تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد تختلف بعضها البعض، تبرز فى شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، ويربط الشعوب أصالة وعراقة عربية بين أبنائها والوافدين إليها، فى تلك الأيام، يُفرش البساط لإحياء ليالى رمضان، واستعادة ذكرياتها فى الدول كافة، وترسيخ تقاليدها، لبث السعادة والبهجة على ملامح الشعوب. يبلغ عدد مسلمى الهند أكثر من 200 مليون مسلم، من إجمالى عدد سكانها الذى يزيد عددهم على مليار نسمة، ويحتل الإسلام المرتبة الثانية فى ترتيب ديانات الدولة، بعد الديانة الهندوسية. أغلب المسلمين فى الهند يحرصون على ارتداء «الطاقية» فى شهر رمضان، هكذا يبدأ عمر نجار، أحد أبناء الهند، والطالب بجامعة الأزهر الشريف، حديثه عن العادات التى يتبعها الهنود فى الشهر الكريم، ويوضح أيضًا أنهم يحافظون على الاعتكاف فى المساجد؛ خاصة فى العشر الأواخر من الشهر، كما أنهم يهتمون بحضور صلاة التراويح وهم فى أغلب المساجد يصلونها 20 ركعة، ومن العادات المعهودة فى صباح ليلة السابع والعشرين عند أبناء الهند هي زيارة القبور. وعن استعدادهم لاستقبال شهر الصوم، يضيف «نجار» أن شهر رمضان فى الهند له طابع خاص، حيث تضاء المساجد، وتكثر حلقات القرآن، وتمتلئ الشوارع بالبهجة مع تبادل التهانى دون تعصب أو غضب من الديانات الأخرى. ويشير «نجار» أن المسحراتى يطلق عليه فى اللغة الهندية، باسم «سهرى»، ومع نهاية الشهر يقوم المسحراتى بأخذ الهدايا والنقود تحية وتقديرًا من السكان له؛ ويلفت إلى أنهم يحافظون على سُنَّة السحور، ويكون فيه «الأرز» و«الخبز» إلى جانب أنواع أخرى من الطعام. وعن بدايات الإفطار، يستكمل حديثه: عند غروب الشمس، يبدأ الصائمون فى الإفطار على رشفات من الماء؛ وبعضهم يفطر بالملح الخالص؛ وذلك عملًا بقول تذكره بعض كتب الحنفية، أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح، وهى عادة لا تعرف إلا بالهند. ويتابع: تعتمد مائدة الإفطار على «الأرز» وطعام يسمى «دهى بهدى» يشبه طعام «الفلافل مع الزبادى» و«العدس المسلوق» وطعام يُطلق عليه اسم «حليم» و«الهريس» وهو يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها «الفلفل الحار». ويختتم: عصير الليمون والحليب الممزوج بالماء يتصدران قائمة المشروبات عقب الإفطار، وفى ولاية «كيرلا» جنوبالهند، ويتكون المشروب من «الأرز» و«الحلبة» ومسحوق «الكركم» و«جوز الهند».
