لا تزال أفلام السينما حتى يومنا هذا فى تناول الانتصار العظيم، والذى يُضاهى فى ملحمته الأسطورية معارك الحرب العالمية الثانية، لكن للأسف جاء أغلبها بعد الحرب مُتسرعًا مفتقدًا القيمة الحقيقية للحرب التى كان من المفترض أن تظهر، فجاءت أفلام الحرب متوسطة القيمة أو ضعيفة؛ ليضم أرشيف السينما المصرية خمسة أفلام فقط لا غير، هى التى تناولت فى جزء منها معارك حرب أكتوبر، وحتى الآن تظل قنوات السينما والتليفزيون المصرى تعرض هذه الأفلام لأن السينما المصرية لم تحظ بأفلام أخرى عن الحرب. وشهد العام التالى للحرب 1974 ثلاثة أفلام من الخمسة هى «الرصاصة لا تزال فى جيبي»، من إخراج حسام الدين مصطفى، وعن قصة إحسان عبدالقدوس، وسيناريو وحوار رأفت الميهي، و«بدور» من تأليف وإخراج نادر جلال، و«الوفاء العظيم» من تأليف فيصل ندا وإخراج حلمى رفلة؛ وهناك فى العام نفسه فيلم آخر لم يتناول حرب أكتوبر طوال أحداثه، ولكنه عرض فى دقائقه الأخيرة اللحظات الأولى من العبور، وهو فيلم «أبناء الصمت» من تأليف مجيد طوبيا ومن إخراج محمد راضي. فى العام التالى 1975 تم إنتاج فيلم «حتى آخر العمر» من تأليف نينا الرحبانى ويوسف السباعى وإخراج أشرف فهمي، بعدها انتظرت السينما المصرية ثلاث سنوات ليخرج «العمر لحظة» من إنتاج عام 1978، ومن تأليف وجيه نجيب وإخراج محمد راضي. هذه الأفلام جميعًا جاءت فيها الحرب كسيرة هامشية على حياة أبطال قصصها دون تناول الحدث نفسه بشكل يستحق. هكذا انتظرت الأعمال الحربية عشرين عامًا حتى يخرج فيلم «الطريق إلى إيلات» فى عام 1993 من تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج إنعام محمد علي، ثم أحد عشر عامًا أخرى ليأتى فيلم «يوم الكرامة» عام 2004 من تأليف جمال الدين حسين وإخراج على عبد الخالق. وهناك فيلم آخر هو «حائط البطولات»، والذى انتظر عشرة أعوام ليراه الجمهور فى عام 2014، وهو من تأليف مصطفى بدر وإبراهيم رشاد وإخراج محمد راضي، يتبقى فيلم آخر خرج من أعمال الأديب الراحل جمال الغيطانى هو «حكايات الغريب» الذى عُرض فى عام 1992، سيناريو وحوار محمد حلمى هلال وإخراج إنعام محمد علي، والذى تناول الحرب من منظور إنسانى.