أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن فعاليات منتدى شباب العالم كانت فرصة عظيمة لخلق حالة من الحوار الحضاري البناء لمحاور السلام والتنمية والإبداع، مشيرا إلى الإرادة الحقيقية من اللجنة المنظمة ومن كل المشاركين على كافة المستويات لتحويل الحوار إلى توصيات وآليات تنفيذية تصل بنا إلى واقع ملموس. وقال الرئيس السيسي - خلال كلمته في ختام فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ - "لقد بدأت الفكرة والحلم في قلوب شباب مصر، وكان تشجيعها ودعمها من الدولة حتى تحولت إلى حقيقة نعيشها في هذه اللحظة، ولنا في هذا عبرة ودرس بأن أعظم النجاحات تبدأ بفكرة تتحول إلى حلم يتحقق بالإرادة والعزيمة، ولذلك فإنني أجدد نصيحتي إلى شباب مصر والعالم بأن يجعلوا الإنسانية دينهم، والحلم سبيلهم والعمل بإخلاص وسيلتهم". وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي في ختام فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.. "بسم الله الرحمن الرحيم" أصحاب الفخامة والمعالي والسمو، السيدات والسادة، أبنائي وبناتي من شباب العالم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام اسم الله الذي نسعى إليه ونبحث عنه.. أتحدث إليكم فخوراً بهذا الجمع الكريم، وهذه النخبة المتميزة من شباب العالم، ويزداد فخري بما مارستوه من حوار ونقاش، وتبادل للرؤى والعمل وفق أجندة فعالة وموضوعية. وعلى مدار الأيام الماضية، كانت فعاليات منتدى شباب العالم في دورته الثانية فرصة عظيمة لخلق حالة من الحوار الحضاري البناء لمحاور السلام والتنمية والإبداع، وجاءت الإرادة الحقيقية من اللجنة المنظمة ومن كل المشاركين على كافة المستويات لتحويل الحوار إلى توصيات وآليات تنفيذية تصل بنا إلى واقع ملموس، كما كان التنوع والثراء الحضاري للمشاركين نجاحاً إضافياً لهذا المنتدى الذي نهدف إلى تحويله إلى منصة كبرى للحوار الدولي بين شباب العالم. السيدات والسادة لقد بدأت الفكرة والحلم في قلوب شباب مصر، وكان تشجيعها ودعمها من الدولة حتى تحولت إلى حقيقة نعيشها في هذه اللحظة، ولنا في هذا عبرة ودرس بأن أعظم النجاحات تبدأ بفكرة تتحول إلى حلم يتحقق بالإرادة والعزيمة، ولذلك فإنني أجدد نصيحتي إلى شباب مصر والعالم بأن يجعلوا الإنسانية دينهم والحلم سبيلهم والعمل بإخلاص وسيلتهم، وأدعو الله عز وجل بأن يهبنا القدرة على إنفاذ إرادة شبابنا وأحلامهم المشروعة وألا نغفل أبدًا آمالهم وتطلعاتهم المحفوفة بالمحبة والسلام. السيدات والسادة إن مصر الممتدة جذورها في أعماق التاريخ وهبة الجغرافيا، والتي تشكلت شخصيتها من عبقرية التنوع الحضاري والثقافي، واستطاعت احتواء كل الحضارات حتى أصبحت الآن هي نقطة التلاقي القادرة على جمع الفرقاء وتجاوز الصراعات وإقرار السلام وتحقيق الاستقرار، ويسعى أبناؤها بإخلاص وتجرد للانطلاق نحو البناء والتنمية، ونعتمد في ذلك على حماس شبابنا وطموحهم المنحاز للخير والمحبة في ظل متغيرات إقليمية ودولية شديدة التعقيد فرضت على مصر وشعبها مواجهة حتمية مع الإرهاب والتطرف بالنيابة عن الإنسانية كلها.. وتأتي فعاليات هذا المنتدى دليلاً عملياً على أن الحوار والنقاش هما السبيل لمواجهة التحديات، وتجاوز الصراعات لإيجاد السبل والوسائل لتجاوز أخطاء الماضي وتحسين الأوضاع في الحاضر وبناء المستقبل. وكما راهنت أن مخرجات هذا المنتدى الذي جمع شباب العالم ووحد أحلامهم كانت عظيمة وواقعية، وكما عاهدتكم يا شباب مصر والعالم بأن الدولة المصرية ستنحاز لكم، فإني قررت الآتي: أولاً: إعلان مدينة أسوان المصرية عاصمة للشباب الإفريقي للعام 2019، على أن يتم خلال هذا العام انطلاق ملتقى الشباب العربي الإفريقي بها لبحث أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الشباب بالقارة الإفريقية والمنطقة العربية. ثانياً: إقرار الدولة المصرية إعلان شرم الشيخ للتكامل العربي الإفريقي الناتج عن نموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية، واعتماده كوثيقة رسمية تتقدم بها مصر من خلال وزارة الخارجية لدى جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي. ثالثاً: تكليف الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب لوضع آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربي والإفريقي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بإطلاق البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الإفريقي على القيادة. رابعاً: تبني الدولة المصرية بكافة مؤسساتها لإقرار مبدأ أن الحفاظ على الحياة ومكافحة الإرهاب وآثاره المباشرة والجانبية حق أساسي من حقوق الإنسان، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة من الشباب المشاركين في المنتدى من كل دول العالم ومؤسسات الدولة المصرية لتقديم الدعم المادي والمعنوي لضحايا الإرهاب في العالم. خامساً: تشكيل مجموعة بحثية متخصصة تحت إشراف إدارة المنتدى لدراسة الإيجابيات والسلبيات الناجمة عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي على أن تضع هذه المجموعة تصوراً شاملاً وآليات تنفيذية لتعظيم الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، ثقافياً ومعرفياً وعلمياً، وتقليل التأثير السلبي لها. سادساً: قيام أجهزة الدولة المصرية بالتنسيق مع إدارة المنتدى في تنفيذ حملة دعائية على كافة المستويات السياسية والإعلامية إقليمياً ودولياً لتوعية الرأي العام والشباب بخطورة قضية الأمن المائي ووضعها على أجندة المجتمع الدولي. سابعاً: إطلاق مبادرة دولية لتدريب عشرة آلاف شاب مصري وإفريقي كمطوري ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال الثلاث سنوات القادمة، بالإضافة إلى دعم إنشاء 100 شركة متخصصة في هذه المجالات بمصر وإفريقيا. ثامناً: توجيه كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية للعمل على إنشاء مركز إقليمي لريادة الأعمال بمصر لتقديم كافة سبل الدعم اللازمة للشركات الناشئة في مصر ودول المنطقة. تاسعاً: تشكيل لجنة لإدارة النصب التذكاري لإحياء الإنسانية بمدينة شرم الشيخ، يكون من ضمن أعضائها النحاتون المشاركون في إقامته، على أن يتحول هذا النصب إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادئ الإنسانية، وتقديم الدعم لضحايا العنف والإرهاب. عاشراً: تكليف مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تشمل وزارتي التضامن الاجتماعي والخارجية والأجهزة المعنية بالدولة، تكون مهمتها إعداد تصور شامل لتعديل القانون المنظم لعمل الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني داخل جمهورية مصر العربية من خلال الإطلاع على التجارب الدولية المشابهة، وإجراء حوار مجتمعي شامل يشارك فيه مجموعة شبابية متنوعة تمهيداً لعرضه على البرلمان. الحضور الكريم.. أبنائي الشباب إن البشرية التي تواجه تحديات جسيمة أبرزها انتشار الصراع والصدام، وهذا العالم الذي يبحث عن إنسانيته المنهكة بفعل انتشار الفقر والجهل والمرض، إنما يبحثان عن أمل في غد أفضل ويوم أروع، إن غاياتنا المشتركة هي أن نجعل هذا العالم ينعم بالسلام، فتتعالى ضحكات أطفاله وتأمن نساؤه وتحمس شبابه بالعمل والمعرفة، وأن تتحلى البشرية بصفات العدالة ويسكن الاستقرار في ربوع هذا الكون، وبكل الصدق والتجرد علينا أن ننحاز مخلصين لأحلام شبابنا باذلين من أجل ذلك كل الجهد، وأن نضمن أن تظل قدرتهم على الحلم فاعلة، وأن نصيغ للأبناء والأحفاد صفحات مشرقة في كتاب الغد، كتبت بمداد من الحب والتسامح والإخاء يقرأونها آمنين مطمئنين. إن الله الذي أسكن الحياة في قلوبنا قد قرنها بالسلام، لذا فإن الحفاظ على هذه الحياة هي غاية الله والسبيل إلى السلام. تحيا كل شعوب العالم في سلام، تحيا البشرية في تقدم وازدهار، يحيا شباب العالم بالعمل والإخلاص، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".