أكد المخرج خالد جلال أن مسرحية "الوصية" جاءت نتاج مبادرة اسمها "اعرف جيشك"، كانت قد اطلقتها وزارة الثقافة، وتبناها المسرح القومي برئاسة الفنان إيهاب فهمي، الذي اتفق مع السيناريست ايمن سلامة كاتب مشهور وله رصيد كبير في عالم الكتابة، واقترح عليه ايهاب فهمي كتابة أول قصة من قصص الشهداء، وبحثا سويًا مع الشئون المعنوية في عدد قصص الشهداء، واستقرا على قصة ارى أنها خطفت قلوبنا جميعًا، وهى قصة الشهيد محمد المعتز رشاد، ثم تقابلنا وبدأنا التجهيزات لهذا العرض. وأضاف خالد في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": أرى أن كتابة مثل هذه القصص للمسرح تعد عملية صعبة للغاية، لان المسرح أصعب كثيرًا من التليفزيون والسينما، فهنا لا توجد أماكن سهل التحرك فيها، فالقصة فيها اماكن كثيرة منها، التخرج والجبهة ومركز التدريب والمستشفي، ولكن ايمن سلامة نجح بشكل كبير في تسهيل هذه المهمة بفضل النص الذي جاء رشيقًا للغاية، وسر نجاح القصة دي هو كتابتها. وعن عملية اختيار ابطال العرض قال جلال: بكل صدق الادوار نادت أصحابها، وحينما كنت أتناقش مع ايمن سلامة، وجدنا أن الفنانة الكبيرة سميرة عبدالعزيز هى الأفضل لتجسيد شخصية الام، فهى الوريث الشرعي لفردوس محمد ودولت أبيض ولكل الفنانات اللاتي جسدن دور الام بشكل رائع، وايضًا الفنان الكبير أحمد فؤاد سليم دور الذي جسد دور الاب، فهو الاب العظيم الذي يعمل دكتور في الجيش وفجأة وجد نفسه في غرفة العمليات، وأمامه ابنه المجند الذي جاء جريحًا من احدى المواجهات، هذه المشاعر العظيمة نجح أحمد فؤاد سليم في تقديمها بشكل رائع. كما أن الفنان ميدو عادل يتمتع بقبول شديد، وهو شخص تشعر أمامه بانه الأفضل لتمثيل دور مجند مقاتل ينال الاستشهاد بفضل بسالته وشجاعته النادرة، وأيضًا الفنان محمود حافظ في دور الراوي الذي ينتقل بين كل المشاهد بسلاسة وخفة دم وبراعة شديدة، أما المطربة مي فاروق فقد كان اختيارها لتقديم الأغاني المصاحبة للعرض والتي جاءت مناسبة جدًا، فكما يروي محمود حافظ القصة بتمثيله وأدائه، قامت مي بحكي العرض عن طريق الأغاني. وقال السيناريست ايمن سلامة: كنت أتمنى أن أتعامل مع المخرج الكبير خالد جلال، وكان شرف لي ان اول عمل لي على خشبة المسرح يكون معه، فقد وضع بصماته على العمل بشكل واضح، وحول كلماتي الصماء إلى حياة على المسرح، هو فعلًا مايسترو العمل الذي وقف وراء كل صغيرة وكبيرة في العمل، حتى خلق منه عرضًا فنيًا متكاملًا. وتابع سلامة قائلًا: لم اكن اتوقع مطلقًا أن القصة التي كتبتها سوف تخرج بهذا الشكل على المسرح، واتمنى تكرار التجربة مع خالد جلال مرة اخرى.
