تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير. تمثل البدلة الشخصية للرائد والمخرج زكى طليمات، إحدى مقتنياته الخاصة التى يحتفظ بها المركز القومى للمسرح فى متحفه الخاص، تقديرا وتخليدا له، أحد العلامات البارزة فى تاريخ المسرح المصرى والعربي، الذى يتميز إخراجه للأعمال المسرحية بالدراسة العميقة والتناسق بين عناصر المسرح وبين الملابس، والديكور، والحركة المسرحية، والإضاءة إلى آخره. يشكل طليمات أحد أعمدة المسرح العربي، والعمود الأساسى فى تعليم الفن المسرحى، وأول مبعوث ترسله مصر لدراسة فن التمثيل والإخراج المسرحى فى أوروبا عام 1950، استغرقت 5 سنوات، وأنشأ أول معهد للتمثيل فى العالم العربى 1930، يجمع الموهبة أولا ثم التعليم، ومعهد الكويت، وراعى أجيال عديدة من الفنانين، بالإضافة إلى ثلاثة كتب عن الفن المسرحي، وتاريخ فى المسرح يمتد إلى 50 عاما، بدأنا تاريخ المسرح المصرى فى 1870، ويؤرخ بالنص المسرحى وليس العمل بالتمثيل، انخرط فى سلك فرقة جورج أبيض أثناء فترة دراسته بالمعهد حبا فى التمثيل. احترف التمثيل منذ عام 1919 حتى 1922، وشاركه التمثيل مجموعة من الفنانين، هم: يوسف وهبي، سليمان نجيب، محمد عبدالقدوس، عبدالرحمن رشدى المحامي، وغيرهم، كل هؤلاء ظلوا الرعيل الأول فى الواقع الذى ترك مدرسته العالية أو عمله الوظيفى بالقطاع العام، انخرطا فى سلك التمثيل، وهذا ما لفت الدولة إلى أن تنظر نظرة احترام لهذا الفن، ومن يضع قدميه فى المسرح من الصعب أن يعود له مرة أخرى، وكان أول اهتمام الدولة بالتمثيل فى 1923. هذا التمثيل يتألف من مؤلف يلقى الكلمة، وممثل يؤدى هذه الكلمة، ومخرج يحسن إبرازها، ثم الجمهور الذى يستمع إليها، فيجب أن لا نغفل الجمهور، قام بتنفيذ مشروع المسرح المدرسى فى 1937، فى 5 سنوات، والذى أعطى نتيجة إيجابية لدرجة أن جمهور المسارح تضاعف، فالجمهور هو كلمة السر لنجاح أى عمل مسرحي، حيث تلقى دعوة من الدكتور كمال ناجى مدير وزارة التربية والتعليم بمناسبة عقد دورة تدريبية لمن يتولوا إدارة المسرح المدرسي، مشيدا بدوره تجاه المسرح المدرسى نظرا لفوائده التعليمية والتثقيفية والتأديبية والاجتماعية إلى آخره التى تساعد على خلق جيل واعٍ ومثقف. صارع من أجل عودة معهد التمثيل مرة أخرى فى الفترة من 1931 حتى 1942، واستحدث بقسم النقد والبحوث الفنية بجانب التمثيل والإخراج، ويخرج من يخدمون المسرح بأقلامهم، وتسخيرها فى خدمة المسرح، وأسس المسرح القومى فى 1935 لمحاربة الرأسمالية. كون فرقة للتمثيل المسرحى الحديث، وضم إليها نخبة من أفضل فنانى المسرح فى مصر، وقدم مجموعة من الأعمال المسرحية الناجحة من بينها «أهل الكهف» للمؤلف توفيق الحكيم فى 1935، و«ابن جلا»، و«صقر قريش» فى 1962، و«مضحك الخليفة أبو دلامة»، و«المنقذة»، و«عمارة المعلم كندوز»، و«فاتها القطار»، و«استارثونى وأنا حي» فى 1963، و«الكنز»، و«آدم وحواء» فى 1964، وغيرها، إضافة إلى اشتراكه فى أفلام كبيرة من بينها الفيلم التاريخى «الناصر صلاح الدين» من إخراج يوسف شاهين فى 1963، وفيلم «يوم من عمري» فى 1961، وقدم خلاله شخصية المليونير والد «زبيدة ثروت» مع عبدالحليم حافظ، وكان من الأدوار الذى يعرفه جمهور السينما من خلاله. بفضل أعماله المسرحية والإدارية جعلته ينال العديد من الجوائز من بينها: نيشان الافتخار من درجة كوماندور من الحكومة التونسية فى 1950، وجائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية فى 1961، وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، فى 1975. ترجمت أعماله المسرحية إلى لغات عدة من بين هذه الأعمال مسرحية «الجلف» للمؤلف تشيكوف، و«الوطن» للمؤلف سارود، و«المعركة» للمؤلف فروندى.