عروض مسرحية اعتدنا مشاهدتها، منها ما يخرج ضحكاتنا وأخرى تكشف عن مشاعرنا الدفينة حزنًا كان أو عطفًا، ذلك أمام أدوار يؤديها مجموعة من الأشخاص لديهم القدرة على جعلك متابعا لهذه المشاهد المسرحية دون ملل حتى انتهاء الدقيقة الأخيرة من العرض، عن طريق نظراتهم، أسلوب حديثهم، إنصاتهم لبعضهم، تحركاتهم على خشبة المسرح ولكن لك أن تتخيل أنك تشاهد عرضا مسرحيا لأشخاص من ذوى الإعاقة. «إحنا واحد».. كلمات أطلقتها فرقة مسرحية تجمع فيها بين ذوى الإعاقة والأسوياء باختلاف فئاتهم العمرية، جهود مضاعفة تبذلها هذه الفرقة لأداء العروض وبخاصة ذوى الإعاقة، يتوحد فيها حديث فاقد البصر، ونظرات فاقد السمع، وطلة صاحب متلازمة داون البريئة، وحركات الكراسى المتحركة، لتخرج لنا على هيئة عرض مسرحى ينتهى بتصفيق حار من قبل الجمهور على مهارة الأداء. «إحنا بيكوا أقوى إحنا واحد».. كلمات يستهل بها «محمد فؤاد» مخرج الفرقة يومه مع الأعضاء، يزرع الأمل فى قلوب فقدت الأمل على مجابهة الحياة لسبب يدعى «الإعاقة»، وفى بداية 2016 تم إنشاء الفرقة بدءا من المكفوفين ثم ذوى الإعاقة الحركية والذهنية والسمعية حتى الأقزام والأسوياء. قال «فؤاد»: «فكرة الفرقة قائمة على الدمج، وتوعية المجتمع بعدم التمييز بين ذوى الإعاقة والأسوياء علاوة على ذلك عرض الواقع المجتمعى تجاه ذوى الإعاقة». «لغة الحب»، مصطلح عبر من خلاله «فؤاد» عن اللغة التى فاقت «برايل» للمكفوفين و«الإشارة» لدى الصم وجعلت أعضاء الفرقة ذوى إعاقة وأسوياء على قلب رجل واحد. وأضاف أن أول عرض مسرحى استغرق تدريب الأعضاء على أداء أدوارهم لمدة سنة ونصف، وتمكن من ذلك بعد دراسة مناهج المسرح لذوى الإعاقة، ووظف كل إعاقة بشكل صحيح لأداء الدور على المسرح فاستغل قوة التركيز لدى المكفوفين والقدرة على الحركة لدى الصم مع بذل مجهود مضاعف مع ذوى الإعاقة الذهنية نظرا لقلة تركيزهم. واستكمل «هادي»، أحد أبطال ومؤسسى الفرقة أنه كان حريصا على اكتمال أعضاء الفرقة من خلال أصدقائه وإخوته وأقارب أصدقائه إلى أن اكتمل العدد فى بداية 2016، بعدها تم البدء لعمل «بروفات» لأول عرض مسرحى لهم، مضيفا أن هناك مشاكل واجهتهم لم تكن فنية أو تقصيرا منهم، بل مشاكل إدارية.