تمكن الهلال الأحمر السوري من توزيع جزء من المساعدات على السكان في الأحياء المحاصرة من مدينة حمص وسط البلاد، وسط قتال اندلع في المدينة بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية، وأوضح الهلال الأحمر أيضًا أن كل العاملين معه - مع العاملين في الأممالمتحدة الذي دخلوا إلى حمص القديمة في قافلة واحدة - تمكنوا مساء من مغادرة حمص، حسبما أفادت صحيفة "جارديان" البريطانية. يأتي ذلك في إطار الاتفاق المبرم بين الأممالمتحدة والحكومة السورية، والذي يهدف إلى إنقاذ المحاصرين في حمص لأكثر من عام، حيث كان مخططا إجلاء 2500 شخص من حمص، وأضاف الهلال الأحمر أن سائق إحدى الشاحنات تعرض لإصابة طفيفة، وأن شاحنيتن بقيتا داخل المدينة القديمة بعد إلحاق الضرر بهما، كما أكد الهلال الأحمر أن موظفين تابعين للأمم المتحدة تحصنوا في الشاحنات لعدة ساعات بعد اندلاع الاشتباكات، وكالمعتاد اتهمت السلطات السورية المعارضة ببدء الهجوم، حيث قال محافظ حمص "طلال البرازي" - في وقت سابق - "إنه تم إدخال سيارتين محملتين بالمساعدات الإنسانية إلى المدينة القديمة، بينما أعاقت المجموعات المسلحة دخول سيارات إضافية، بعد استهدافها بقذائف هاون للطريق الذي تسلكه السيارات". بينما أكد نشطاء المعارضة أن الهجوم بدأ من جانب القوات النظامية، حيث اتهموا قوات الأسد بتنفيذها وبإطلاق قذائف "مورتر"، ما أدّى إلى تأجيل بدء العملية إلى صباح السبت. العنف يهدد الصفقة الإنسانية - التي تعتبر أول نتيجة إيجابية ملموسة لمحادثات جنيف 2 التي جرت قبل أسبوعين في مونترو بسويسرا، واستهدفت إنهاء الحرب السورية والتي أودت بحياة أكثر من 130 ألف شخص - ومن جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن انفجارات حمص أودت بحياة اثنين من المعارضة و20 جريحا بنيران ال "مورتر". وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن عملية الإغاثة في حمص كان لا بديل عنها لرفع الحصار، مُحذِّراً من أن إجلاء المدنيين قد يؤدي إلى تدمير المدينة بأكملها مع باقي السكان المحاصرين، وفيما يتعلق بالمواجهات الجارية قال المرصد السوري إنه قد تم قتل طفلين وأصيب عشرة أشخاص على الأقل - بينهم نساء وأطفال - إثر قصف طائرة في مدينة الرستن والمدخل الجنوبي للمدينة، فضلا عن قصف مناطق في قرية دير فول، وأضاف أن اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعومة بميليشيات من حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي كتائب المعارضة من جهة أخرى، في المنطقة بين الغيضة والعريضة بريف مدينة تلكلخ، على الحدود اللبنانية السورية، وفي محافظة دير الزور - شرقي البلاد - قال المرصد السوري إن جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة المطاحن وصوامع الحبوب والمعامل على طريق دير الزور - البصيرة، وذلك عقب اشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، كما أشار المرصد إلى ارتفاع حصيلة القتلى جراء سقوط قذائف على أحياء في مدينة حلب تخضع لسيطرة القوات النظامية، إلى 16 شخصا بينهم خمسة أطفال. وفي سياق متصل، أصدرت جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة، بيانا أعطت خلاله المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام مهلة 24 ساعة للابتعاد عن الحواجز والمقرّات العسكرية، لأنها ستكون هدفا لها.