1963 وقدم أكثر من 130 مسلسلا، أبرزها «العائلة والناس والشهد والدموع والوتد وعيلة الدوغرى ولحظة ضعف والمكان المقصود وأعمال رجال والتوأم وضد التيار وأميرة في عابدين وامرأة من زمن الحب والضوء الشارد والمال والبنون»، كما تألق بشكل بارع في أدائه لشخصية «محسن ممتاز» في مسلسل «رأفت الهجان» إضافة إلى المشاركة بالجزء الخامس من (ليالى الحلمية) والجزء الأول من مسلسل (السيرة الهلالية)، كما شارك أيضًا في مسلسل الحقيقة والسراب. المسرح بدأ مسيرته المسرحية بالمسرحية التليفزيونية «الطريق المسدود»، من إخراج الفنان نور الدمرداش، ثم قدم عدة مسرحيات أهمها «شيء في صدري» و«أرض النفاق»، وعندها قرر تقديم اقتراح جريء بإنشاء ستة (6) فرق مسرحية تليفزيونية بدلا من فرقة مسرحية واحدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التى تخرجت في المعهد المسرحى ولكن قوبل اقتراحه بالرفض وصدر قرار بتوقيفه لمدة ثلاث (3) سنوات. وبعدها حصلت أزمة كبيرة في مسرح التليفزيون وقرروا إلغاء إيقافه، ولكنه رفض العودة إليهم، وشارك في بطولة مسرحية من إنتاج القطاع الخاص بعنوان «مطار الحب» بمشاركة الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى والفنانة ميرفت أمين سنة 1970. العمل النقابي في سنة 1997 نجح في انتخابات نقابة الممثلين في منصب رئيس النقابة، واستطاع خلال فترته تسديد جميع الديون المترتبة على النقابة، وأنشأ ناديا كبيرا في القاهرة لاجتماع جميع الممثلين وعالج العديد من الفنانين الذين لم يكونوا يستطيعون دفع مصاريف علاجهم، واستطاع أن يستمر في منصبه دورتين متتاليتين قبل أن يخسر في انتخابات 2003 أمام الفنان أشرف زكى.