قال الإذاعى القدير عمر بطيشة رئيس الإذاعة المصرية سابقا، إنه تعاون مع المطربة الكبيرة فايزة أحمد، والتى توفيت في مثل هذا اليوم 21 سبتمبر عام 1983، ما يقرب من 36 عامًا. وأضاف بطيشة في تصريح خاص، أنه يصرح لأول مرة بأنه لولا فايزة أحمد لظل مؤلف الظل طول حياته، متابعًا: "بمعنى أننى كنت أكتب أغاني لأسماء مؤلفين آخرين ولا يذكر اسمي على الأغنية". وتابع: وكنت أصحح بعض الكلمات أو أضيف إليها أو أقوم بتغيير كلماتها إلى أن جاءت في أغنية "غريب يا زمان".. لاحظت فايزة أحمد انني لم أكتفِ بتصحيح مقطع أو كوبليه بل قمت بإعادة كتابة الأغنية من أولها إلى آخرها فأصرت أن يكتب اسمي عليها، تأليف وكلمات عمر بطيشة. واستكمل بطيشة حديثه قائلا: ترددت كثيرا في ذلك حيث كان ممنوعا على المذيعين تأليف الأغانى، ولكنى أول مذيع يكسر هذه القاعدة، ولقد أقسمت فايزة أحمد بأنها لن تغنى الأغنية في الحفلة التى ستذاع على الهواء إلا لو أعلنت عن مؤلفها الأصلي وهو عمر بطيشة، وقد عارضها زوجها الموسيقار الكبير محمد سلطان في ذلك الوقت، قائلا لها: "ممنوع لمذيع في الإذاعة أنتِ عايزه تضيعي مستقبله؟!.. ولكنها أصرت وقد كان فهى صاحبة الفضل عليّ". وأشار بطيشة إلى أن رئيس الإذاعى في ذلك الوقت عندما علم بأنه الذي كتبت أغنية غريب يا زمان والتي ستغني في الحفل طالب لجنة النصوص بالإذاعة برفض النص مما دفع فايزة أحمد لأخذ النص، وذهبت به إلى منزل وزير الإعلام السفير مراد غالب، وألقت بنفسها أمام سيارته واستنجدت به حيث عرضت عليه الأغنية، وطلبت منه أن يقرأ النص وقال لها: نص حلو، فطلبت منه أن يكتب ذلك ويوقّع، وذهبت به إلى رئيس الإذاعة ووضعته على مكتبه ولم يستطع أن يعترض. وأوضح بطيشة، أنه وقت الحفل أجرت الإعلامية سهير شلبي حوارا معه على الهواء وقدمته كشاعر جديد، بحضور رئيس اتحاد الإذاعه والتليفزيون وكان منصب مستحدث في ذلك العام، وأول رئيس اتحاد كان الدكتور مصطفى خليل، لافتا إلى أن الأغنية نجحت نجاحا ساحقا، وما زالت حتى الآن تحظى بإعجاب المستمعين. وعن أقرب الأغاني لقلبه التى كتبها لفايزة أحمد قال بطيشة بالتأكيد "غريب يا زمن لها مكانة كبيرة في نفسى لكن الأغاني التى تلمس إحساسى مما كتبته لفايزة أغنية "هدى الليل بحبك بحبك وبتحبنى"، حيث إننى أعشق هذه الأغنية لأنها استحدثت مفردات جديدة. وتابع بطيشة:" أندهش من عدم انتشار أغنية "هدى الليل"، وأشعر أنها لم تأخذ حقها، أما الأغنية التانية "شارع الهوا" حيث تعرض لتجربة جديدة لأول مره تقدم في الأغنية وهى تجربة العاشقة عندما تذهب إلى الشارع التي كانت تقابل فيه حبيبها، لأنها تشتاق إليه بالرغم من أنها تعلم أن علاقة الحب بينهما انقطعت.. ولكن الحنين والشوق الذكريات يجعلها تذهب إلى هناك، وفجأة تجده في نفس الشارع والمكان ولكن مع حبيبة أخرى، حيث تقول كلمات الأغنية: "شفتك يا حبيبي في شارع الهوى.. اللي شاف لقانا وأيامنا سوا ". شفتك يا حبيبي لقيتك يا حبيبي جاي لقلب ثاني مواعدك على الهوا. وأوضح بطيشة أنه ألَّف أغاني لمطربين ومطربات كثيرين ولكن فايزة أحمد مميزة وأضاف: "فايزة في حته لوحدها خالص"، مشيرا إلى أن ميادة الحناوي وسميرة سعيد ووردة وصباح ونجاة مطربات كبار لكنهن لا يمتلكن خامة صوت فايزة أحمد، فخامة صوتها ربنا سبحانه وتعالى ميزها ووهبها خامة مخملية حساسة جدا، وصوتا مشحونا بالعاطفة وجيد التعبير عن الإحساس.
