الجميل: بوادر تفاؤل في سوريا وسلاح حزب الله لا يحل بكبسة زر

أعرب الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل رئيس "حزب الكتائب" عن تفاؤله بوجود بوادر خير في سوريا من الحراك الدبلوماسي الأمر الذي يمكن أن ينعكس إيجابيا على الوضع اللبناني ..مؤكدا أن مشكلة سلاح حزب الله لايمكن أن تحل بكبسة زر خاصة وأن لبنان في حالة حرب مع إسرائيل .
وأشار الجميل لتأثير الحل السوري على الوضع اللبناني ، والوضع في إيران، حيث أن الحوار الإيراني - الأمريكي مهم جدا..معتبرا أن المفاوضات الجدية بين الغرب وإيران بدأت.
وقال الجميل في تصريحات صحفية اليوم السبت " إذا تمت معالجة الأزمة السورية فهذا مدخل لمعالجة العديد من المشاكل على الساحة اللبنانية ولبنان يهمه انطلاق مؤتمر "جنيف 2" الذي يعد مدخلا لوضع الأزمة السورية على السكة الدبلوماسية" .
وأضاف "إذا استقرت الأوضاع في إيران فهذا سيكون له تأثير بالغ على الساحة اللبنانية نظرا لارتباط البعض بإيران وإذا لم نكن جاهزين لتلقي هذا الحراك الدبلوماسي حولنا فسنفوت على لبنان فرصة مهمة ليعالج مشاكله الوطنية الداخلية ، والمطلوب منا كلبنانيين أن نتفاهم على الحد الأدنى والقواسم المشتركة".
وتبابع " إذا كان سلاح حزب الله مستعص فيجب أن نرى كيف نستطيع تطويق ذيوله والانطلاق إلى أمور أخرى نستطيع التفاهم مع الحزب حولها كالتدخل في سوريا، الذي هو تدخل آني"..مشددا على ضرورة التقاء الفرقاء اللبنانيين بأي إطار كان سواء في حكومة أوعلى طاولة الحوار".
ورأى أنه مشكلة السلاح لاتحل بكبسة زر..قائلا " يجب الجلوس على الطاولة معا وسؤال حزب الله إذا كان يريد الذهاب بهذا المنطق ونحن نوافق على أننا لا زلنا في حال نزاع عسكري مع إسرائيل ولكن هناك عدة وسائل للحفاظ على المصلحة اللبنانية".
وأكد أنه يجب خلال التفاوض على سلاح حزب الله التفاهم معه على آلية معينة للتعاطي مع ذيول هذا السلاح بشكل يسعى لدرء خطورته على الساحة اللبنانية ..مشددا على أن الحل مع حزب الله يكون من الند للند وليس بوضع السلاح على الطاولة وطلب التفاوض.
واعتبر الجميل أن حزب الله في مكان ما محرج وهو يريد حلا، وعندما طلب مؤازرة قوى الأمن الداخلي في الضاحية فهو طلب الأمر على مضض وهذا يعني أن هناك خللا في مكان ما عنده ويشعر بحاجته للدولة..قائلا "إننا نشعر في أكثر من ظرف أن الحزب بحاجة لحوار مع الفريق الآخر".
وأعرب عن اعتقاده بأن حزب الله مصر على وحدة البلد وأن يعيش في استقرار ..مشيرا إلى أن ما يحدث اليوم هو بسبب بعض تصرفات حزب الله ويوما ما سيضطر إلى تفهم أنه لاخيار له إلا الالتقاء مع اللبنانيين.
وأوضح أن حزب الله في نهاية الأمر لبناني وهو يشعر أنه وصل لباب مسدود وأنه لا يستطيع إنقاذ نفسه بنفسه بل عليه التعاون مع الفرقاء الآخرين ..وقال "سأبقى أناضل لإقناع حزب الله ألا مصلحة له بالبقاء على هذا الخط الانتحاري الذي لن يوصله إلى أي مكان والطريقة الوحيدة ليرتاح مع نفسه هي أن يرتاح مع اللبناني الآخر".
وأشار إلى أن الحزب يمر بالتجربة التي عاشها المسيحي في فترة والسني في مرحلة أخرى وسيصل لمرحلة (أي الحزب) يقتنع فيها أن مساره هو طريق مسدود ..موضحا أن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح " العماد ميشال عون (حليف حزب الله) يعبر عن انزعاجه من تورط حزب الله في سوريا وعلى الأخير أن يشعر بأنه آن الأوان للعودة إلى كنف الدولة والاقتناع بأن الشراكة لحقيقية تبدأ بالحوار النزيه والجدي دون اللجوء لمنطق السلاح لفرض سياسة بالقوة تتناقض مع مصالح لبنان العليا".
وعن التمايز داخل "حزب الكتائب"، أوضح الجميل أن موقف الكتائب هو الذي يصدر عن المكتب السياسي والذي يعبر عنه هو شخصيا ..مؤكدا أن هناك تمايز وآراء متعددة ولكن لا تمس بالجوهر.
ورفض الجميل ما يقال عن تمايز "الكتائب" عن قوى 14 آذار"، قائلا " نحن 14 آذار قبل 14 آذار، منذ نشأة الحزب وأننا مجموعة اتفقت على الالتقاء حول عدد من الأهداف والناس تحاسبنا على هذه الأهداف" ..مشيرا إلى أن كل فريق من فرقاء 14 آذار متمايز عن الآخر".
وفي سياق آخر قال الجميل "إننا طرحنا موضوع الحياد منذ الستينات وليس جديدا عندنا"، مشددا على أن حياد لبنان ضرورة للبلاد، في ظل مجتمع متعدد بهذا الشكل.
ورأى أنه بمعزل عن الصراع العربي الإسرائيلي ..قائلا " هناك محاور تتناطح في منطقتنا ومكونات الشعب اللبناني تتأثر من الوضع المحيط بنا ولذلك إذا أردنا الحفاظ على وحدة البلد والقواسم المشتركة، فيجب على كل مكونات البلد أن تعطي الأولوية للبنان وأن تعترف بخصوصيته إلا إذا كل مكون ربط نفسه بمحور إقليمي بالتشرذم سيكون حتميا.. موضحا أن حياد لبنان أساسي في هذه المرحلة، ليس فقط لنفسه بل لمحيطه لأن الحياد ليس استقالة من الدور أواستسلام .