كشفت وكالة"بلومبرج" الأمريكية أن المملكة العربية السعودية أقرت أكبر زيادة في أسعار خام النفط تسليم شهر يوليو منذ قرابة 20 عاما، وذلك ضمن استراتيجية المملكة الهادفة إلى دعم أسواق المعدن الأسود بالتزامن مع اتفاق تحالف "أوبك بلس " على تمديد الخفض التاريخي في معدلات إنتاج الخام. وقالت الشبكة الأمريكية - في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- أن المملكة العربية السعودية لم تدخر وسعا في استخدام كافة السبل والأدوات الممكنة في سبيل دعم الأسواق بعد الضربة القاسمة التي تلقتها منذ بدء تفشي جائحة فيروس كورونا وتراجع الأسعار إلى مستوى السالب للمرة الأولي خلال إبريل الماضي، تحت ضغط انهيار معدلات الطلب الناجمة عن تدابير الإغلاق. وأظهرت قائمة أسعار اطلعت عليها الوكالة الأمريكية أن الزيادات التي أقرتها السعودية على أسعار خامها محت كافة الخصومات التي قدمتها إبان فترة انهيار أسعار الخام الأخيرة والتي انتهت بالتوصل إلى اتفاق خفض الإنتاج . وأشارت إلى أن التخفيضات التاريخية غير المسبوقة التي أقرتها المملكة والمنتجين الآخرين خلال شهر مايو الماضي ساهمت في منح الأسعار دفعة قوية ؛ حيث سجلت أسعار خام برنت زيادة بأكثر من الضعف منذ نهاية شهر إبريل الماضي . وأضافت إنه باعتبار المملكة العربية السعودية محددا هاما لأسعار الخام بالشرق الأوسط، فإن الزيادات في الأسعار الرسمية قد يتم تطبيقها من قبل منتجين آخرين. وبحسب قائمة الأسعار التي اطلعت عليها وكالة "بلومبرج" ، رفعت المملكة العربية السعودية أسعار الخام العربي الخفيف إلى آسيا، والذي يمثل نحو نصف مبيعات السعودية، بأكبر زيادة شهرية في 20 عاما بلغت قيمتها نحو 6.1 دولار للبرميل. كما رفعت متوسط أسعار خامتها الأخرى في المطلق ما بين 5.6 دولار و7.3 دولار للبرميل فيما كانت تشير توقعات المحللين إلى زيادة قدرها 4 دولارات للبرميل بحسب ما أظهرته نتائج مسح أجرته بلومبرج. وكان تحالف" أوبك بلس"، الذي يضم أعضاء المنظمة النفطية والمنتجين الآخرين، قد اعلن أمس أول السبت الاتفاق على تمديد خفض الإنتاج التاريخي البالغ 9.7 مليون برميل في اليوم لشهر إضافي في محاولة مستمرة لتحقيق التوازن في سوق النفط العالمية، وذلك في اجتماع افتراضي عبر الفيديو. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن أوبك+ قررت تمديد اتفاق إنتاج النفط بواقع 9.7 مليون برميل يوميا حتى يوليو، على أن تتم مراجعته على أساس شهري، وسيعقد الاجتماع التالي في 18 يونيو. وبموجب الاتفاق السابق، الذي توصل إليه تحالف "أوبك بلس " في شهر إبريل الماضي، بدأ منتجو النفط خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في الأول من مايو الماضي ، والذي كان من المقرر أن يمتد حتى نهاية يونيو، على أن يتم خفض الإنتاج بعد ذلك ب8 ملايين برميل يوميا لمدة 6 أشهر حتى نهاية ديسمبر من العام الجاري. في السياق ذاته، لاقت أسواق النفط دعما من بيانات صينية إيجابية أظهرت بلوغ واردات الصين من الخام اعلى مستوياتها على الإطلاق خلال شهر مايو الماضي وهو ما شكل بارقة أمل بشأن استعادة الطلب على المعدن الأسود تعافيه تدريجيا بالتزامن مع التوجه العالمي لتخفيف قيود الإغلاق التي فرضت في سبيل مواجهة انتشار عدوى كورونا. وقد حققت أسعار النفط العالمية مكاسب شهرية قياسية خلال مايو الماضي، حيث سجلت عقود الخام الأمريكي مكاسب بنسبة 88.7%، فيما حققت عقود خام برنت مكاسب بنسبة 39.8 % وذلك بدعم التخفيضات التي أقرها منتجو النفط والتي تعد الأكبر في تاريخ الإنتاج من اجل دعم الأسواق في مواجهة التداعيات السلبية الناجمة عن تدابير مكافحة وباء كورونا.
