اليوم وغدا، يجتمع العشرون الكبار فى العالم، هناك فى مدينة أوساكا اليابانية، فى أول قمة لمجموعة العشرين تستضيفها دولة اليابان، وهى الاجتماع الرابع عشر للمجموعة التى يطلق عليها اختصارا (G20) لهندسة الاقتصاد العالمي. «أوساكا».. تلك المدينة التى تحتضن فعاليات القمة، برزت كواحدة من أهم المدن فى اليابان خلال السنوات الأخيرة، حيث تستقطب 11 مليون زائر دولى فى العام، وهى مركز اقتصادى وثقافى للنقل فى غرب اليابان.. يعود أصلها إلى العصور القديمة، حيث كانت بوابة لآسيا تجاريا ودبلوماسيا.. واستمرت فى النمو والازدهار كمركز حضارى وحافظت على تقاليدها وتاريخها الحيوي. و«مجموعة العشرين» هى منتدى تأسس سنة 1999 بسبب الأزمات المالية فى التسعينيات.. وتمثل الدول الأعضاء فى المجموعة، قرابة 90٪ من إجمالى الناتج العالمي، و80٪ من التجارة العالمية كما تمثل الدول الأعضاء ثلثى سكان العالم، فضلا عن الثقل الاقتصادى لأعضاء المجموعة الذى يفضى عليها درجة عالية من الشرعية والتأثير على إدارة النظام المالى والاقتصادى العالميين. وفى يوم 15 نوفمبر 2008، ولأول مرة فى تاريخها، اجتمع رؤساء الدول والحكومات وليس فقط وزراء المالية.. وينتمى أعضاء البلدان إلى مجموعة الثمانية و11 دولة من الاقتصادات الناشئة والاتحاد الأوروبى العضو العشرين فيها، وتضم من القارة الآسيوية الصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية أما أفريقيا فتمثيلها متواضع حيث تمثلها جنوب أفريقيا فقط، أمريكاالجنوبية تمثلها الأرجنتين والبرازيل، وأوروبا تمثلها أربع دول من الاتحاد الأوروبى وهي: بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، إضافة لروسيا وتركيا وأمريكا الشمالية تمثلها أمريكا، وكندا، والمكسيك، وأستراليا تمثلها أستراليا. الغرض من القمة، هو تعزيز الاستقرار المالى الدولي، وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والناشئة، والتى لم تتمكن اجتماعات وزراء المالية مع مجموعة السبعة من حلها. وتهدف مجموعة العشرين إلى تعزيز الاقتصاد العالمى وتطويره، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالي، كما تركز على دعم النمو الاقتصادى العالمى وتطوير آليات فرص العمل وتفعيل مبادرات التجارةالحرة.. كما تهدف المجموعة إلى الجمع بين الأنظمة الاقتصادية للدول النامية والدول الصناعية التى تتسم بالأهمية والتنظيم لمناقشة القضايا الرئيسية المرتبطة بالاقتصاد العالمي. وتستقبل مجموعة العشرين فى اجتماعاتها كلا من: الرئيس التنفيذى لصندوق النقد الدولي، ورئيس البنك الدولي، واللجنة النقدية والمالية الدولية ولجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولى والبنك الدولي. وأنشئت المجموعة على خلفية الأزمات المالية فى أواخر التسعينيات، والرغبة فى المشاركة فى مناقشات وقيادة الاقتصاد العالمي.. وقبل إنشاء المجموعة، كانت هناك مجموعات مماثلة تدعم سبل الحوار والتحليل تم تأسيسها عند مبادرة مجموعة السبع وهناك مجموعة ال22 التى عقدت اجتماعا فى واشنطن فى إبريل وأكتوبر 1998، وكان هدفها هو ضم الدول التى لم تكن مشاركة فى مجموعة ال7 على أساس المنظور العالمى حول الأزمة المالية، وعقد اجتماعين متتاليين يضمان عددا أكبر من المشاركين (مجموعة 33) فى مارس وأبريل عام 1999، وكانت عمليات الإصلاح للاقتصاد العالمى والنظام المالى العالمى هى موضوع المناقشة.. وأظهرت الاقتراحات الناتجة عن الاجتماعات منافع هذه المنتديات ذات السمة التشاورية الدولية المنظمة والتى تضم الدول البارزة. وتتصف مجموعة العشرين بأنها منتدى غير رسمى يدعم المناقشات البناءة والمفتوحة فيما بين دول السوق البارزة والدول الصناعية حول القضايا الأساسية المتعلقة باستقرار الاقتصاد وعلى عكس المؤسسات الدولية مثل منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، وصندوق النقد الدولى والبنك الدولي، فإن مجموعة العشرين (مثل مجموعة السبع) لا تحتوى على هيئة موظفين ثابتة فى داخلها، بل ينتقل منصب رئيس المجموعة فيما بين الأعضاء، ويتم اختياره من بين دول مختلفة من أقاليم مختلفة كل عام، فمنصب الرئيس هو جزء من مجموعة إدارية مكونة من 3 أعضاء، ويعين الرئيس المختار سكرتارية مؤقتة خلال فترة تقلده المنصب، والتى بدورها تنسق عمل المجموعة وتنظم الاجتماعات المقرر عقدها. ودعت اليابان هذا العام الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحضور القمة بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقى، ليمثل 50 دولة أفريقية بالقمة. وللقمة هذا العام طعم خاص، حيث تعقد وسط تعقيدات دولية منها الحروب التجارية بين أكبر اقتصادين أمريكاوالصين، حيث هيمنت الخلافات المتصاعدة بين الولاياتالمتحدةوالصين على مناقشات الأعضاء، فضلا عن صراعات بشأن المناخ والهجرة، وقضايا مرتبطة بشيخوخة السكان وانخفاض الولادات، وتكاليف الرعاية الصحية والنقص فى اليد العاملة والخدمات المالية الخاصة بالمسنين، وتهديد طرق التجارة والملاحة. وفى العالم المقبل، تعقد القمة فى الرياض لتكون المرة الأولى التى تعقد بالمملكة العربية السعودية والثانية بالشرق الأوسط.