حملت تصريحات زعماء المعارضة التركية، اليوم السبت، هجوما حادا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متهمين إياه بانتهاك القانون ونسف الديمقراطية، داعين إلى إجراء انتخابات مبكرة، وفقا لموقع "تركيا الآن". وتباينت المواقف والأماكن، واتفقت الرؤى بين رؤساء أحزاب المستقبل و«الديمقراطية والتقدم» و«الشعب الجمهوري» بشأن أردوغان وممارساته السياسية التي أودت بالبلاد إلى كارثة اقتصادية، وأصبحت تركيا مضطرة إلى تسديد 602 مليار ليرة؛ لتسديد الفوائد على الأموال التي اقترضتها الدولة محليا، في الثلاث سنوات المقبلة. وهاجم رئيس حزب المستقبل التركي، أحمد داود أوغلو، سياسات الرئيس التركي، التي تسببت في «تحويل تركيا إلى شركة عائلية يديرها أردوغان وأسرته»، على حد قوله. وانتقد داود أوغلو، خلال مشاركته في مؤتمري مدينة مرسين ومدينة كارس، اليوم السبت، تصريحات أردوغان التي طالب فيها الأتراك بالصبر على المصائب وتحمل البلاء، قائلا: «أنت أكبر مصيبة حلت على رؤوسنا»، وسأل: «من الذي جلب هذه المصائب للشعب؟». وأضاف رئيس حزب المستقبل، أن اقتصاد تركيا أصبح مفلسا بالفعل، لكن الحكومة التركية ترفض الاعتراف بذلك، واصفا تجاهل الحكومة لارتفاع معدلات البطالة والفقر ب«الوقاحة»، مؤكدا أن أردوغان خسر المعركة على أرض الواقع، ولن يستطيع تغيير حقيقة فشله في إدارة البلاد. من ناحيته، انتقد زعيم حزب الديمقراطية والتقدم، ووزير الاقتصاد الأسبق على باباجان، الرئيس أردوغان، بسبب قرارات فصل رؤساء البلديات المنتخبين، واستبدالهم بأوصياء تابعين لحكومة حزب العدالة والتنمية. واعتبر الوزير الأسبق قرارات عزل أردوغان لرؤساء البلديات، انتهاكا صارخا للقانون، قائلا: «لا يجوز عزل مسئول منتخب سوى بقرار قضائي مستقل وحيادي». وقال باباجان، خلال مشاركته في مؤتمر حزبه بمدينة ديار بكر صاحبة الأغلبية الكردية، إن «أردوغان جعل الانتخابات بلا معنى، وأفقد صندوق الاقتراع قيمته، لينسف كل معاني الديمقراطية الحقيقية». ودعم باباجان النواب الذين تم فصلهم تعسفيا، ومنهم نائب حزب الشعوب الديموقراطي، ورئيس بلدية ديار بكر المنتخب، سلجوق مزراقلي، الذي فصل من منصبه، وجاء حسن بصي جوزل أوغلو، المنتمي للعدالة والتنمية بدلا منه. وتنتهج تركيا سياسة الإقصاء السياسي لعزل معارضي أردوغان، إذ شهدت فصل أكثر من 94 رئيس بلدية منتخبا تابعا لحزب الشعوب الديموقراطي، خلال الخمس سنوات الماضية. ودعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، كمال كليتشدار أوغلو، زعيم الحركة القومية وحليف أردوغان، دولت بهتشلي، لإجراء انتخابات مبكرة. وقال كليتشدار أوغلو لبهتشلي: «إن كنت تحب هذه البلد، فلتأت صباح الغد يا أخي، لنعقد انتخابات مبكرة من أجل تركيا، فهناك آلاف الأطفال جياع. وآلاف الناس يعيشون في حاويات القمامة، هذا البلد لا يدار بشكل جيد». وأضاف خلال لقاء على قناة «كي آر تي»: «خلاص تركيا في الذهاب إلى الانتخابات في أسرع وقت، لمن أقول هذا الكلام؟ أنا أخبر السيد بهتشلي. إذا كنت تحب هذا البلد تعال صباح الغد، لنعقد انتخابات مبكرة، ليدير الأشخاص المسئولون تركيا من الآن فصاعدا».